الإمام زيد وعي وجهاد
من ذكرى هيهات منا الذلة الى ذكرى من احب الحياة عاش ذليلا وبين المناسبتين معركة حامية بين طغاة العالم وشعب الأيمان والحكمة الذين صمدوا على مدى عامين ونصف في وجه اعتى طغيان اجرامي عرفته البشرية يتمثل في العدوان السعودي الأمريكي على الشعب اليمني هذا العدوان الذي خاف من الثقافة القرآنية ثقافة الجهاد والاستشهاد التي يحملها هذه الشعب ويعمل بها في الواقع قولاً وعملاً ولأن هذه الثقافة تمثل مصدر قلق للمجرمين والطغاة فكان لابد من محاربتها ومحاولة تضييعها وقتل أهلها وهم لا يعلمون ان هذا مستحيل فنور الله لا يمكن اطفاؤه..
لم تكد تمر أيام قلائل على ذكرى فاجعة كربلاء التي استشهد فيها الامام الحسين عليه السلام في العاشر من شهر محرم الحرام حتى أطلت علينا ذكرى أخرى لا تقل أهمية وايلاماً عمن سبقها ذكرى استشهاد حليف القران الإمام زيد بن علي عليه السلام الذي كان ابرز أهدافه الخروج على الظالم من منطلق القران الكريم لإقامة العدل ومحاربة الظلم والجور في أي زمان ومكان وهذه الإمام العظيم الذي يعتبره الشعب اليمني مدرسة نورانية جهادية ينهلون منها الكثير من الدروس في التضحية والجهاد والعمل والعطاء والمعرفة والوعي وهم اليوم يسيرون في نفس الطريق يواجهون الظلم والطغيان العالمي بنفس القيم والمبادئ التي كان يحملها الامام زيد …
من مميزات الثورات التي خرجت ضد الظالمين بقيادة اهل البيت عليهم السلام انها لا تتوقف بمجرد استشهاد القائد او انتهاء المعركة فثورة الإمام الحسين خرجت ضد يزيد واستشهد فيها الامام الحسين الا انها بقيت الى اليوم تواجه كل يزيد في كل زمان ومكان كذلك ثورة الإمام زيد خرجت ضد هشام بن عبد الملك بظلمه وطغيانه وانتهاكه لحدود الله وكاد الإمام زيد ان يتغلب على الدولة الأموية حينها لولا ان الشهادة سبقته الى ذلك الا ان استشهاد الإمام زيد لم يرمي بثورته في ماء الفرات كما فعلوا بجسده الطاهر لأن هذه الثورات هي ضرورة حتمية وإرادة الهية فهي امتداد لجهاد الأنبياء والرسل على مر التاريخ ومبادئها مستوحاة من القران الكريم الذي هو لكل زمان ومكان …
الاف السنين مرت منذ استشهاد الإمام زيد وانتهاء الدولة الأموية الا ان ثورة الإمام زيد لاتزال مستمرة الى وقتنا الحاضر بتعاليمها الهامه ودروسها القوية وأهدافها الأساسية التي جاءت من رسالة محمد صلى الله عليه واله ومن سورة التوبة والأحزاب من القران الكريم ثورة المستضعفين في وجوه المستكبرين وثورة الحق ضد الباطل وثورة الصدق والحقيقة في مواجهة الزيف والضلال ثورة الأسلام المحمدي القرآني في مواجهة الآسلام المزيف والكاذب وكانت ثورة الإمام زيد من اقوى الثورات على مر التاريخ بعد ثورة جده الحسين لأنها جاءت في مرحلة حرجه كان الباطل فيها يحكم باسم الدين ويكذب على الناس ويمارس بحقهم ابشع أنواع الجرائم الجسدية والثقافية والمعنوية فكان خروج الإمام زيد في ذلك الزمن يعتبر صفعه للباطل مفادها انه لايزال هناك امة تعرف الحق وتقول للباطل لا مهما بلغت ذروته ومهما كانت قوته…
خرجت ثورة الامام زيد في العراق فوصل صداها الى كل اصقاع الأرض وتكاثر أنصارها عبر الزمان في مختلف البلدان الى يومنا هذا وعلى سبيل المثال الزيدية في اليمن الذين لا يعرفون شخص الإمام زيد لكنهم عرفوه من خلال تراثه الثقافي الأسلامي ومن خلال موروثة الجهادي ومن خلال ثورته المباركة فما كان منهم الا ان جعلوه قائداً لهم على مر التاريخ يواجهون به مجرمون وطواغيت العالم ويواجهون به الباطل وشعارهم دائماً البصيرة البصيرة ثم الجهاد هذا المبدأ الذي اطلقه الامام زيد لأنصاره وبقي الى اليوم لأن الجهاد يحتاج الى وعي وبصيرة وليس مجرد خروج هكذا اجوف بدون ثقافة قوية تعينك وتساعدك على نفسك اولاً وعلى عدوك وما يعمله الشعب اليمني اليوم هو استمراراً لثورة الإمام زيد في وجه الظالمين على مستوى العالم ولهذا ثورة الإمام زيد ثورة مستمرة لا تتوقف الى يومنا هذا والى يوم القيامه.