ثورة 14 أُكتوبر يجب أن تعود من جديد
ستبقى ثورةُ الـرابع عشر من أُكتوبر ذكريات مجيده في تأريخ الشعب اليمني الذي استطاع أن يطرد جيش أعتى امبراطورية في ذلك العصر والتي كانت تسمى المملكة التي لا تغرب عليها الشمس إلّا أن اليمنيين الأَحْرَار جعلوا شمسَها تغرب في يوم الرابع عشر من أُكتوبر، الجيش البريطاني الذي كان يستعمر الجنوب اليمني على مدى عشرات السنين ينهبون الثروات ويستعبدون الناس ويبنون قواعدَ عسكرية لهم على تراب اليمن ويتصرفون في الموقع الجغرافي اليمني وكأنهم ورثوه عن أجدادهم إلّا أن الشعب اليمني المعروفَ بقوته وقيمه ومبادئه وشجاعته لم يستسلم للواقع رغم ضعفه وقلة الإمكانيات في ذلك الوقت واستحكام قبضة العدو وتدهور الأوضاع وانعدام الوعي والشعور المسؤولية والروح الوطنية بسبب الاحتلال إلّا أن ذلك لم يؤثر على ثورة شعب يحب وطنه ويعشق الحرية والاستقلال ويكره المحتلين قام اليمنيين بثورة عارمه وطردوا المستعمر البريطاني شر طرده..
وبما أننا اليوم في زمان كله ثورة في وجه الطغيان والفساد والاستعمار فينبغي علينا أن نستفيدَ من التجربة التي خاضها أجدادُنا الثوار في مواجهة الطواغيت ونفعلها في واقعنا اليوم، فالتأريخُ يعيد نفسَه وإن اختلفت المسميات وكثرت الجنسيات، فالأهداف واحدة، فالعدو البريطاني الذي كان يحتل الجنوب بالأمس اندحر إلى غير رَجعة، إلّا أن الجنوب اليمني اليوم عاد من جديد تحت الاستعمار الخارجي، ولكن هذه المرة بطريقة أخرى ووجوه متعددة، عرب على رأسهم السعوديّة والإمَارَات وعجم على رأسهم الشيطان الأَكْبَر أَمريكا جاءوا لاحتلال اليمن ونهب ثرواته واستعباد اهله بحجة إعادة ما يسمى الشرعية ولكن من خلال ما هو حاصل اليوم في الجنوب نجد أن ما يسمى الشرعية ليست سوى شماعه ومبرر؛ لأنها اليوم مجرد عبد مطيع للمستعمرين..
وبما أن الجنوب اليمني يرزح تحت الاحتلال والشعب اليمني يعيش حالة ثورة مستمرة فإنه لا بد من تطهير كُلّ شبر من أرض الجنوب وطرد آخر جندي سعودي وإمَارَاتي وسوداني وأَمريكي كما تم طرد البريطانيين ليس فقط طرد المستعمرين، بل يجب علينا أن نسعى لمحاكمة كُلّ الخونة والعملاء والمرتزقة الذين جلبوا الويلات على بلدنا؛ لأنه لولاهم لما استطاع المحتلون أن يسيطروا على شبر واحد من تراب بلدنا، فهم أَكْبَر خطر على الوطن والشعب، وما ينبغي على الشعب اليمني اليوم هو التصدي للعدوان ومرتزقته والاستمرار في معركة الدفاع حتى تحين الفرصة لتشتعل معركة التحرير التي لا بد أن تحصل مهما طال الزمن لتجتث المحتلين وترمي بهم من على تراب هذا الوطن..
لقد استطاع الثائر راجح لبوزة ومن معه من الثوار الأَحْرَار أن يقودوا شرارة ثورة الرابع عشر من أُكتوبر من جبال ردفان ضد المستعمر البريطاني بعزيمة وروح وطنية وثورية عالية، وكانت إرادتهم القوية هي السلاح الفعال والقوة العظمى التي تدل على أصالتهم وانتمائهم لليمن، فكان ذلك أبرز مقومات النصر على المستعمر البريطاني الذي تم إرغامه على الرحيل صاغرًا ذليلًا مهزومًا أَمَام عزيمة وثورة الشعب اليمني، وهذا درس علينا أن نستفيد منه جميعًا العدو والشعب، العدوان عليه أن يدرك أن اليمنيين لا يقبلون بالعبودية والاستعمار لأيٍّ كان وأن مصيره الهزيمة والطرد كما حصل مع البريطانيين، والشعب اليمني عليهم الاقتداء براجح لبوزة ومن كان معه من الثوار وإشعَال شرارة الثورة من جديد بنفس القوة والعزيمة لطرد المستعمرين الجدد وهذا ما سوف يحصل قريبًا بإذن الله.
✍ زيد البعوة