الإنجاز الموعود
منذ صبيحة السادس والعشرين من مارس 2015- م وتحالف العدوان السعودي الأمريكي يعربد في سماء اليمن مطمئنا إلى حالة الإنهاك والتدمير التي تعرضت لها القوات المسلحة وبالأخص القوات الجوية خلال السنوات الماضية.
ولم يكن لتحالف العدوان سلاحا يشبع رغبات ونزوات قادته في قتل اليمنيين وتدمير منازلهم ومنشآتهم وطرقاتهم والتنكيل بحياتهم في عموم مدن الجمهورية اليمنية ، غير أسراب الطائرات الحربية والعمودية التي تسرح وتمرح في سماء اليمن دون رادع ولم يحسب حساب يوم يمتلك فيه اليمن منظومات دفاعية توقف هذه العربدة، فكانت الرسالة من إسقاط الدفاعات الجوية يوم أمس لطائرة أمريكية من طراز إم كيو 9 في أجواء العاصمة إنجازاً استراتيجياً يضع العربدة السعو أمريكية أمام مسار مختلف.
تجدر الإشارة إلى أن الطائرة إم كيو9 التي أسقطتها منظومة الدفاع الجوي في سماء العاصمة صنعاء، هي طائرة حربية ومقاتلة تتفوق على الطرازين الإف 15 والإف 16،هذه الطائرة مزودة بأجهزة استشعار خارقة بإمكانها رصد أدق التفاصيل، ومزودة بكاميرات تظهر لوحة السيارة بكل دقة من على ارتفاع 3.5 كيلومتر، كما أنها مزودة بنظام التوجيه بالليزر وهو النظام المستخدم في تسيير القنابل الذكية من نوع GBU12 والتي تستطيع الطائرة حمل أربع منها.. كما أنها أيضاً قادرة حتى على تسيير قنابل تم إطلاقها من طائرات ثانية عبر الليزر ، الطائرة تعتبر من أقوى الطائرات الحربية ، وأمريكا تنفرد باستخدام هذا النوع من الطائرات وهي بدورها قامت بتأجير عدد منها لصالح السعودية.
وعودة على الإنجاز فإن ثلاث سنوات من الفشل السعودي الأمريكي الإماراتي في الميدان هي أشبه بمناورة اختبار الصبر والصمود اليمني، وثلاث سنوات من رهان تحالف العدوان على سلاح الجو وعربدته لفرض معادلة شروط استسلام وتسوية لصالحه ، احترق يوم أمس وسقط بهذا الإنجاز النوعي.
على أنّ هذا الإنجاز الذي سبق وأشار إليه قائد الثورة ، يستمدّ أهميته الاستراتيجية من كونه يسقط آخر الأوراق العدوانية التي كان يراهن عليها النظام السعودي لإخضاع اليمنيين وإرهابهم بالمجازر والقتل ، لانتزاع تنازلات تعيد اليمن إلى دائرة النفوذ والهيمنة الأمريكية السعودية وتكرس حالة من انتقاص السيادة والاستقلال ، كما يستمد أهميته العسكرية من أنه أدخل عوامل مواجهة جديدة إلى المعركة الوطنية التي يخوضها اليمنيون.
كما أنّ هذا الانتصار الكبير ما كان ليتحقق لولا حالة الصمود الشعبي في مواجهة العدوان ، والتحام الجماهير بالقيادة الوطنية التي برهنت بثبات وحزم وحكمة وصبر وانتصارات ثلاث سنوات ، عن إرادة وطنية مقاومة ترفض المساومة على ذرة تراب من الأرض والسيادة، ورفضها القاطع لكل مشاريع الهيمنة والتبعية لدول الاستكبار ، وعدم التفريط باستقلالية القرار الوطني أو التخلي عن الثوابت الوطنية والقومية والإسلامية المقاومة.
ولا شك في أنّ هذا النجاح ما كان ممكناً لولا الصمود الأسطوري لأبطال الجيش والأمن واللجان الشعبية والمتطوعين من القبائل والشعب اليمني في كل محاور القتال ، ولولا الانتصارات التي يحققونها في على صعد مختلفة ، ولا شك أن بعد هذا الإنجاز مسار مغاير لما سبق ، ولم يكن قائد الثورة وهو رجل الفعل يرتجل حين أشار إلى ما وصلت إليه قدراتنا الوطنية من تطور في المجالات العسكرية الدفاعية والهجومية وبالأخص في المجالين الجوي والبحري ، والذي تمخض عن دراسات وتجارب وإبداعات وخبرات وطنية بحتة استطاعت أن تنجز ما عجزت عنه دول وأنظمة…وإلى ساعة النصر الموعود.