يكتبون الأخبارَ بصواعق الكورنيت
في اقتحام “نعشاو بجيزان” يضرِبُ مقاتلٌ واحدٌ بفوهة بندقيته حصون الفولاذ فتنفلق عن أعجاز نخلٍ خاوية تعبرها الأقدام النحيلة لرجال الرجال إلى ضفة نصرٍ من الله وفتحٍ قريب.
لم يُبقِ لنا ليوث الجيش واللجان مثقال شرف ندّعيه.. إنهم يكتبون نيابةً عنا القصائد والمعلقات والمقالات والتقارير والقصص الإخبارية بشواظ الحارق الخارق وَصواعق الكورنيت والأحمر القاني وَينتجون أفلام القوة دون حاجةٍ لخداع بصري وكلاكيت وسيناريست ومخرجين ينتعلون أحذية بأعناق طويلة ويلبدون الكواليس بدخان المارلبورو والغليونات الصدفية الفخمة.
تضاريس جبهات الملحمة الوطنية الكبرى دواوين شعر باتساع الخيال تتفتق أبجديتها من عجينة كرامةٍ قوامها الرمل والنار والماء والبازلت وَمدائن مفتوحةٌ لنجوم ترجلوا عن صهوات سديم الأفلاك وَانزرعوا في تراب الأرض البارد فأيقظوا أشواق حممها وبراكينها للوثوب فوق زمن النفط والسيليكون إلى زمن الجباه التي تحرث يباس المجرات وتخصب سديمها كرامةً وحريةً واستقلالاً..
يا رجالَ الرجال في الجيش واللجان.. يا أزكى سُلالات الأرض اليمنية وأطهرَها منذُ آدم.. أفسحوا لأقلامنا سَـمَّ خِياطٍ تزاول من خلاله الأبجدية زهوها على كوكبٍ استأثرت بنادقكم فيه على كُلّ الشرف والزهو وصار ترابه مسرحاً حصرياً لأقدامكم الحافية الهدارة غير المثقلة بالمحاذير وَأصفاد اللهاث خلف حطام كراسي النسق الأول للكرنفالات وَمنصات الفرجة المؤثثة بكائنات الجاكوزي والساونا ومراهم فن الممكن..
أيها الرجال الحقيقيون في زمن الشوارب المستعارة وديكورات النضال الداجن، لا تلتفتوا إلى الوراء فلا صوت في هذه الناحية يعلو فوق صوت ترهاتنا اليومية وقعقعة مغاوير حروب الفتات وجعجعة طواحين الهواء وَالفزاعات وخيال المآتى..