تغريدات خاشقجي خارج ’جلباب’ النظام السعودي
خرج الكاتب السعودي جمال خاشقجي من جلباب النظام السعودي. الكاتب المقرّب من دوائر القرار في المملكة بات غير مرغوب فيه لدى النظام السعودي. من صحفي يمجّد النظام بكلّ أركانه الى “معارض” في الخارج، انتقل الخاشقجي بعد سنوات من العمل في خدمة آل سعود.
صفحة خاشقجي على “تويتر” باتت مليئة بالانتقادات التي يوجهها الى نظام الحكم، والقمع الذي يمارسه آل سعود في المملكة بحق الشعب.
حكاية “انقلاب” خاشقجي بدأت بعدما منعته السلطات السعودية من الكتابة في الصحف، أو الظهور على شاشة التلفزيون وحضور المؤتمرات، بعد تصريحات أدلى بها خلال العرض الذي قدمه في واشنطن للأبحاث العام الماضي والذي انتقد فيه صعود دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة.
وأزعج خاشقجي الذي كان مقربًا من القصر الملكي، صناع القرار في السعودية، الأمر الذي أحرج الديوان الملكي مما دعاه إلى اتخاذ قرار بمنعه من الكتابة او الظهور على شاشات الفضائيات.
وبتاريخ 18 /9 / 2017، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالا للكاتب السعودي تحدث فيه عن الخوف والتخويف وحملة الاعتقالات الأخيرة بالمملكة، واصفا إياها بالدرامية وأنها طالت الإصلاحيين والمحافظين على حد سواء. وكتب “أفادت التقارير الأسبوع الماضي، بان السلطات اعتقلت حوالي ٣٠ شخصا، وذلك قبل صعود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الى العرش. بعض المعتقلين هم أصدقاء مقربون لي، وهذه الخطوة تصب في خانة تشويه سمعة المثقفين وعلماء الدين الذين تجرأوا على التعبير عن آراء تتعارض مع آراء قيادة بلادي. فقد بدا المشهد مأساويا للغاية، اذ اقتحم رجال أمن ملثمون المنازل مجهزين بالكاميرات، يصورون كل شيء ويصادرون الأوراق والكتب وأجهزة الكومبيوتر. وقد تم اتهام هؤلاء بتلقي أموال قطرية وبأنهم جزء من مؤامرة كبيرة مدعومة من قطر. فيما قد يواجه، من هم في المنفى الاختياري، وأنا منهم، الاعتقال لدى عودتهم إلى بلادهم”.
وتابع “أتألم عندما أتحدث مع أصدقاء سعوديين آخرين في اسطنبول ولندن هم أيضا في المنفى الاختياري. هناك سبعة على الأقل منا-فهل سنكون نواة الشتات السعودي؟ نمضي ساعات طويلة على الهاتف نحاول خلالها إدراك سبب هذه الموجة من الاعتقالات التي شملت صديقي ورجل الأعمال والشخصية الوقورة على تويتر عصام الزامل. كان ذلك يوم الثلاثاء الماضي، لدى عودته من الولايات المتحدة، بعد أن شارك في وفد سعودي رسمي. هكذا بسرعة مذهلة، يمكنك ان تسقط من لائحة المقربين في المملكة العربية السعودية. إن ذلك صادم.
وسأل “لماذا ينتشر هذا المناخ من الخوف والترهيب، فيما يعد زعيم بتمتع بكاريزما، بالإصلاحات التي طال انتظارها لتحفيز النمو الاقتصادي وتنويع اقتصادنا؟ يحظى محمد بن سلمان بالشعبية، وتم دعم خطته للإصلاح من قبل معظم هؤلاء الثلاثين من رجال الدين والكتاب ونجوم وسائل الاعلام الاجتماعي الذين تم اعتقالهم في ظلام الليل”.
وقال “نحن الذين نعيش في الخارج نشعر بالعجز. نريد أن تزدهر بلادنا، وتتحقق رؤية 2030. نحن لا نعارض حكومتنا، نحن نحب كثيرا المملكة العربية السعودية. انها منزلنا الوحيد الذي نعرفه أو نريده. بضغط من حكومتي، ألغى ناشر إحدى أكثر الصحف العربية قراءة وأوسعها انتشارا، الحياة، مقالتي. وعمدت الحكومة الى حظري من استعمال تويتر عندما حذرت من احتضان مفرط للرئيس المنتخب ترامب. لذلك أمضيت ٦ أشهر صامتا، أفكر بحالة بلادي وبالخيارات القاسية التي امامي. لقد تألمت كثيرا منذ عدة سنوات عندما تم اعتقال العديد من أصدقائي. لم أقل شيئا. لم أكن أريد أن أفقد وظيفتي أو حريتي. كنت قلقا على عائلتي. هذه المرة، اتخذت خيارا مختلفا. لقد تركت بيتي، وعائلتي، ووظيفتي ورفعت صوتي. ولو فعلت خلاف ذلك، يعني أني أخون أولئك الذين يقبعون في السجن. انا أستطيع أن ارفع صوتي عندما لا يستطيع الكثيرون ذلك. أريد أن تعرفوا أن هذا لم يكن حال السعودية على الدوام. نحن السعوديون نستحق أفضل من الذي يحصل”.
وفي مقابلة مع قناة DW الألمانية، قال خاشقجي إنه “من المؤلم أن ننتقل في السعودية من انغلاق إلى انغلاق”، معدداً أساليب القمع التي تتبعها السعودية بحق شعبها.