21 سبتمبر والقرن 21!
ُيسمونها ذكرى ثورة، وما من يوم يمر إلا والشعب في ثورة إلى ثورة دون ملل أو كلل ساعده على ذلك وجود قيادة ليس يُرهبُها شيء، وليس يُطمِعُها شيء.
واحتشاد الشعب يوم الخميس المقبل في سبعين صنعاء هو يوم بمثابة سبعين ثورة.
وتاريخ اليمن حافل بالثورات، وفي 21 سبتمبر2014 عبر الشعبُ من المحلية وأزماتها إلى الضفة الأخرى من ميدان الصراع حيثُ الإقليميةُ والعالميةُ، متجاوزا كلَّ ما ألقي في طريقه من ألغام ومتفجرات زرعت لإعاقته عن التقدم، ولكنه تقدم، ولما أيقن الخارج ألا قدرة لديه على وقف التطلع الاستقلالي للشعب اليمني؛ دفعَ ذلك الخارج بعصاته الغليظة المسماة “سعودية وتحالفها الأرعن” لأن تباشر بالعدوان عشية الـ26 من مارس 2015م.
ومن غرائب هذا العالم الأعوج والأهوج أنه جاء بقرار 2216 لاحقا للعدوان وليس سابقا، في سابقة غير معهودة، إذ المعمول به منذ قيام الأمم المتحدة ومجلس أمنها الغير موقر أن يتم إصدار قرار ثم يجري تنفيذه، وليس العكس.
وفي اليمن ظهر المجتمع الدولي معكوسا في كل شيء. وقرارهم باطل في كلا الحالين، والإشارة إليه تمت بغرض توضيح ما بدا عليه المجتمع الدولي من حالة ارتباك ضربت عواصم القرار العالمي ومجلس الأمن الدولي أمام شعب فجر ثورة في منطقة يُنظر إليها في “سجلات النفوذ العالمي” أنها تقع ضمن النفوذ الأمريكي بشكل مطلق على حساب هويتها العربية والإسلامية حتى لم يعد من “الجزيرة العربية” إلا الاسم، فيما هي جزيرةٌ تخضع للتغريب الأمريكي كما خضعت يوما للتغريب الانجليزي ومن قبله التتريك العثماني.
وفي هذه المرحلة من التاريخ البشري حيث الصراع الكوني على أشده لناحية تداخل المصالح على النحو الذي تتخذه الدول العظمى ذريعة للتدخل في شؤون الآخرين، فإن الشعب اليمني ليدرك حقا أنه أهلٌ لأن ينتزع مكانا متميزا ورائدا بين الفاعلين والمؤثرين في القرن الواحد والعشرين، واثقا إلى أن تاريخه العريق وموقع بلده الجغرافي الفريد يؤهلانه لذلك وأكثر.
وتلك غاية ما يمكن أن يتصوره المرء حين يرى الشعب في ميدان السبعين يوم الخميس المقبل.
✍ علي المحطوري