هكذا نكون أو لا نكون
عندما تختار الأمة قائداً لها أو ترتضيه وتضع نفسها وحياتها تحت ذراعيه فلابد أن يكون أشجعها وأقواها شكيمة وأصبرها على تحمل المكاره وأزهدها أمام مغريات الحياة وأن يكون أعدلها في رعايتها وأن يكون أتقاها خشية من الانزلاق وأن يكون فارسها عند النزال ومقارعة الأبطال وأن تكون آراؤه عليها ختم السماء وأن لا يتزحزح قيد أنملة عن السماء وما حملت وما أرسلت من كتب فيها سعادة البشرية… إذا طبقت هذه الصفات في القائد فإن على الأمة أن تسير في ركابه ولاتخرج عن نهجه ومنهاجه ولا تعرّج ذات اليمين ولا ذات الشمال.فإذا قال لها القائد دافعوا عن كرامتكم وأعراضكم ودينكم وافتحوا النار بلا هوادة على هذا العدو الذي يريد أن يستعبدكم ويرغمكم على الركوع والخضوع فيجب عليكم أن تدافعوا وتحملوا السلاح فعلاً.. حتى يسمع العالم كله أن شعباً من شعوب الأرض اسمه اليمن لو اجتمع عليه الثقلان وخرج يأجوج ومأجوج وتحركت مصانع العالم واتجهت إليه ولبست السماء أجنحة الطائرات وتفجرت الأرض براكين لما استطاعت أن تقهره أو تذله أو تهزمه لأسباب ثلاثة أكبرها وأعظمها هو أن الله معه وهل ثَم قوة على وجه الأرض تستطيع أن تواجه الله!
والسؤال لماذا كان الله مع هذا الشعب؟ لأن العالم الكفري والنفاقي وأشباه الرجال والمال الذي تحت الأرض وفوق الأرض قد هبوا جميعاً لسحقه ..فكان عدل الله أسرع منهم، وسبب آخر هو أن الله اختار أو ساند اختيار هذا الشعب بقائدٍ لو نُسفت الأرض بمن عليها لما تحركت فيه شعرة واحدة،وسبب ثالث هو أن فئة من أبناء هذا الشعب من الشباب الحواريين الذين لم يدخل المال الحرام إلى بطونهم باعوا أنفسهم لله.
هذه الأسباب الثلاثة هي التي حتى الآن أبهرت العالم.
كيف تسبح الصواريخ في السماء وتهز عروش الطغاة وتخيفهم من شعب غلّق الطغاة عليه البر والبحر والجو!
ان هذه معجزة القرن العشرين.
فيا أبناء اليمن الذين لم تطعموا حلاوة النصر هبوا لا تفوتكم الفرصة وإني أؤكد لو اجتمعتم جيشا وشعباً شيوخا وشبابا رجالا ونساء لكانت الرياض وأبوظبي في بسطتكم وكنتم انتم الذين تمنون على البدو بالعفو وتقولون لهم إذهبوا فأنتم الطلاقاء.
يا أبناء اليمن لايكفي أن ترفعوا السلاح أمام عدسة المصورين وتعودوا إلى مساكنكم كونوا أمثال بني حشيش رجالا في الجبهات ورجالا تدعم الجبهات وأعناب تحولت مزارعها للمجاهدين ..بخٍ بخٍ لكم يا بني حشيش.
وأما أنتم يا من تتسابقون على الكرّي والنيسة والحديد والاسمنت وكأن الحرب لا وجود لها في بلدكم! اتقوا الله وغيّروا من هذا السلوك وانتم أمام عدو لو ظفر بكم لنسف الكرّي والنيسة والحديد والاسمنت وحولها إلى ركام من الرماد.
أين انتم؟ كونوا مع قائدكم.. هذا القائد الذي هو نسخة من جده وكونوا رديفا لأولئك الأبطال في الجبهات أو تضعوا جباهكم أحذية لأولئك الفرسان في الجبهات إذا تقاعستم.
الأمر جد ومن لا يفهم الجد فإنه من أحذية سلمان الصغير “الكسكسي الصغير”.
وأما انتم يا علماء الصمت فلا يسعني إلا أن أقول لكم سامحكم الله فقد فاتكم القطار الأبيض حتى الآن وصمتم أمام القطار الأسود ما الذي يمنعكم أن تقولوا هذا القطار ابيض وهذا القطار أسود؟.. ألكم أعين تبصرون بها وآذان تسمعون بها! ..سامحكم الله ..أين انتم من “كنتم خير أمة أخرجت للناس!؟
تحية لمن رفع سمعة اليمن ورحمة لشهدائهم وعافية لجرحاهم.