فورين بوليسي: من الحرب على القاعدة إلى كارثة إنسانية.. ماذا تفعل أَمريكا في اليمن؟!
تناولت مجلةُ “فورين بوليسي” الأَمريكية في مقال لها على لسان الكاتب “دان دي لوس” التنسيق السعودي الأَمريكي في اليمن وكيف يؤثر هذا بشكل سلبي على أبناء الشعب اليمني.
حيث قالت المجلةُ: في كانون الثاني / يناير، وضع برنامج الأغذية العالمي خطة لتقديم معدات من شأنها أن تساعد على تخفيف الكارثة الإنسانية المتزايدة في اليمن، وكانت هناك أربع حمولات، تمولها الوكالة الأَمريكية للتنمية الدولية، جاهزة للشحن إلى ميناء يمني لتحل محل المعدات التي دمرتها الطائرات السعودية في أغسطس 2015، لكن وبعد ثمانية أشهر، فشل المسؤولون الأَمريكيون في إقناع نظرائهم السعوديين بالسماح للرافعات بالوصول للميناء اليمني.
ويأتي الرفض السعودي وسط أسوأ تفش لمرض الكوليرا في العصر الحديث، والذي أصاب أكثر من 600،000 يمني بينما الملايين في هذا البلد الفقير على حافة المجاعة، وبالرغم من القنابل الأَمريكية وطائرات إعادة التزود بالوقود، فشلت الحملة الجوية التي تقودها السعودية منذ 30 شهرا في سحق الحوثيين، لكنها قتلت وجرحت الآلاف من المدنيين.
كانت مساعدة واشنطن للدول الخليجية التي تشن حربا ضد اليمن تصور كوسيلة غير مكلفة لإظهار الدعم لحليف عربي، لكن التدخل المسلح الذي تقوده الرياض تحول إلى مستنقع وحصد آلاف القتلى والجرحى.
إن المقابلات التي أجريت مع المسؤولين الحكوميين الحاليين والسابقين في الولايات المتحدة ترسم صورة لجهود حرب عكسية تهدد بإدخال المزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تؤدي أيضا إلى تفاقم التحالف الأَمريكي السعودي.
وفي الوقت نفسه، أدى ارتفاع عدد القتلى المدنيين والمعاناة الإنسانية في اليمن إلى انتقادات متزايدة للتحالف الخليجي في الكونغرس، وبالرغم من هذا في يونيو / حزيران، أكدت إدارة ترامب الكونغرس بأنها ستستأنف بيع الذخائر الموجهة بدقة إلى الرياض، ما يجعلنا نتذكر الحظر الذي فرضه الرئيس السابق باراك أوباما في عام 2016 ردّاً على الضربات الجوية السعودية الخاطئة.
فالشراكة غير المحتملة بين أقوى ديمقراطية في العالم وأكبر نظام ملكي مطلق في العالم كانت دائما تعاني من التناقضات، لكن بروس ريدل، وهو ضابط متقاعد من وكالة المخابرات المركزية، ومؤلف كتاب جديد عن التحالف، “الملوك والرؤساء” قال إن هذه الصفقة تتطلب ضمانات أمنية أَمريكية للرياض والضمانات السعودية هي النفط الميسور للاقتصاد العالمي.
من خلال دعم السعوديين، شاركت واشنطن في حرب اليمن – التحالف الذي تقوده الدول الخليجية بهدف القضاء على الحوثيين ومواصلة جهود مكافحة الإرهاب الذي يستهدف تنظيم القاعدة- وفي تطور مثير للسخرية، حيث كان الحوثيون هم الذين يقاتلون تنظيم القاعدة.
وقد دعمت إدارة أوباما في الأيام الأولى الجهود السعودية، وأقامت “خلية تخطيط مشتركة” للمساعدة في تنسيق الحملة الجوية التي شملت أيضا طائرات من مصر والمغرب والأردن والكويت والإمارات وقطر والبحرين. وقال جيرالد فيرشتاين، السفير السابق في اليمن، ومسؤول كبير بوزارة الخارجية الأَمريكية: “كان هناك اتفاق أساسي على أننا كمجتمع دولي يجب أن نستمر في دعم الحكومة الشرعية”. “أراد السعوديون التدخل، واتفقنا معهم. وقبل ذلك، دفعنا السعوديين على أن يكونوا أكثر عدوانية لدعم هادي”.