أي ثورة وجمهورية وبلد يكون “البركاني” بطلَها؟!
في مناسبتَين، خلالَ أُسْبُوْع واحد فقط، دافع حزبُ المؤتمر في بيانَين، عن سلطان البركاني الأمين العام المساعد للحزب ورئيس كتلته النيابية وحوّله لـ “بطل قومي”.
في الموقف الأول يدافِعُ مصدرٌ بحزب المؤتمر عن البركاني ضد القيادي بالحزب أيضاً وهو “أحمَد الحبيشي” على خلفية قيام الأخير باتهامِ الأول بالضلوع في تهريب “الفار هادي” مطلع 2015، وهو ما أنكره البركاني وفي نفس الوقت اعتبره “شرفاً لا يدّعيه”، وهو الشرَفُ المتمثل بتهريب الفار هادي، جُملةٌ قالها البركاني بعد عامَين ونصف عام من العدوان على اليمن!
أمَّا الموقفُ الثاني، فتولّى مكتبُ علي صالح رئيس المؤتمر إصدارَه، ويتعلّقُ برفضه إجراءً قانونياً ودستورياً بقبولِ دعوى منظمة حقوقية للنائب العام وقيام الأخير بإحالة البرَكاني وأعضاء ما سُمِّي “مؤتمر الرياض” للنيابة الجزائية المتخصصة، وهي خطوة اعتبرها “زعيمُ المؤتمر” اعتداءً على “الثورة والجمهورية”، مستدعياً عناوينَ سئمَها الشعبُ من قبيل أن مَن يتهمون البركاني “إماميون ومرتزقة”.
ولم تمر 24 ساعة على دفاع زعيم المؤتمر عن البركاني صاحب الامتياز في “الجمهورية والثورة” إلا وظهر الأخيرُ في صور بالرياض في حضرة “الكبسة” يتناوَلُ وليمةَ الارتزاق إلى جانب قيادات مرتزقة العدوان.
وقبل الحديث عن مواقف البركاني واعترافه بشرعية الفار هادي والفار علي محسن، نعودُ لفترة العدوان الممتدة لعامين ونصف عام.
على مدى عامين ونصف عام لم يصدر “البركاني” من موقعه كأمين عام مساعد لحزب المؤتمر ورئيس كتلته النيابة، أيُّ موقف رافض للعدوان، ولم يُدْلِ بتصريح يدينُ أيةَ جريمة من جرائم العدوان ضد الشعب اليمني، ولم يعلنْ رفضَه للحصار المفروض على اليمن.
على مدى عامين ونصف عام، يقيمُ البركاني في “مصر” إحدى دول العدوان ويتنقلُ من الرياض إلى أبوظبي وغيرهما من عواصم العدوان، ولم يقل إن ما يحدث في اليمن وخصوصاً الجنوب هو “احتلال”.
وإذا كان “البركاني” لم يجترح أيّ موقف من أجل بلاده في أخطر مرحلة يعيشُها اليمن، فمن أين يبتكرُ المؤتمر “بطولاته” وينصّبه حامياً لـ”الثورة والجمهورية”؟!
أما مواقفُ البركاني، فآخرها اعترافه بشرعية “الفار هادي” ووصفه للفار علي محسن الأحمر بـ “نائب رئيس الجمهورية” عبر صفحته الرسمية بموقع الفيسبوك.
يعترفُ البركاني بشرعية قتل وجرح عشرات آلاف اليمنيين، معظمُهم من النساء والأطفال وتشريد ملايين المواطنين وتدمير منازلهم، ويعترِفُ بشرعية رئيس يُستخدَمُ غطاءً لتدمير البُنية التحتية من مدارسَ ومستشفيات وطرقٍ وجسور وحصار خانق تسبب بمجاعات وقطع مرتبات وتفشي الكوليرا الذي قتل أَكْثَر من 1500 يمني معظمهم من الأطفال.
لو كان البركاني مقيماً في بيته بصنعاء وظل صامتاً تماماً على مدى عامين ونصف عام لَكان أقل ما يوصف به بأنه رجلٌ تخلّى عن مسؤوليته كنائبٍ برلماني وقيادي بحزب كبير، ولكنه لم يصمُتْ ولم يبقَ في بيته بل في بيت العدوان، لم يستنكرْ جريمةً واحدةً من جرائم العدوان، بل اعترف بشرعية المرتزقة، ومع ذلك يستطيع المؤتمر وزعيمه مواجهة الشعب اليمني وتقديم البركاني على رأس “حُماة الثورة والجمهورية” فأيَّةُ مهزلة تلك؟ أم أنهم يتحدثون عن “بركاني ووطن آخر؟”.
✍إبراهيم السراجي