من هو “أبو حرب”؛ القائد الشهيد اليمني الذي كرس كل حياته من أجل الوطن
سوف نتحدث في هذا التقرير عن الشهيد البطل العميد حسن عبد الله الملصي، المعروف باسم “أبو حرب” فهو رجل من رجالات اليمن بل من خيرة رجالها الأبطال. ففي محافظة صنعاء وفي قرية ربد بوادي “الأجبار” من بلاد سنحان كان مولد أبو حرب في عام 1975م .تربى في مديرية سنحان الشهامة والرجولة ولقد كانت طفولته معاناة وعناء، فلم ينعم بطفولته كباقي الأطفال ومع هذا كله استطاع أن يتعلم ويعلم إخوته الأصغر منه برغم ظروفه الصعبة.
وفي الوقت الذي كان جميع أقرانه يلعبون ويمرحون، كان “أبو حرب” يعمل ليل نهار حتى يوفر لأسرته قوت يومهم لكي يتمكنوا من التعليم وفعلا عمل بجد ووفر لهم احتياجاتهم وتعلموا وهذه الظروف الصعبة التي عاشها هي التي صنعت منه رجلا صلباً قادراً على تحمل المسؤولية.
درس “أبو حرب” الثانوية العامة بمدرسة الشعب في صنعاء وتخرج منها بتفوق وبعد ذلك التحق بالكلية الحربية وتخرج منها في عام 1998م، ثم التحق بالقوات الخاصة اليمنية وبعد ذلك تم ابتعاثه للأردن ليحصل على شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية في عام 2009م ولقد كان “أبو حرب” مثابرا ونشيطا ومتميزا بين أقرانه ويتمتع بذكاء عالي وكان يحظى بتقدير كبير من أساتذته وقيادته العسكرية .ولقد وصفه جميع الأشخاص الذين كانوا على معرفة قليله به، بأنه كان مثالا للشجاعة والإنسانية والوفاء.
لقد كان “أبو حرب” من مؤسسي القوات الخاصة وتدرب على يده الآلاف من الجنود وكان المسؤول عن إدارة مكافحة الإرهاب ولقد كان رجل المهام الصعبة ومثالا للقائد الشجاع.
تجدر الإشارة هنا بأنه نظرا لمواقف الشهيد “أبو حرب” الوطنية والشجاعة فلقد حورب كثيرا وتم إيقاف رتبته العسكرية وتمت إقالته من منصبه في عام 2011م وبعد ذلك مكث في قريته وهناك قرر بناء منزل لأسرته وبالفعل بنى منزله بيده. ونذكر هنا بأن أبو حرب لديه خمسة من الأولاد وبنت واحده ، وله من الأخوة أربعة وهو خامسهم .
لقد كانت آخر مهامه العسكرية هي أنه كان قائدا للحراسة الشخصية لقائد الحرس الجمهوري سابقا العميد أحمد علي عبد الله صالح ابن الرئيس المخلوع”علي عبد الله صالح” .
حين شُن العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، رفض “أبو حرب” البقاء في الإمارات التي كان يسكن فيها وهي فرصة يتمناها الكثير وقرر بعد هذا العدوان العودة إلى وطنه اليمن، لقد اثبت “أبو حرب” بأنه رجل وطني يحب اليمن ويبذل كل غالي من أجل الدفاع عنها لتبقى موطن الحب والخير والبذل والعطاء .
وبهذا كله حزم “أبو حرب” أمتعته ومعه بعض رفاقه قاصدا جبهة الشمال وهو يخاطبهم قائلا 🙁 لا يوجد شيء سيوحد اليمنيين إلا عندما نشاهد أن جيش آل سعود يهين اليمنيين والأرض اليمنية).
عندما وصل “أبو حرب” إلى مدينة صعدة الشامخة، طلب من “أنصار الله” أن يُشاركهم في القتال وقال لهم : ( نريد ميدان نحارب به ونريد أن نكون جنود، أرسلوني جندي عند أصغر مشرف منكم وسأسمع وأطيع والمهم أرسلوني جهة السعودية، لن نمكث نتقاتل مع بعضنا البعض والسعودي يتفرج) .
لم يكن “أبو حرب” كغيره من ألقادة يسبقه جنده بل كان في مقدمة الصفوف وأول المقتحمين للمواقع السعودية العسكرية في نجران ولقد أصطحب أبناءه الإثنين معه وكانوا يشاركون معه في جميع الاقتحامات وخاضوا معه غمار المعارك في نجران.
وذات مره وهو يخاطب رفاقه قال لهم أتمنى أن أنال الشهادة فرد عليه أبنه عبد اللطيف، قائلا (عادك بعيد يا آبه على الشهادة لوما تتطهر فذنوبك كثيره , لكن أنا عادنا صغير ما قد عليا ذنوب وسأنالها قبلك ) ، وبالفعل أستشهد عبد اللطيف قبل أباه وحينما أتوا ليخبروه بنبأ استشهاد عبد اللطيف ، نظر إليهم وقال “أبو برق أستشهد ؟” قالوا له عظم الله أجرك ، فرد عليهم لا تقولوا عظم الله أجرك ولكن قولوا دام الله السرور ودفنه هناك ، وأقاموا له العزاء في قريته ولم يحضر عزاء أبنه وفلذة كبده وهو يقول الجبهة أولى والدفاع عن الوطن أسمى أما ولدي فهنيئا له. وكان يقول دائما: “يجب عليكم مهاجمة عدوكم والقضاء عليه قبل أن يدقوا أبواب بيوتكم ويهاجمونكم “.
وتجدر الإشارة هنا بأن “أبو حرب” التقى بالسيد عبد الملك بن بدرالدين الحوثي سلام الله عليه وتأثر كثيرا بشخصية القائد وقال بعد تلك المقابلة ” لم أعرف معنى كلمة قائد إلا بعد أن قابلت السيد عبد الملك بن بدرالدين الحوثي” .
وكانت نصيحته المستمرة لأصدقاؤه ورفاقه وأهله هي ” إذا أردت الحياة الأبدية، فأطلب الشهادة توهب لك الحياة الأبدية .وكان يملك ثقة كبيره بالله سبحانه وكان يقول بثقة عالية وبإيمان عميق (سنعبد الله بدفاعنا عن وطننا وسنقاتل الدبابة بالرصاصة والعدو بالتسبيح لله سبحانه وتعالي).
أتاه اليقين واصطفاه الله شهيدا في موقع “نهوقه” بجبهة نجران بتاريخ 22 / 9 العام 2016م ، لله درك يا عميد الشهداء ولله درك يابن اليمن البار ولله درك أيها الوطني الغيور على أرضه والمؤمن الذي أنتصر لقضيته ، جاهدت بالمال والنفس وبذلت روحك رخيصة لتحيي آخرين من أبناء وطنك.