زمنُ التفكيك والكنس والنصر!
في ظرف سنوات معدودة تضاعفت قدراتُ حزب الله كحركة مقاومة إلَى أن يصلَ به الجهدُ والجهادُ المتواصل لأن يكشفَ “إسرائيل” كياناً هشًّا، تخرِّبُ بأيديها ما بنته بنفسها، معززًا دعوتَه العدوَّ لأن يسارعَ إلَى تفكيك مفاعل ديمونا النووي الواقع في منطقة النقب المحتلة، وألّا يكتفي فقط بتفكيك حاويات الأمونيا الكيماوية الواقعة في حيفا.
جاء ذلك خلالَ خطاب السيد نصر الله يوم أمس في الذكرى الـ11 لانتصار تموز.
اعتمادُ السيد نصر الله في مواجهة العدو استراتيجيةَ الحرب النفسية القائمة على معيارَي (الصدق والقوة) سوف يجعلُ ذلك العدو -الذي أعجز الأنظمة العربية في كُلّ الحروب معها- أن يفكك كيانَه مسماراً مسماراً حتى إذا ما حانت لحظةُ الحقيقة يكون الكنسُ للصهاينة من فلسطين المحتلة أمراً ميسوراً وتحصيل حاصل.
وإيماناً بواحدية المعركة والمصير لفت السيدُ نصر الله في خطابه إلَى ما يجري على اليمن، داعياً لصرخة عالمية في وجه أَمريكا والسعودية لوقف عدوانهم الوحشي.
لكنه “عالمُ الذئاب” ليس ينفع معهم سوى هدير السلاح. وذلك ما آمن ويؤمن به شعبنا اليمني الجسور في صبره وصموده، متحملاً كُلّ الصعاب والآلام، عازماً على إلحاق الهزيمة النكراء بتحالف الأعداء.
وبفضل الله تعالى وحكمة القيادة الثورية تمكَّنَ شعبُنا اليمني أن يصعدَ إلَى مستوى تحديات العصر وتحوّلات المرحلة، ويصل -في ظرف سنين معدودة رغم الحروب التي لم تتوقف منذ 2004م- إلَى أن يكون شريكاً في التصدّي لأية حرب مقبلة تشنها إسرائيل، وتكونُ هي بذلك قد آذنت للمستقبل أن ينفتحَ على زوالها.
وما كان للشعب اليمني أن يصلَ إلَى ما وصل إليه في زمن قياسي لولا أنه آمَنَ بقضية مقدَّسة وضحَّى ولا يزالُ في سبيلها بالغالي والنفيس، مسطّراً بطولاتٍ سوف تسري بها حمولاتٌ من الأسفار وتتسامر عليها عزاً وكرامة أجيالٌ وأجيال.
وأولُ وأعظمُ بطولة سجّلها الشعبُ اليمني أنه -بيوم 21 سبتمبر2014 ونحن نشهدُ ذكرى مراحلها الثورية المجيدة– تمكن من كنس أكبر وأخطر قاعدة للسعودية وأَمريكا كانت تهيمنُ على القرار السيادي والسياسي لليمن، وجاء تفكّك الفرقة الأولى مدرع –بعد تفكيك العديد من معسكرات الوهابية التكفيرية- بمثابة انهيار قلعة أَمريكية سعودية جثمت على صدر اليمنيين ردحاً من الزمن.
ولولا ذلك التحَـرّك لما ارتفع اليمنيون إلَى مستوى أن يُدخلوا السعودية –إحدى أعمدة أَمريكا في المنطقة، وخط دفاع أول عن إسرائيل باعتراف الصهاينة أنفسهم- إلَى مرحلة الأزمة الوجودية، وتصاعد قوة الصاروخية اليمنية لتضربَ ما بعد الرياض مؤشرٌ على عزم اليمنيين إلَى ملاقاة التحولات المستقبلية ليكونوا شركاءَ في صُنعها ويكونوا جنباً إلَى جنب مع القوى الحية والناهضة والمتحررة في المنطقة لأن يكنسوا إسرائيلَ وإلى الأبد.
وعلى ذكر الأيام الثورية المجيدة التي سبقت 21 سبتمبر2014م نلاحظ استلهاماً لتلك التجربة الثورية في المجال العسكري التحرري، إذ أعلن الرئيسُ الصمّاد -يوم الأحد13 أغسطس2017م (أمس) خلال حضوره حفل تخرّجُ في المنطقة العسكرية الرابعة قادماً إليها من صعدة بعد زيارة سريعة وقصيرة – أن المرحلةَ القادمةَ هي “مرحلة هجوم” بعد أن تطلبت “مرحلة الدفاع” تحصينَ الثغور، وقد استغرقت وقتاً وجهداً ودماً وعرقاً، وكما انتصر اليمنيون في مرحلة الدفاع وتحصين الثغور بمنع العدو من التوغل أكثر، وتهديده بصواريخ تضرب في العمق، فالنصرُ حليفُهم إن شاء الله فيما سيأتي من مراحلَ عسكرية ذات طابع هجومي مقدر لها -أن تغير بعون الله -من مسارات المواجهة، ويكون التفكيك لكل قواعد أَمريكا في المنطقة والكنس لجميع وكلائها وعملائها.. ليتحقق للأمة النصر المبين.
✍علي المحطوري