الإعلام الأجنبي يطيح بـ’الحظر السعودي’ على مظلومية #العوامية
لم يعد بإمكان آل سعود خداع الرأي العام العالمي. العدوان الوهابي على أهالي محافظة القطيف شرق المملكة ولاسيّما على بلدة العوامية، بذريعة تطوير الشوارع والأحياء السكنية وخاصة في حيّ المسوّرة الأثري بات محور متابعة وسائل الإعلام الأجنبية التي تولي اهتمامًا بالغًا لما يتعرّض له أبناء تلك المناطق.
DW : تعتيم سعودي على ضحايا الهجوم
محطة DW الألمانية أوردت تقريرًا مفصّلًا حول مظلومية العوامية جاء فيه “وسط تعتيم إعلامي على الخسائر في الأرواح والممتلكات التي تخلفها الحملة الموسعة التي تشنها القوات الأمنية السعودية، خرجت صحيفة عكاظ معلنة أسماء من سقط من رجال أمن قوات الطوارئ الخاصة، لكن على الجانب الآخر لا توجد أرقام أو بيانات رسمية سعودية بشأن من سقطوا من أهل المدينة خلال العمليات سواء من المدنيين أو المسلحين، ولا يوجد في هذا السياق إلا بعض التغريدات لناشطين وعدد من أهالي العوامية دون إمكانية التأكد من مصدر مستقل بشأن الأعداد. لكن المنظمة السعودية الأوروبية لحقوق الإنسان تشير إلى مصادر لم تسمها تتحدث عن “وجود ما يقارب 79 جريح و اثنا عشر قتيلاً سقطوا برصاص عشوائي أطلقته قوات الأمن السعودية، والإطلاق المتواصل للقذائف حيث أطلقت القوات في الثالث من أغسطس آب ما يقارب العشرين قذيفة” وفق ما قالت المنظمة”.
وتنقل المحطة الألمانية عن رئيس المنظمة السعودية الأوروبية لحقوق الإنسان علي الدبيسي تساؤله عن ماهية “الحاجة إلى إطلاق رصاص ثقيل على محل تجاري أو إحراقه فضلا عن التصويب على المدنيين بشكل معتمد وهستيري؟”، ويقول إن “الأحداث سببت أكبر موجة نزوح من المنطقة وهو سلاح السلطة الموجه للأهالي، رغم تحمل الأهالي الرصاص والهجمات لكن الأمر خرج عن نطاق التحمل مع التصعيد العسكري وتغير نوعية السلاح المستخدم وزيادة كمياته والاستهداف لكل ما يتحرك على الأرض كل ذلك أرعب الناس”، ويضيف “أنه مع اشتداد القبضة الأمنية تنامت لدى مجموعات على الأرض فكرة مواجهة الدولة بالسلاح وتبريرهم لذلك أن الدولة قتلت وأعدمت وعذبت وبالتالي علينا الدفاع عن أنفسنا، وهذا الأمر له العديد من المعارضين ومن ضمنهم الشيخ نمر النمر نفسه الذي أعدمته السلطات السعودية”.
الاندبندنت: جثث السعوديين تكدست في الشوراع
بدورها، ذكرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أنها حصلت على معلومات حول ما يجري في العوامية، بناء على ما أفاد به نشطاء سعوديون محليون أجرت معهم مقابلات استثنائية.
وقالت الصحيفة البريطانية إن تلك “المعركة السرية” بدأت منذ وصول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى السعودية في مايو/أيار الماضي، وسط تغطية إعلامية قليلة جدا لتلك الأحداث سواء من داخل المملكة أو خارجها.
ونقلت “الإندبندنت” عن سكان البلدة قولهم، إنه قتل نحو 25 شخصا جراء قصف المدينة ونيران القناصة، مشيرة إلى أنه “من الصعب التحقق من المعلومات المتعلقة بالعوامية، لأنه من غير المسموح لوسائل الإعلام الأجنبية الاقتراب من تلك المنطقة دون مرافقة مسؤولين حكوميين”، موضحة أن “هذا يعني أن العالم يعتمد في تغطية أحداث العوامية على ما تنقله وسائل الإعلام الحكومية السعودية، خاصة وأن مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن الاعتماد عليها كمصدر للمعلومات”.
وقد نشر نشطاء محليون صورًا للشوارع تغطيها الأنقاض ومياه الصرف الصحي، التي تبدو وكأنها ساحة معركة في سوريا لا مدينة لدولة خليجية متخمة بالنفط، ما يثير شكوكا حول مصداقيتها.
وأفادت “الإندبندنت” أنها وثّقت شهادات مفصلة عما يحدث في بلدة العوامية المحاصرة، من أحد المسلحين بداخلها، واثنين من النشطاء “السلميين” الذين يعيشون خارج البلاد.
وقال الناشط المسلح الذي لم تفصح الصحيفة عن هويته :” كنت متظاهرا سلميا، ويعيش معظمنا في العوامية، حتى قررت الحكومة إدراجنا كإرهابيين مطلوب القبض علينا، وكل ما طالبنا به هو الاستمرار في دعوات الإصلاح”، مؤكدا على أن ” سكان المدينة لا يخافون من النظام، فلقد تم استهداف المدينة بأكملها”.
وأضاف قائلا:” القوات الحكومية اقتحمت منزلي في بداية الحصار، وضربت زوجتي أمامي، وأشهرت الأسلحة في وجه طفلتي ذات الخمس سنوات، وهددوا زوجتي بإسقاط حملها ذي الثمانية أشهر، وقالوا للطفلة الصغيرة سنقتل والدك، ثم ألقوها تحت ساقي”.
وختم قائلا :” لم يكن لدينا خيار، إلا الدفاع عن حياتنا ونسائنا، وهو أمر واجب، لقد دمرت المنازل بالقنابل وإطلاق النيران المكثف وبقذائف آر بي جي، وكان جميع سكان العوامية هدفا لقذائفهم”.
وفي سياق متصل قال ناشط من البلدة يعيش في الولايات المتحدة للصحيفة :” الناس يخشون من أن هناك العديد من الجثث تركت في الشوارع لعدة أيام، كما هرب مئات الأشخاص من البلدة، ولا يزال ما يقرب من 3 آلاف أو 5 آلاف شخص عالقون فيها”.
وبحسب الاندبندنت، يقطن بلدة العوامية الواقعة في محافظة القطيف شرق المملكة نحو 30 ألف شخص، ويبلغ عمر مبانيها 400 عام كما أنه ينحدر من المدينة رجل الدين البارز نمر النمر، الذي أعدمته السلطات السعودية قبل أعوام. واندلعت المواجهات على خلفية قرار السلطات إخلاء الحي القديم في البلدة بغية هدمه.
“ميديل ليست أي”: صور مروّعة من العوامية
موقع “ميديل ليست أي” البريطاني نشر تقريرًا حول الحرب التي تشنّها القوات السعودية على العوامية وأهلها، أشار فيه الى أن المخاوف من تصاعد الهجوم السعودي على العوامية تزداد، حيث تكشف الصور المروّعة من النشطاء المحليين والصور الجوية مدى الدمار في البلدة التي تعيش حصارًا استمرّ أشهرًا كاملة وأسفر عن مصرع 12 شخصًا على الأقل.
وفي توصيفه لما يجري في البلدة المحاصرة منذ أكثر من 85 يومًا، عنون الموقع تقريره بـ”‘This is not Aleppo’: Shock at extent of destruction of Saudi Shia town”، أي: هذه ليست حلب.. إنها صدمة جراء حجم الدمار في البلدة الشيعية”.
ووفق الموقع، تكشف صور الأقمار الصناعية عن تحول أحياء بأكملها في المدينة، ولا سيما حي المسورة التاريخي إلى أنقاض.
وأفاد ناشط في محافظة القطيف الأوسع أن العمال في مزارع الرميس، إلى الشمال الشرقي من العوامية، تلقوا رسائل صوتية الأسبوع الماضي تطلب إليهم إخراج حيواناتهم من المنطقة.
كما كانت هناك إخطارات بالاستلام تتعلق بمنازل في حي الشويكة، على بعد حوالي 6 كم جنوب المسوّرة، صادرة عن شركة الإبراهيم للتطوير العقاري الخاص، وهي مسؤولة أيضا عن تجديد المسورة.
وقال أمين نمر، وهو من سكان المدينة سابقا، لـ “ميدل إيست آي” إنه يخشى من استعداد الحكومة السعودية لتوسيع هجومها على البلدة.
العهد