العوامية / جرحى وانفجارات وسرقة منازل في أعقاب زيارة الصحافة الدولية عقب يوم من دخول القوات السعودية إلى عمق “المسورة”
بعد يومين من وصول القوات السعودية إلى عمق حي المسورة التاريخي وسط العوامية, لم تصدر السلطات السعودية حتى اللحظة بياناً رسمياً لتثبيت ما يفترض أن يكون انجازاً استمر انتظاره 3 أشهر متواصلة, واكتفت حتى اللحظة باحتفاء الجنود الذين اقتحموا مساجد وحسينيات الشيعة وأظهروا سلوكيات طائفية مشينة، كما لم تكشف السلطات عن مصير نحو 10 مطلوبين الذين كانت مطاردتهم مبرراً لاجتياح ومحاصرة العوامية وتهجير 20 ألفاً من سكانها المدنيين العزل.
ولا يزال 20 ألفاً من المهجرين والنازحين من مختلف أحياء بلدة العوامية ينتظرون لحظة العودة إلى بلدتهم وإنهاء معاناتهم في البعد عن مساكنهم وممتلكاتهم وتشتت شمل العائلات على مناطق مختلفة داخل محافظة القطيف وخارجها.
وفيما قالت السلطات أنها بدأت المرحلة الأولى من عملية إعمار وتطوير حي “المسورة” لم تشر التقارير الصحفية الصادرة عن الوفود الوكالات الأجنبية إلى أي أعمال انشائية في الحي، في حين نقلوا صوراً ولقطات إلى مشاهد واسعة من الدمار والأنقاض, فيما أكدت “رويترز” أن “عشر جرافات [تواصل] العمل بحماس لهدم مزيد من المباني وجمع الأنقاض التي خلفتها الاشتباكات وظلّ الجنود الذين يقودونها يرتدون الخوذات والسترات الواقية”.
ويتساءل أهالي البلدة عن موعد إعادة الخدمات التي حُرمت العوامية قبل الاجتياح من بعضها ثم استكمل قطعها خلال الاجتياح، فلا مراكز صحية أو دفاع مدني أو تموينات غذائية أو خدمات بلدية, وعلى أبواب الموسم الدراسي يتطلع الأهالي لمعرفة كيف ستتم عودة أبنائهم إلى مقاعد الدراسة, حيث تم تدمير مدارس البلدة أو حرقها أو اغلاقها قبل الاجتياح وأثنائه.
ولا يبدو أن السلطة السعودية بصدد فك الحصار عن البلدة وانهاء الاجتياح العسكري, فمع ساعات صباح أمس الأربعاء زمجرت الأعيرة النارية الصادرة عن رشاشات العساكر المتحصنين في الدرعات والعربات المصفحة في حي “شكرالله” السكني، ما دفع الأهالي لتبادل رسائل التحذير بإلتزام المنازل والابتعاد عن الأبواب والنوافذ, والطلب من النازحين الذين تأهبوا للعودة بالتريث والانتظار.
وقبل وصول مندوبي الصحف المحلية والأجنبية ووكالات الأنباء الدولية عمدت السلطات إلى إغلاق المزيد من المنافذ والطرق داخل العوامية وفي محيطها حيث طريق أحد “الهدلة” الرابط للبلدة بمدينة القطيف بالحواجز الخرسانية الصلبة، ما منع الاعلاميين من الإلتقار الحر بالأهالي واقتصار لقاءاتهم على ممثلي المؤسسات الحكومية و 3 أشخاص اختارتهم السلطات بعناية دون أن يتم الكشف عن هوياتهم للتأكد من ما إذا كانوا فعلاً من سكان العوامية أو تم جلبهم من خارجها.
وكالة “رويترز” للأنباء أشارت في تقريرها الصادر صباح اليوم الخميس أن الصحفيين انتقلوا برفقة “القوات الخاصة في مركبات مدرعة وشاهدوا الشوارع في الحي القديم بالعوامية وقد تحول إلى ساحة حرب في مشهد بعيد كل البعد عن مشاهد المدن المتألقة في الخليج الغني بالطاقة” وأضاف التقرير ” ظهرت هياكل السيارات المدمّرة وقد علاها الصدأ على مقربة من المنازل المهجورة التي امتلأت جدرانها بالفتحات والثقوب الناجمة عن القذائف والرصاص”.
وبحسب التقرير فقد علقت صور “الشهداء”، الذي بدا أحدهم في السادسة عشرة من العمر، على أعمدة الإنارة وجدران المباني التي نجت من الهدم” وخلصت “رويترز إلى أن “المعركة ربما لا تكون انتهت وقد تؤجج الحملة الشعور بالاستياء بين الشيعة الذين يشتكون من التمييز”.
مصادر أهلية أكدت لـ”مرآة الجزيرة” أنه وفور خروج الوفود الصحفية من البلدة حوالي السادسة مساء اقتحمت القوات السعودية منزل المواطن فاضل عباس العافي بحي “شكر الله” وقامت بسرقة محتوياته، بالتزامن مع اطلاق المدرعات نيران رشاشاتها باتجاه عدد من السيارات المركونة بجانب منازل مالكيها من العائلات القاطنة في الحي نفسه ومنها عائلتي “اللباد” و”الزاهر” فيما ادعت حسابات تابعة لوزارة الداخلية السعودية أنها أعطبت سيارات خاصة بإرهابيين.
وسمعت أصوات انفجارات في أوقات متفرقة قالت مصادر أهلية أن بعضها ناجم عن انفجار سيارات الأهالي التي تم استهدافها برصاص المدرعات، فيما استهدفت انفجارات أخرى تدمير منازل في حي المسورة ومحيطه.
وفي مدينة الدمام اقتحمت القوات السعودية شقة المواطن “ثامر علي عبد العال” واقتادته إلى جهة مجهولة, وهو أحد النازحين من بلدة العوامية.
وكانت السلطات السعودية قد دفعت الثلاثاء الماضي بعشرات الجرافات وآليات الهدم إلى بلدة العوامية بالتزامن مع الإعلان عن دخول القوات إلى حي المسورة, حيث تواصل أعمال الهدم والتجريف لمنازل الحي والأحياء المجاورة بينها “كربلاء، المنيرة، المراوح” فيما عمدت إلى تفجير مبنى سكنياً مكوناً من عدة طوابق تعود ملكيته لعائلة “المحسن” في حي “الديرة”.
كما اقتحمت القوات السعودية على مدار نهار الثلاثاء وعلى وقع احتفالات الجنود وسط حي المسورة واطلاقهم ورقصهم على انغام الأغاني والعبارات الطائفية عدداً من منازل الأهالي في أحياء متفرقة من البلدة، وكشف أصحابها عن تعرض ممتلكاتهم للسرقة.
وأصيب عدد من السكان برصاص القناصين والمدرعات بينهم الحاج حسن المهدي الذي أصابته رصاصة في فخذه, كما أصيبت زوجة الحاج عبد الله حسين الربح بعد اقتحام القوات السعودية لمنزلهم واعتقال زوجها وزوج ابنتها حسين الخميس.