صحيفة سويسرية … تهجير قسري في العوامية.. ولكن “النزاع يتجاوز ذلك”
نشرت صحيفة “زيورخ الجديدة” اليوم الجمعة ٤ أغسطس ٢٠١٧م، تقريرا حول أحداث العوامية بالقطيف، شرق السعودية، وأشارت فيه إلى عملية التهجير القسري التي تتعرض لها، ولكنها أوضحت بأن “الصراع يتجاوز ذلك”.
التقرير قال بأن هناك “المئات، إن لم يكن الآلاف” الذين فرّوا من العوامية خلال هذا الأسبوع، وذكرت بأنها تواجه حصارا ويُحظر الوصول إليها من قِبل القوات السعودية، ونقلت عن نشطاء حقوق الإنسان بأن القوات تُطلق النار بشكل عشوائي في حي المسورة التاريخي ومحيطه.
وأشار التقرير إلى هدم القوات السعودية للحي التاريخي بزعم إقامة مركز تسوق تجاري وتحديث المنطقة “وإخلائه من المسلحين”، إلا أنها أوضحت بأن الأمم المتحدة انتقدت في بيان سابق هدم الحي الذي يعود إلى ٤٠٠ سنة ماضية.
وفي تصريح للصحيفة، قال الناشط محمد النمر، نجل الشيخ نمر النمر، بأن المخطط حول حي المسورة ليس هو سبب “النزاع”، مشيرا إلى الاحتجاج المطلبي الذي انطلق من العوامية بقيادة والده الشهيد الشيخ النمر، ودفع حياته ثمناً لذلك.
وتقول الصحيفة بأن الشيعة في المنطقة الشرقية يعيشون في وضع “صعب”، لأن عقيدة الدولة الرسمية الوهابية تعتبرهم “زنادقة”. وتضيف بأن حركة الاحتجاج انطلقت في العام ٢٠١١م للمطالبة بالإصلاح وإنهاء التمييز المذهبي، وتقول بأنها استوحت انطلاقتها من ثورات الربيع العربي آنذاك ومن البحرين “التي أرسلت السعودية قواتها إليها لقمع الاحتجاجات، فيما تضامنت القطيف مع البحرين”.
ويقول توبي ماتيزين، من جامعة أكسفورد، بأن “العوامية كانت دائما محور الانتفاضة” في القطيف، وأكد بأن الاحتجاجات هناك كانت “سلمية إلى حد كبير”، إلا أن المشاركين في الاحتجاجات الآن “إما قُتلوا، أو اعتقلوا، أو اتجهوا نحو التشدد” بحسب تعبيره. ولكن ماتيزين أوضح بأن “المسلحين” في العوامية “كانوا يقاتلون حتى الموت، وليس مستغربا ذلك، لأنهم سيُحالون إلى منصة الإعدام في حال الاعتقال”.
كما يؤكد محمد النمر بأن الذين يحملون السلاح في العوامية “يدافعون عن أنفسهم ضد الاعتقال وفرق الإعدام”، وقال “كنا نتمنى أن يتم حل الأزمة من خلال الحوار السياسي الذي تم تعقيده بسبب الوسائل العسكرية”.
وقال الناشط محمد النمر، شقيق الشهيد الشيخ النمر، بأن هناك قلقاً على حياة الذين يخرجون من العوامية، وذكر بأنه من الصعب أن نرى “مثل هذا النزوح الجماعي” الذي لم يحدث من قبل في تاريخ السعودية الحديث، وهو يُضاهي ما يحدث حاليا في سوريا أو العراق، مع أخذ الاعتبار صغر مساحة العوامية.
ويتهم ناشطون، بحسب الصحيفة، النظامَ السعودي بأنه يعمل على إجراء تغيير ديموغرافي في العوامية، وأشار النمر إلى إرسال الحكومة لقبائل سعودية كبيرة هناك.
تختم الصحيفة بالقول إن الحكومة السعودية ترى بأن تدمير حي المسورة “المتمرد” ونقل سكان البلدة خارجها هو الإجراء الجذري لوضع حد للأزمة”. فيما يشير الباحث ماتيزين إلى ما يُشبه ذلك في العام ١٩٧٩م حيث اندلعت انتفاضة في القطيف آنذاك، وعمدت الحكومة وقتها إلى بناء موقف للسيارات ومسجد سني في المدينة القديمة هناك. وقد نجحت الرياض في السيطرة على الوضع، “ولكن لم يتم حل النزاع”، ويعتقد ماتيزين أيضاً بأنه لا يمكن تهدئة الوضع في المنطقة الشرقية عن طريق إخلاء الحي القديم في مدينة العوامية.
البحرين اليوم