تعز العز

#العوامية عمق الأزمة #السعودية في مياه الخليج!

التنكيل السعودي بمنطقة القطيف ومدينة العوامية على وجه الخصوص، بات سياسة مألوفة قلما تثير الاستغراب منذ العدوان على اليمن بذريعة محاربة النفوذ الإيراني.
وفي هذا السياق تعيش العوامية وحيّ المسوّرة حصاراً شبه دائم ومنع تجوال واعتقالات على الشبهة فضلا عن الاغتيالات وقتل العلماء.
فهذا التنكيل السافر دأبت السعودية على توريته بأشكال شتى ولا سيما الإدعاء بملاحقة بعض المجرمين والإرهابيين وغير ذلك.
لكن الحكم السعودي ينتقل إلى أعلى السلّم في تصعيد التشفّي بقتل الأبرياء وذلك بتصوير قصف عشوائي من أسطح المباني، تقوم به وتوزّعه “صقور الداخلية”.
التسعير الطائفي الذي يستخدمه الحكم السعودي سلاحاً في الصراع السياسي في المنطقة وفي الداخل، يسعى إلى توظيفه في التحشيد لمصلحة استمرار الحكم وفي محاربة خصومه على السواء.

في هذا السبيل يدّعي الدفاع عن المسلمين في حربه الطائفية ضد مسلمين من غير العرب وضد مسلمين عرب يتهمهم بإسلامهم. بينما يقول حليف الأمس سفير قطر في واشنطن مشعل بن حمد آل ثاني في ندوة لمجلس الشؤون الدولية بواشنطن أن السعودية دمرّت اليمن بشكل كامل وتسببت بمجاعة 17 مليون يمني، من أجل سيطرتها على اليمن.

وفي إطار هذا الصراع حيث يدافع اليمنيون ضد السيطرة السعودية، يصف الحكم السعودي استهداف الجيش اليمني واللجان الشعبية لقاعدة الملك فهد الجويّة في الطائف بأنه استهداف للمشاعر الاسلامية في مكة المكرّمة. متهماً بذلك اليمنيين بعقيدتهم الاسلامية.

لكن العميد عزيز راشد يؤكد أن استهداف القاعدة الجوّية هو ردّ على محاولة السيطرة على معسكر خالد بن الوليد بين تعز والحديدة، من دون أن تنجح السعودية بالسيطرة على المعسكر ولا على تعز أو الحديدة على الرغم من محاولات الغزو المتلاحقة.
المعسكر يبعد عن المخا 40 كلم وهو مفترق يصل تعز والمخا وباب المندب، حيث عمق الأزمة في مياه الخليج التي تغلي حول السعودية. ففي المخا قصف الجيش اليمني واللجان الشعبية بارجة إماراتية كانت تقوم بعملية تأمين للقوات السودانية التي هاجمت المعسكر إلى جانب التحالف السعودي.
وهو قصف موجّه للسعودية من وراء قصد الإمارات، لأن السعودية لم تستطع خلال سنتين من الحصار والدمار السيطرة على الحديدة أو على المخا.
لكن أزمة السعودية في الحديدة وفي المخا، هي أقل عمقاً وتأثيراً من أزمتها في بحر العرب وباب المندب. فالصراع في هذه المنطقة هي مع الأصيل الأميركي الذي يوكله الحكم السعودي لحمايته بحسب ما يسمى الشراكات القديمة والجديدة بين السعودية والإدارات الأميركية.

ففي هذه المياه الساخنة تتقدم إيران بمقدار الانحدار السعودي وبمقدار التراجع الأميركي على السواء.
وفي خلال أسبوع واحد كادت الزوارق الإيرانية أن تصطدم بسفن أميركية وحاملة الطائرات “نيميتز” التي حاولت أن ترهب الزوارق بأعيرة نارية تحذيرية، لكن إيران التي تتصدّى لمثل هذه المحاولات الاستفزازية، تتمسك بمقارعة النفوذ الاميركي في الخليج ورفض البحث في الملف الصاروخي الإيراني وملف الزوارق الإيرانية السريعة في مياه الخليج.

قائد القوات البحرية الإيرانية في الحرس الثوري علي فدوي، يشير إلى استعداد إيران لاحتجاز سفن أميركية إذا دعت الحاجة، وفي هذا السبيل تطلق ايران صواريخ كروز محلي الصنع قبالة مضيق هرمز باسم “نصير”، وتطلق أيضاً صاروخ “سميرغ” الحامل للقمر الاصطناعي.
وفي هذا المناخ من تغيير موازين القوى، لا يبدو أن الولايات المتحدة تنظر إلى ما تسميه السعودية “شراكة استراتيجية” كما ينظر إليها الحكم السعودي.

فالأزمة السعودية ــ القطرية تبيّن أن الإدارة الأميركية تميل إلى قطر أو تميل على الأصح إلى إطالة أمد الأزمة ولا تأخذ بما تأمله السعودية من تأييد ودعم.

لكن هذه المفارقة بين ما تراه السعودية وما تعتقده، هو تساؤل تقليدي قديم إذا كان المرء يرى بعينيه أم برأسه!

%d8%a7%d8%b4%d8%aa%d8%b1%d9%83-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%aa%d9%84%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d9%85