استمرار نزوح أهالي #العوامية وسط توسع موجة التدمير والقصف والرصاص العشوائي ..فيديو +صور
واصلت القوات السعودية قصف الأحياء السكنية في بلدة العوامية وسط حركة نزوح واسعة شهدتها البلدة منذ تجدد العمليات العسكرية التي تنفذدها عدد من الأجهزة الأمنية والعسكرية منذ يوم الأربعاء 26 يوليو الجاري، راح ضحيتها 10 مدنيين على الأقل وعشرات الجرحى حسب إفادات الأخالي والنشطاء الحقوقيين، إلى جانب مقتل 2 من الجنود وجرح 5 آخرين من المشاركين في اجتياح البلدة حسب تصريح الداخلية السعودية، فيما اعتقل عدد من المدنيين الذين لم تكشف السلطات عن مكان وظروف وملابسات احتجازهم.
الصور ومقاطع الفيديو التي وثقها الأهالي أظهرت العوامية خلال اليومين الماضيين مدينة مقفرة وشبه مهجورة، فقد بَدَت الشوارع خالية والمحال التجارية مغلقة، والأبنية والمنازل مدمَّرة بالقذائف والرصاص، فيما انتشرت أكوام الدمار ونثار البيوت المهدمة في كل مكان.
وفيما قالت وزارة الداخلية السعودية أنها بصدد مطاردة مطلوبين أمنيين يختفون في حي المسورة التاريخي وسط البلدة ويعطلون مشروعاً تنموياً للحي، نشرت عدة حسابات تابعة للوزراة على موقع تويتر مقاطع فيديو لجنود يعتلون سطح مدرسة غرب البلدة ويقصفون بقذائف الـRBG أحياء سكنية متعددة, فيما ظهر قناصان وهما يطلقان الرصاص باتجاه المنازل والطرقات, ويكشف الفيديو عدم تصويب الجنود باتجاه أهداف محددة سواء عند اطلاقهم القذائف أو الرصاص الحي، حيث يتضح الاطلاق العشوائي مستهدفاً الأحياء السكنية بكل ما فيها من بشر وجماد.
وأظهرت مقاطع أخرى عدد من الجنود يطلقون الرصاص بكثافة شديدة باتجاهات عشوائية في استهداف متعمد لكل ماتصل له مدى أسلحتهم من منازل أو شوارع يستخدمها الأهالي للتنقل، فيما ظهر في أحد المقاطع عسكريان يتحصنان داخل فصل دراسي في إحدى المدراس وهما يستهدفان المارة بالرصاص الحي.
وكثفت القوات السعودية خلال اليومين الماضيين قصفها المدفعي ونيران رشاشاتها على الأحياء السكنية في شمال وغرب العوامية بينها: المُهندي، المنصوري، الغميري، الغريسة، حي الريف، العوينة، المراوح، شكر الله ما تسبب في استشهاد المواطنين: حسين السبيتي الذي أصيب برصاصة في الرأس، علي مهدي السبيتي، وجرح عشرات المواطنين بينهم: علي الربح، إيمان آل ياسين وأمها وشقيقتها وسائقهم الخاص.
وعلى أثر تصاعد أعداد الحرحى وجه الأهالي نداء عاجلاً للتبرع بالدم حيث استقبل مستشفى القطيف مئات المتبرعين من مختلف مدن وبلدات المحافظة.
وأسفر توسع عمليات القصف والاستهداف بالرصاص للمارة، واستمرار فرض الحصار ومنع الإمدادات الغذائية والطبية وسط تمدد عمليات قطع التيار الكهربائي في إضطرار أهالي العوامية إلى حركة نزوح جماعية شملت آلاف الأسر, الأمر الذي دفع بالجمعيات الخيرية واللجان التطوعية إلى تنظيم حملات إيواء للنازحين الذين خرج أغلبهم دون أية أمتعة سوى حقائب ملابسهم الشخصية.
وفيما عرضت السلطات ممثلة في محافظة القطيف إيواء النازحين امتنع الغالبية منهم التجاوب مع العرض بسبب طبيعة الاجراءات المتبعة واخضاع المتقدمين إلى مقابلات تلفزيونية تجبرهم على مدح النظام وتظهرهم في هيئة المتسول الذليل! فيما اتسعت حركة رفض العرض الحكومي بعد إصرار السلطة على إبعاد النازحين عن محافظة القطيف وإسكانهم في مدينتي الخبر والدمام.
وساهم انعدام وجود الفنادق والشقق المفروشة في محافظة القطيف بمضاعفة مصاعب الإيواء لآلآف الأسر النازحة, حيث تفرض السلطات السعودية منعاً شاملاً على بناء أية فنادق أو عمائر الشقق المفروشة في عموم مدن وبلدات محافظة القطيف من سيهات جنوباً وحتى صفوى شمالاً.
وتجدر الإشارة أن بعض الأسر تشتت شملها بسبب عدم توفر منازل أو شقق سكنية تتسع لإيوائهم جميعاً، إضافة إلى امتناع بعض أفراد الأسر من مغادرة البلدة لا سيما كبار السن من الرجال والنساء ولسان حالهم يردد العبارة الشهيرة “في هذه الأرض ولدنا وعليها سنموت” فيما نزح العديد من أرباب الأسر تحت ضغط أبنائهم وأقاربهم بدافع الخوف على سلامتهم وعدم قدرتهم على تأمين ما يلزمهم من الغذاء والدواء.