بالفيديو و الصور … 5 شهداء وعشرات الجرحى في #العوامية جرّاء هجوم وحصار بالقذائف المدفعية
“قوات الأمن الخاصة” السعودية تكتسح بلدة العوامية بمئات المدرعات والمدافع والمركبات المصفحة
شنّت قوات الأمن السعودية فجر اليوم الأربعاء حملة عسكرية تُعد هي الأضخم والأخطر منذ اجتياح بلدة العوامية في العاشر من مايو الماضي، الذي استهدف حي المسورة التاريخي وكامل بلدة العوامية, وسط مخاوف جدية من الأهداف الغير معلنة للعملية التي تثير حالة من الذهول والفزع الغير مسبوق بين كافة السكان من الطائفة الشيعية في المنطقة الشرقية.
عند الخامسة وعشر دقائق فجر أمس الأربعاء هاجمت عشرات المدرعات والعربات المصفحة البلدة محطمة الهدوء الذي استمر أسابيع عدة منذ تكبد القوات الأمنية خسائر شملت قتل عدد من الجنود التابعين لقوات المهمات الخاصة خلال مواجهات عدة وقعت مع مقاومين لها داخل الحي التاريخي أو ضمن حوادث ومواجهات غامضة خلال الشهرين الماضيين راح ضحيتها عدد من الجنود السعوديين وآخرين من المواطنين العزل والنشطاء السلميين المدرجين على قوائم المطلوبين لوزارة الداخلية.
المهمة العسكرية انطلقت من المعسكر الجديد المقام على مدينة القطيف الرياضية التي تم الاستيلاء عليها وعسكرتها نهاية الأسبوع الماضي بمشاركة قوات المهمات الخاصة وقوات الطوارىء وجهاز المباحث العامة ودعم لوجستي من عدد من الأجهزة الأمنية والعسكرية المختلفة.
وعمدت القوات المشاركة في الهجوم إلى اقتحام البلدة عبر عدة محاور حيث تقدمت فرقة من جهة حاجز التفتيش العسكري الواقع شمال البلدة، فيما تغلغلت فرقة أخرى إلى وسط البلدة عبر حاجز السيطرة والتفتيش الجنوبي الواقع أمام مركز شرطة القطيف الجديد الواقع على الأطراف الجنوبية للبلدة, تحت غطاء كثيف للأسلحة الرشاشة والقذائف بهدف إرهاب السكان وإعلان اجتياح القوات للبلدة.
وسرعان ما تحول الوضع إلى هجمة عسكرية قوية من خلال إطلاق مئات القذائف المدفعية بشكل عشوائي من عدة محاور على مسافات بعيدة استهدفت كامل حي المسورة, اهتزت على أثرها منازل الأهالي في بلدتي العوامية والقديح ومدينة صفوى وحي الناصرة وصولاً لوسط مدينة القطيف, حيث استيقظ الأهالي مفزوعين على دوي القذائف والرصاص محاولين معرفة مصدر الانفجارات المتتابعة منذ الساعة الـ 5:10 وحتى الساعه 7:45 وسط انقطاع الخدمة الهاتفية عن بعض الأحياء السكنية والتجارية والذي استمر حتى ما بعد ساعات منتصف النهار, في مشهد أحال البلدة إلى ساحة حرب تجري فصولها من طرف واحد على شعب أعزل.
الهجمة العسكرية التي وثقتها كاميرات المراقبين منذ اللحظات الأولى لاجتياح المركبات العسكرية المدرعة للبلدة وهي تسحب خلفها مدافع حربية مخصصة لدك الحصون أخفيت بسواتر بيضاء باءت بالفشل منذ الساعات الأولى لانطلاقها بعد عجز القوات في إثارة أو إيجاد أي من النشطاء المطاردين والمطلوبين الذين كانت تستهدفهم لاستدراجهم لمقاومة القوات ومن ثم القضاء عليهم.
نيران القصف المدفعي العشوائي والأسلحة الرشاشة طالت عدد من المنازل الخالية وأخرى مأهولة بالسكان على امتداد البلدة متسببة في عدد من الحرائق التي صعب على السكان المحليين الوصول لها لإخمادها والسيطرة عليها بسبب وقوعها بشكل مباشر أمام تواجد القوات التي فرضت عدة أطواق أمنية على كامل البلدة تستهدف فيها أي جسم متحرك في نطاق عمليتها العسكرية، راح ضحيتها أحد المقيمين من العمالة الأجنبية الآسيوية أثناء مروره بالقرب من أحد تقاطعات السيطرة الأمنية، فيما نجى آخر بعد أن تم انتشاله وإسعافه من قبل المواطنين، وقد تم تسجيل أختفاء مواطن أثناء محاولته التقدم لمساعدة إحدى العوائل المحاصرة داخل منزلها المحترق قبل أن يتضح لاحقاً استشهاده متفحماً داخل سيارته بسبب تعرضه لوابل من رصاص المدرعات وقذيفة متفجرة استهدفت خزان الوقود.
وسرّب جنود مشاركون في العملية العسكرية العديد من مقاطع الفيديو التي يتباهون عبرها بإطلاق القذائف المدفعية مرددين هتافات الله أكبر والنصر لجنود ابن سعود.
القوات الأمنية واصلت استهداف أحياء مختلفة في البلدة بالقذائف والرصاص منذ الفجر وحتى الظهيرة, وعمدت لفرض حصار شامل على السكان عبر إغلاق جميع المداخل والمخارج المؤدية للبلدة وبلدة القديح المجاورة، وأعادت إغلاق المنافذ التي لجأ الأهالي لافتتاحها بعد أن أغلقتها السلطات بواسطة جدران عالية من الخرسانة الإسمنتية قبل أكثر من شهرين, مما تسبب في حالة من الإختناقات والفوضى المرورية لسكان البلدات المحاصرة.
وبعد هدوء استمر نحو ساعتين ما لبث أن عاودت القوات العسكرية قصفها الحي التاريخي عدة ساعات بدءً من ساعات العصر وحتى المساء دون أن يكون هناك أي مقاومة لهذه العمليات المتواصلة أو ظهور لأي من المسلحين أو المطلوبين, الأمر الذي تسبب في استشهاد مواطن أثناء محاولته دخول منزله بعد عودته من عمله, وبقيت جثته مرمية عدة ساعات في الشارع أمام باب منزله دون أن يتمكن أهله أو غيرهم نتشاله وهم يستصرخون المساعدة من الجيران دون فائدة لخطورة الوضع الناجم عن استمرار القصف المتواصل, فيما تم تسجيل إصابة شاب آخر بعدة رصاصات قاتلة نُقل على أثرها للعلاج في أحد المستشفيات في حالة حرجة, قبل أن يتم إعلان استشهاده.
ومع دخول ساعات الليل الأولى تصاعد أعداد المصابين والشهداء, حيث تم رصد إصابة اثنين من العمالة الآسيوية ومقتل اثنين آخرين بالقرب من المدخل الجنوبي للبلدة, وسط مخاوف جدية من الأهداف الغير معلنة للعملية التي تثير حالة من الذهول والفزع الغير مسبوق بين كافة السكان من الطائفة الشيعية في القطيف والأحساء, مع ورود أنباء عن تصدي عدد من الشبان الغاضبين للقوات المهاجمة للبلدة ونجاحهم في إعطاب إحدى المعدات الثقيلة بعد تقدم عدد منها لداخل الحي التاريخي.
وينتاب سكان العوامية والقديح وعدد من الأحياء المحاصرة خارجها بينها أحياء “الزهراء، دانة الرامس، وأجزاء من حي الناصرة” مخاوف جدية من تجدد انقطاع الإمدادات الغذائية والمواد الطبية كما حدث في أوقات سابقة منذ العاشر من مايو, وعودة انقطاع خدمات النظافة على البلدات والأحياء المحيطة بالعوامية، فيما لا تزال البلدة المحاصرة تفتقد جميع إمدادات الغذاء والنظافة والخدمات الحكومية منذ قرابة الشهرين والنصف وتعتمد على السكان المحليين المتطوعين لتزويد بعض المحلات التجارية بالمستلزمات الغذائية الضرورية بعد توقف شركات الإمدادات عن دخول البلدة ومنع السلطات الأمنية مقاولي النظافة من العمل في البلدة, ما دفع بمتطوعين محليين لتحمل مسؤوليات النظافة العامة على مدار اليوم من خلال جمع النفايات من أمام المنازل ونقلها لمكب خارج البلدة.