سلاح و موقف
خرست الأفواه و طأطأت الرؤوس و خضعت الأنفس و سلمت أمرها للجلاد الذي استعبدها و أذاقها صنوف العذاب و ألوان القهر و الإذلال، فاعتادت على الخضوع و التسليم و الإذعان و لم تتجرأ يوما أن تقول للجاني كفى و لم تحاول و لو لمرة أن تمنع أذاه و عاشت في المهانة و رضت بالخضوع و فوق كل ذلك مجدت و عظمت و قدست السفاح…
قمة الهوان… قمة الاستحقار و الاستضعاف و الخنوع… هكذا كان و للأسف ما زال حال الأمة العربية المؤلم و المأساوي…
و بين كل تلك الضعة و وسط ذلك الصمت المخزي و الخضوع الشائن و الاستسلام المهين… صدح صوت العزة عالياً فكسر ذلك الصمت و حطم ذلك الذل و سحق ذلك الاستسلام… صوت قذف الرعب في نفوس الأعداء و زلزل عروشهم… صوت أيقظ معاني الكرامة و الإباء في النيام فاستفاقت النفوس من غفلتها و نفضت عنها غبار الخوف و أزالت عنها صدأ الاستكانة و صاحت في وجه الجاني بكل كبرياء و شموخ..
صرخة أدخلت الأبطال و الأسود المزمجرة في صراع الكرامة و المصير و الوجود مع أعدائها.
هي الصرخة الحسينية التي قالت لمن طغى و تكبر و قتل و دمر أن الله أقوى و أعظم و أكبر و أن هلاك الطغاة سيأتي على أيدي أولياء الله و هو مؤيدهم و ناصرهم فالقوة و العزة لله و لعباده المؤمنين.
هي الصرخة الحسينية التي أرسلت وعود الموت لأمريكا و إسرائيل التي عاثت فسادا في الأرض و أرسلت صواريخ الموت على أجساد الأطفال و قهرت قلوب الأمهات و أجرت الدمع في مقل الشيوخ… فالموت لأمريكا التي هيمنت و لإسرائيل التي تجبرت.
الصرخة الحسينية التي لعنت اليهود الذين جرى في كتاب الله لعنهم، اليهود قتلة الأنبياء و أحفاد القردة و الخنازير بؤرة الفساد و مصدر الإرهاب و منبع الشر في العالم.
الصرخة الحسينية التي صدقت وعد الله فنصرت دينه على أيدي رجال الله.. رجال الحق و كان حقا على الله نصرهم، فالإسلام …الدين القويم… مخرج الناس من الظلمات إلى النور لا محالة منتصر و هذا وعد الله و سنته في الأرض و لينصرن الله من ينصره و سيشع نور الإسلام في الكون أجمع على أيدي رجال الله الصادقين.
هي منبع النور، سلاح البراءة من أعداء الله، مفتاح العزة، و صرخة الحق التي سنظل نرددها عبر الأزمان و على مدى الدهور