ناشطو #الإصلاح يعترفون بأكذوبة “الشرعية” والمشروع التدميري للعدوان
ألقت الأزمةُ القائمةُ بين دول الخليج وقطر، بظِلالها على الخطاب الإعلامي لمرتزِقة العدوان -من حزب الإصلاح بالذات– لتكشِفَ أولاً مستوى الفشل الذي وصل إليه المرتزِقةُ ومن خلفهم دول العدوان، في تسويق مبرراتهم وشرعنتها طوال أَكْثَـر من عامين، وثانياً لتثبت إدانتهم بـ “الاعتراف” الذي يعد سيّد الأدلة، إذ أن كُلّ الحقائق التي بات المرتزقة الآن يتكلمون عنها حول احتلال اليمن وتدميره وقتل شعبه، كانت واضحةً منذ البداية، ولم يُضِفْ إليها هذا الاعتراف المتأخر سوى فضح المرتزقة لأنفسهم وإبطال وتكذيب كُلّ ما ظلوا هم يروجون له منذ بداية العدوان.. على أن هذا الاعتراف لم يأتِ بالطبع بدافع من تأنيب الضمير، وإنما لغرض توظيف العدوان في معادلة الصراع الخليجي القطري. أي أنهم يقولون كُلّ ذلك باعتبار أنهم “قطريون” في المقام الأول!
توكل كرمان، ناشطة الإخوان التي وجّهت عملها “الحقوقي” حول العالم منذ أَكْثَـر من عامَين للدفاع عن جرائم دول العدوان، بلا استثناء بحق أطفال اليمن ونسائها، كما وجّهت نشاطها الإعلامي أَيْضاً للتطبيل لتحالف العدوان ومرتزقته، تكتب اليوم في صفحتها بموقع الفيسبوك قائلة “بعد كُلّ ما حدث ويحدث من تخريب واسع لليمن واستيلاء على جزرها وفصل وطنها يكذب من يقول إن الإمارات وحلفاءها جاءوا لإعَادَة الشرعية أَوْ يعملون على ذلك، الإمارات محتلة لليمن والشعب اليمني يعلم كيف يحافظ على يمن حرة ومستقلة ومستقرة وصاحبة سيادة على كامل التراب الوطني من صعدة حتى سقطرى.. ستزولون وتبقى اليمن، هكذا قال التأريخ”.
هذه كلها حقائق، ولكن يبدو الزهايمر السعوديّ الذي تبنّى هذا العدوان، قد أَصْبَـح صفةً لدى مرتزقته؛ لأن كرمان أسقطت من ذاكرتها أنها كانت مؤيدة وبإخلاص شديد لكل جزء من الـ “تخريب الواسع لليمن والاستيلاء على جزرها وفصل وطنها” كما أنها كانت على رأس قائمة من يكذب ويقول إن العدوان جاء لإعَادَة الشرعية وليس للاحتلال.
وبينما كان الشعب اليمني يعلّم العالم “كيف يحافظ على يمن حرة ومستقلة وصاحبة سيادة”، كانت توكل تلف المحافل الدولية وتدبج الخطب الطويلة فيها، داعيةً إلى المزيدِ من القصف والتدمير والقتل لهذا الشعب والانتهاك لسيادته ومنعه من نيل حريته.
أمَّا التأريخُ فلم يستيقظْ فجأةً بين أصابع توكل كرمان وهي تكتب بأن الجميع سيزولون وستبقى اليمن؛ لأن ذلك صار معلوماً لدى الجميع بوقائع غير قابلة للنقض، أقربها زوال أوهام “الشرعية والتحرير” التي طبلت لها كرمان طوال أَكْثَـر من عامين؛ لتأتيَ الآن هي وتقول أن ذلك كان احتلالاً.
إن تصغيرَ قفص الاتهام ووضع الإمارات وحدها بداخله، ليس اختراعاً عظيماً بمقدوره أن ينجي توكل كرمان من فضح نفسها وكشف حقيقة العدوان بأكمله، كما أنه لا ينفع حتى في الدفاع عن قطر؛ لأن الدولتين شاركتا بشكل رئيسي ومباشر في العدوان، وارتكبتا الجرائم، وتوكل بررت لهما ذلك.
نفس الشيء نجده عند بقية مرتزقة العدوان من حزب الإصلاح، وهم يتحدثون عن فساد الإمارات في حضرموت وسقطرى ومأرب، ومنهجها التكفيري في عدن، كما لو أن السعوديّة ظلت تتنزه في الهواء منذ أَكْثَـر من عامين وليس لها دخل بما تفعله الإمارات، وبكل حماس يسوّقون لهذه الأعذار مثلما سوّقوا لأعذار إعَادَة الشرعية وبرّروا لاستهداف اليمن وقتل أَبْنَاءه واحتلال أرضه.
يتحدث الإصلاحي، مختار الرحبي، السكرتير الصحفي السابق للفار هادي، عن النهج التكفيري التي ترعاه الإمارات في عدن، ثم يتفاخر بأنه من أوائلِ من هاجموا “الحوثيين” قبل سنوات، مستشهداً بظهوره على قناتَي وصال وصفا اللتين لا تفعلان شيئاً سوى التكفير.. وهكذا يتبعُه طابورٌ طويلٌ من أبواق العدوان ومرتزقته في تحميل رذائل العدوان –وهو كله رذائل- على ذمة الإمارات، مؤملين خدمةَ قطر بذلك، لكن ما يحدث هو أنهم يكشفون حقيقتهم وحقيقة العدوان الذي حاولوا تجميله طوال أَكْثَـر من عامين.
وتقول إحدى مذيعات قناة “بلقيس” الإصلاحية إن الضرائب الشهرية التي فرضتها السعوديّة مؤخراً على الوافدين والزائرين هي جريمة أُخْرَى من جرائم السعوديّة بحق اليمنيين، وهي بالفعل جريمةٌ سعوديّة بحق جميع المغتربين فيها واليمنيين بشكل خاص، لكن إذا بحثنا في أرشيق قناة بلقيس منذ ما قبل الأزمة القطرية وحتى بداية افتتاحها فلن نجد أية عبارة “جريمة سعوديّة بحق اليمنيين” أبداً، وبدلاً عن ذلك سنجد كُلّ أساليب الثناء والتسبيح بحمد المملكة، وكأن العدوان بدأ على اليمن منذ أن بدأت الأزمة القطرية!
إن الاعترافات التي تصدر عن مرتزقة حزب الإصلاح في الفترة الأخيرة، بشأن العدوان وأسبابه وجرائمه، غيرُ مجدية في الصراع القطري الخليجي، وهم ينهجون بذلك طريق قناة “الجزيرة” غير أن الجزيرة قناة قطرية وبرغم أن محاولتها لتوظيف العدوان على اليمن لصالحها يعتبر من أضخم أنواع العهر الإعلامي، إلا أنها في النهاية قطرية وتخدم سياسات دولتها، أما مرتزقة اليمن فلا يستطيعون حتى التصرّف كـ “قطريين” ومعظمُهم مرتبطون بالسعوديّة أصلاً، لذا فإن ما يتهمون به الإمارات وهو حقيقي، لا يعني شيئاً سوى اعتراف بحقيقة العدوان كله، وحقيقتهم المخزية أيضاً.