أزمة #قطر من أين ؟ والى أين ؟
عن الازمة القطرية وأسباب اشتعالها وعن مآلاتها المستقبلية كم سمعنا من ضجيج وتهويل وكلهم لم يصل الى نتيجة فيما استمرت الازمة بتكهناتها وتقاذفا تها ..وفي أتون فتنتها ارتكس الجميع ولاسيما انظمة الفتنة ذاتها وفي تحليلات منابرهم الاعلامية واقلامهم كم تشعبوا وتاهوا وهم يبحثون هنا وهناك عن تفسيرات وحلول وتوقعات فيماهم يعمهون أو يتعامهون عن الدور والموقف الامريكي حيث التماهي الابتزازي لادارة ترامب واضح مع الحملة السعودية الاماراتية ومن يدور في نفس الفلك ضد قطر وهو تماهي يكشف أن أمريكا كانت ومازالت منطلق الموافقة المباركة للحملة ضد قطر وبالتالي فإن أمريكا من يتحكم في مسارات ومآلات الازمة القطرية ..كما أن أمريكا ومنورائها العدو الصهيوني المستفيد من تصعيدات الازمات في المنطقة بشكل عام والازمة القطريه بهدف استحلاب مليارات أهلها وبيد الادارة الأمريكية من البداية حل الأزمة القطرية ومن تعرف فك رموزها ..وهل هناك سوى أمريكا من صنع ويصنع أمثال هكذا ازمات في منطقتنا ابتداء ؟!!
التماهي الأمريكي مع الحملة السعودية والاماراتية ومن معهما مستمر وبشكل يكشف عن ارادة امريكية مسبقة لاستثمار الازمة واستخدامها كوسيلة ابتزازية لقطر وبقية القطعان المنضوية تحت مضلة محوره الشيطاني.
من أول يوم اشتعلت فيه الازمة القطرية اعلاميا عملت ادارة ترامب بتماهيها على وضع قطر ونظامها في أتون الأزمة على نارهادئة بهدف ايصال نظام قطر الى حالة التسليم المطلق ومن ثم دفع فاتورة مالية واقتصادية باهظة للأمريكان اضافة الى دفع فاتورة سياسية يتحجم بها ويقيد الدورالانفلاتي لقطر في المنطقة وذلك كثمن مقابل اخراج قطر والخليج من الأزمة التي صنعوها وهكذا سيستمر التماهي الامريكي لتحقيق ذلك الهدف وغيره من الاهداف وحينما يدرك الامريكي أن طبخته قد نضجت وأن موعد عملية الحصاد للازمة قد دنى فسنرى كيف سيتغير الخطاب والموقف الأمريكي ومن ثم كيف ستتسارع الحلول وحينها سنرى قطر وتلك الانظمة وعلى رأسها السعودية والامارات قد اجتمعت من جديد وبكل وداعة وسلام كالجراء في حضن الكلبة وستتضح للجميع اسباب الازمة وسيتعرف الجميع على صناعها ابتداء حينما يرون الحضور المباشر ليس لبنت ترمب اليهودية .. بل لبنت أمريكا المدللة اسرائيل والى جوار جانب تلك القطعان من أنظمة التبعية في المنطقة سيكون للعدو الصهيوني كرسيه الرسمي وفي الاجتماع سيخاطب الراعي الأمريكي جميع تلك القطعان حاثا لها ليس فقط على مد يد التطبيع والتعاون الشامل مع العدو الاسرائيلي بل سيحثها على الانقياد والطاعة والتسليم لاختهم اسرائيل على قاعدة من أنقاد وسلم لإسرائيل فكأنما سلم وأنقاد لأمريكا…
نتيجة كشف عنها وزير الأعلام الصهيوني قبل يومين والذي أكد على سعي ادارة ترامب الى عقد مؤتمر سلام يجمع اسرائيل مع عدد من الدول العربية ما يؤكد أن الازمة القطرية كانت قد دبرت بليل لينتهي بها المطاف الى هذه النتيجة يعني بعد أن تكون قطر قد استعدت بدفع الفاتورة وسلمت لما تريده امريكا من حل لا نهاء الأزمة كما سيسلم بقية القطعان وعلى رأسها النظامين السعودي والاماراتي للإرادة الامريكية دون تردد حيتها ستكون المنطقة على موعد مع تشكيل مسار سياسي جديد يكون فيه العدو الاسرائيلي حاضر بشكل مباشر جنبا الى جنب مع السعودي والاماراتي والقطري والخليجي وكما يتوقع انظمة اخرى مثل المصري والاردني والمغربي والتركي ايضا وفي حضيرة واحدة ستجمع كل تلك القطعان تحت اشراف وراعية أمريكية فيما سيحصد الامريكي والاسرائيلي ريع تلك الحضيرة وفواتيرها وسيستمرمصّهم لحليب أبقارها اقتصاديا وماليا أما العدو الاسرائيلي فسيرى نفسه يعيش واقع ظلا حلما منذ تأسيسه وهو تحقيق اختراقا تطبيعيا سياسيا واقتصاديا بل وأمنيا وعسكريا في تلك البلدان.
وبناء على المعطيات السابقة نجد أن الازمة القطرية قد صنعت وتم تهويلها وصناعة ضجيجها ومن ثم انتهت وتلاشت وحلت وفق ارادة أمريكية كان بالإمكان ان تكون حاضرة لحل الازمة القطرية من أول يوم الا أن أمريكا ومن رائها اسرائيل أرادت أن تصنع تلك الازمة ابتداء كجزء من خراطة طريق رسمت بها تلك الترتيبات والتغيرات بهدف تهئية المنطقة لرسم واقع سياسي ليس فقط يكون قابل بالعدو الإسرائيلي كحليف وشريك وصديق فوق العادة بل ليكون واقعا سياسيا واقتصاديا وامنيا عسكريا ومخابراتيا حاضنا لإسرائيل وحاميا للمصالح الاسرائيلية بل ومنخرطا بقطعانه حتى النخاع .في خدمة مشروع كيان العدو الصهيوني وحربه على الاسلام دينا وشعوبا ومقدسات وموقع لتحقيق اطماعها الكبرى في المنطقة .
في النتيجة في حال أن تم كل ذلك وتحقق للعدو الأمريكي الصهيوني حينها صدقوني فان أمريكا واسرائيل تكونان قد وضعتا أول قدم وخطتا أول خطوة لبدء مشوار الفتك والتدمير الممنهج لتلك البلدان والانظمة بعد أن تكون قد فقدت كل اسباب حصانتها ومنعتها وحمايتها وكل دوافع التعاطف معها في جميع محيطها العربي والاسلامي.