الخليجيون في مهب العاصفة !
حتى وإن نجحت الوساطة الكويتية في نزع فتيل الأزمة الخليجية القطرية بفعل بعض الضغوط الدولية على كل الأطراف فإن نجاحها وكما قلت في كلامٍ سابق سيكون محدوداً ومرحلياً بمعنى أنه لن يصمد طويلاً أمام العنجهية والغرور ونزعة الإستعلاء الذي يتميز به الخليجيون بشكل عام تجاه بعضهم البعض، فدولة قطر في الواقع لن تتجاوب بشكل جديٍ مع المطالب السعودية الإماراتية المصرية حتى وإن وعدت بذلك مع بعض تلك المطالب . كذلك الإمارات وإن رضخت للضغوط في الوقت الحالي إلا أنها لا يمكن أن تتنازل أو تتخلى عن مشروعها المعادي للمشروع القطري حتى وإن حاولت قطر أن تمتص ذلك العداء بإبعاد بعضٍ من قيادات الإخوان الموجودة لديها إلى تركيا مثلاً بشكل مؤقت . أما السعودية فلا يمكن أن تغفر لقطر ما تعتقده أنه تطاولٌ عليها حين لم ترضخ لجميع مطالب السعودية وتمردت على ما يسمونه بالإجماع الخليجي بالتقارب مع إيران واستقدام قواتٍ تركية إلى أراضيها .
أما مصر وفي ظل النظام الحالي فإنها ستظل بمثابة المحرض الدائم للسعودية والإمارات على قطر والمغذي لنار البغضاء بينهم وذلك نتيجةً للعداء المعلن والواضح بين النظام المصري الحالي وقطر .
وأما البحرين فإن موقفها بالطبع سيكون تابعاً للموقف السعودي ومتطابقاً معه تماماً نظراً للتبعية المطلقة للنظام البحريني لنظام بني سعود .
أضف إلى كل ذلك بالطبع ما ترتب على هذه الأزمة من تهتك للنسيج الإجتماعي الخليجي بسبب عملية التراشق الكلامي الجارح والتلاسن المتبادل بين مواطني تلك الدول عبر وسائل التواصل الإجتماعي الأمر الذي أحدث هوّةً وشرخاً إجتماعياً يصعب جسره على المدى المنظور أو القريب والذي قد يكون سبباً وجيهاً في انفجار الوضع بين تلك الدول من جديد .
عموماً تظل الوساطة الكويتية برغم إصرارها على تخطي الأزمة وتجاوزها في حالة ما كتب لها النجاح بمثابة عملية ترحيلٍ للأزمة ليس إلا وأن القادم في علاقات قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهةٍ أخرى حتماً سيكون أسوأ بكثير مما هو عليه الآن كمقدمةٍ وإرهاصاتٍ متراكمةٍ تهيئ للإنفجار الكبير .