الحقد على اليمن و آثارها يمتد عبر التاريخ من عدوان بريطانيا حتى عدوان السعودية
بقلم / وليد العمري
تخطى مسلسل العنف الذي ينفذه طيران تحالف العدوان السعودي استهداف الأرواح البشرية إلى تدمير ممنهج للمعالم التاريخية في اليمن، كما حصل مع قلعة حريب الأثرية بمحافظة مأرب، في اعتداء ليس على التاريخ اليمني فحسب، بل على تراث الإنسانية جمعاء.
حيث أكد مصدر قبلي أن طيران التحالف أستهدف أمس الاثنين 7 ديسمبر 2015، بـ 5 غارات قلعة حريب الأثرية متسبباً بدمار واسع فيها.
وكانت طائرات العدوان السعودية أستهدفت، الجمعة 4 ديسمبر، قلعة حريب التاريخية وألحقت بها أضراراً بالغة.
“وتعد حريب إحدى المديريات الأثرية المهمة في محافظة مأرب، و ذلك لإنتشار المواقع الأثرية فيها وتمتلك المديرية مخزوناً حضارياً عريقاً يعود للحقب التاريخية القتبانية والسبئية. يعود تاريخ قلعة حريب التاريخية إلى آلاف السنين”.
“مدينة حريب من الناحية الجغرافية كانت مكونة من جزئين: الغربي، وكانت تخضع قديماً لدولة الإمام قبل الثورة. والشرقي، ومن ورائه جبل شقير، وكان يخضع لسيطرة الاحتلال البريطاني (الانجليز)، وبين مدٍ وجزرٍ ظل الحال كما هو عليه، حتى هاجمت القوات الإمامية جبل شقير منتصف الخمسينات وسيطرت عليه لمدة أربع سنوات، كما يذكر مؤرخون. هذا الحدث أدى إلى ردة فعل من قبل الاحتلال البريطاني (الانجليز) غير عادية، عندما أقدمت الطائرات البريطانية في الستينات على قصف قلعة حريب الأثرية وعدة معالم تاريخية والجبل في المدينة بقنابل محرمة تزن 1200كجم”.
وتعرض عدد من المعالم التاريخية والأثرية لقصف طيران التحالف السعودي أبرزها سد مأرب التاريخي “القديم” الذي استهدفه في 7 يونيو الماضي وفي الـ 30 مايو ملحقاً بجدرانه التاريخية القديمة أضراراً مباشرة أثارت موجة من الانتقادات والتنديد، وعبرت منظمة اليونيسكو عن قلقها من تدمير الآثار في اليمن.
كما دمرت طائرات تحالف العدوان مدينة براقش التاريخية الواقعة بمديرية مجزر والتابعة إدارياً لمحافظة مأرب في 18 أغسطس الماضي عقب استهدافها بغارتين في الأول من يوليو الماضي.
وتعمدت المملكة العربية السعودية منذ بدء العدوان على اليمن في 26 مارس الماضي مواصلة استهداف المعالم التاريخية اليمنية، ضاربة عرض الحائط ومتحدية النداء العالمي الذي أطلقته منظمة اليونسكو مؤخراً، مستهدفة المواقع الأثرية والتاريخية أبرزها: منازل مدينة صنعاء القديمة، وسد السبئيين بمأرب، ودار الحجر الشهير في همدان بصنعاء، وجرف أسعد الكامل الأثري الشهير بإب، ومتحف ذمار الإقليمي، وقلعة القاهرة بتعز، وقلعة باجل التاريخية، وقلعة صيرة الأثرية بعدن، وقلعة القشلة بصنعاء، وعشرات المعالم والقلاع والحصون والمساجد والمدارس والمتاحف الأثرية، بالإضافة إلى استهداف الشعب اليمني أرضاً وإنساناً، وتدمير البنى التحتية مخلفاً آلاف الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء.