هؤلاء هم من يعتدي علينا اليوم !
أليس من يعتدي علينا اليوم هم أنفسهم من يقولون أن عكا وحيفا ويافا والناصرة هي مدنٌ إسرائيلية، وأنهم هم أنفسهم أيضاً من ظلوا يسوقون لنا عبر وسائل إعلامهم خريطة فلسطين المحتلة على أنها خريطة إسرائيل، وهم أنفسهم كذلك من أطل علينا بمسئولي وسياسي ومفكري الكيان الصهيوني عبر شاشاتهم المشبوهة ليكسروا بذلك حاجز القطيعة والعزلة العربية لذلك الكيان الغاصب ؟!
أليسوا هم من جاءونا بمبادرات السلام الخانعة مع إسرائيل، وهم أنفسهم أيضاً من صنفوا حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية كحماس والجهاد وحزب الله حركاتٍ إرهابية، وهم كذلك اليوم من يجاهرون علناً بعلاقاتهم المتوطدة والوثيقة مع ذلك الكيان الصهيوني المجرم ؟!
أذكر أننا عندما كنا طلاباً في مراحل التعليم الأساسي أن جامعة أكسفورد يومها قدمت منحةً عبارة عن (قاموس) إكسفورد إنجليزي – عربي لكل طالبٍ يمنيٍ وقبل أن يتم توزيع هذه المنحة بعد أن وصلت إلى مخازن وزارة التربية والتعليم تفاجئنا بقرارٍ صارمٍ من القيادة العليا للدولة يقضي برفض المنحة ويأمر بإعادتها فوراً إلى حيث أتت منها، ولما تسائلنا عن سبب رفض تلك المنحة قيل لنا أن تلك القواميس تتضمن في داخلها تعريفاً لإسرائيل بأنها الدولة التي تبسط نفوذها على سائر الاراضي الفلسطينية وهذا بالطبع لا يمكن أن يُدَرَّس للطالب اليمني بأي حالٍ من الأحوال !
لقد كنا في الواقع نشعر بالإشمئزاز ونُصاب بالغثيان كلما ذُكر أمامنا إسم إسرائيل أو أحد قاداتها أو حتى مواطنيها لفضاعة وجرم ما ذُكِر حتى جاء عهد السماوات المفتوحة وبدأت القنوات المدعومة سعودياً وخليجياً تأخذ مواقعها في الثلث الأول من تسعينيات القرن الماضي لتشرع على الفور في بث سمومها وأفكارها المتصهينة على المتلقي والمشاهد العربي، فإذا بالصهاينة أصبحوا بقدرة قادر أبناء عمومتنا وإذا بنا نستمع ونشاهد لأول مرة جنرالاتهم وسياسييهم وهم يتوعدون من خلال هذه القنوات ويهددون إخواننا وأبناءنا الفلسطينيين، وإذا بالصراع العربي الإسرائيلي الذي ترسخ في أذهاننا لعقود وكذلك قضية العرب الأولى – فلسطين لم يعد لها وجود، فكل ما هنالك هو صراع إسرائيلي فلسطيني من أجل حكمٍ ذاتيٍ في الضفة وقطاع غزة ليصبح فيما بعد صراعاً فلسطينياً فلسطيني بين حركتي حماس وفتح، فمن من العرب من قبل كان يمكن له أن يتخيل ذلك ؟!
بل ومن كان له منهم أن يتخيل أيضاً أن نظاماً عربياً أو وسيلة إعلامٍ عربية ستحتفل يوماً بقصف إسرائيل لسوريا أو لحزب الله أو لحماس ؟!
من كان يتصور ذلك لولا وجود هؤلاء العاهات من الأنظمة المتواطئة والعميلة التي لا هَمَّ لهم سوى كيف يرضون أسيادهم من الصهاينة والأمريكان ؟!
ثم يأتون بعد ذلك ويعتدون على اليمن وسوريا ويسعون إلى تقسيمهما وتفتيتهما بدعوى الدفاع عن الأمن القومي العربي والإسلام وذلك كما فعلوا من قبل مع العراق وليبيا ؟!
فهل رأى العرب أخبث وأشر وأكثر لؤماً من هؤلاء النكرات ؟! فمن أراد ببساطة أن يتعرف على قوى العدوان اليوم على اليمن وسوريا وفلسطين وعلى العروبة أيضاً والإسلام، فلينظر إلى هؤلاء القوم وسيعرف الكثير والكثير عن ماهية وحقيقة تاريخهم التآمري المشبوه وما خفي لاشك كان أعظم !
#معركة_القواصم
عبد المنان السنبلي
#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز