دبلوماسي أمريكي سابق: الأسطول الأمريكي الخامس هو الذي يُثبِّت حكم آل خليفة
اعتبر الدبلوماسي السابق والكاتب الأمريكي مايكل سبرينغمن وفي إشارة إلى استمرار سياسة قمع المعارضة والناشطين السياسيين في البحرين أن النظام البحريني يحاكم الشيخ عيسى قاسم اليوم على جرائم خيالية وغير واقعية.
وفي مقابلة له مع وكالة تسنيم الإخبارية أكد: أن محاكمة الشيخ قاسم الذي يعتبر الزعيم الديني لشيعة البحرين على جرائم مفبركة وغير واقعية يثبت عدم مشروعية النظام البحريني.
ويضيف سبرينغمن أن حرمان الشيخ قاسم من حقه كمواطن بحريني والسعي لمحاكمته باتهامات وجرائم عجيبة وغير واقعية، من قبيل تبييض الأموال يشير إلى أن مشروعية النظام البحريني قد سقطت. كما أن ملك البحرين بدأ يشعر أن فترة حكمه بدأت بالعد العكسي.
وفي جواب له على رؤيته للنظام وممارساته بحق مخالفيه، يقول سبرينغمن: تقييمي لنظام آل خليفة هو أنه نظام مستبد. القلق والخوف الناشئ من ضعف الحكم والقدرة السياسية بات يعم كافة مفاصل الهيكلية الحاكمة في البحرين. اعتقالات متكررة، وأحكام بالسجن لفترات طويلة كلها مؤشرات تدل على أن هذا النظام المقرب جدا من أمريكا، بعيد كل البعد عن الديمقراطية. وفقط علاقاته الوثيقة بأمريكا وبريطانيا هي التي مكنته من السيطرة على الأمور والأوضاع إلى اليوم.
يضيف الدبلوماسي الأمريكي السابق: صفقات السلاح الأمريكي والبريطاني هي التي تطمئن آل خليفة وتشعرهم بالقوة أمام معارضيهم. في وقت لم يعد يرضى كافة البحرينيين ومن كافة الطوائف القمع الذي يعتمده النظام. فمنذ العام 2011 إلى اليوم يتظاهر الشعب البحريني مطالبا بحقوقه الديمقراطية وبتقييد القدرة التي يتمتع بها آل خليفة من خلال وضع قانون للبلاد.
وفي وقت وعد ملك البحرين بتحقيق هذه المطالب إلا أنه أخلف بها وتنكر لها مما أدى إلى زيادة الرفض لسياساته. ملك البحرين أمر باعتقال وحبس أعداد متزايدة من المتظاهرين ومعارضيه وقمع الشخصيات التي تخالفه من أمثال الشيخ قاسم. فعندما رفض الشيخ قاسم عام 2011 الاحتلال العسكري السعودي لأراضي البحرين قام بأمر أي شخص يحب وطنه كان سيقوم به. وردة فعل النظام اتجاه الشيخ قاسم تؤكد أنه استشعر الخطر وأدرك أن أيام حكمه بدأت بالانتهاء.
وردا على سؤال حول تعديل القانون البحريني من أجل محاكمة مدنيين أمام محاكم عسكرية قال: هذا مثال آخر على الاستبداد والقمع الذي يعتمده ملك البحرين، فهو ومن خلال مجلس شورى مؤلف من نواب مطيعين وخانعين استطاع أن ينفذ قراره بزيادة الضغط على المعارضين وقمع مخالفيه. آل خليفة قلقون من أمر وهو أن لا تتمكن المحاكم المدنية من إصدار أحكام على أفراد اعتقلوا بشكل بوليسي من قبل الأجهزة الأمنية.
يضيف سبرينغمن في تقييمه لوضع حقوق الإنسان في البحرين، لقد بدأ العد العكسي لانتهاء حكم آل خليفة على البحرين، فقط الأسطول الأمريكي الخامس المستقر في المنامة هو الذي يثبت اليوم حكم آل خليفة. وللأسف عدد قليل من المواطنين الأمريكيين يدركون هذه الحقيقة وهو أن جزأ كبير من الأموال الأمريكية تصرف في البحرين حماية للنظام.
يضيف الدبلوماسي الأمريكي لقد اطلعت على تقرير يؤكد أن التكلفة التي تصرف على الأسطول الخامس المرابط في البحرين، تعادل تكلفة تأمين كهرباء كل الولايات الأمريكية في عام. ومن المحتمل أن تكون تصريحات ترامب حول دفع حلفاء أمريكا التكاليف العسكرية التي تُصرف لحمايتهم، هو منطلق لتغيير هذا الوضع. ومن ناحية أخرى فإن جزأ كبير من الشعب البريطاني يطالب بإيقاف بيع السلاح للبحرين. إذا ما تضاءل هذا الدعم الأمريكي والبريطاني فإن ملك البحرين سيشعر بأنه أمام مشاكل أكبر من ذي قبل.
يُذكر أن سبرينغمن كان مسؤولا عن مكتب إعطاء التأشيرات في القنصلية الأمريكية في جدة في أواخر عهد إدارة ريغان وأول عهد بوش الأب، وتحديدا في الفترة الممتدة بين أيلول سبتمبر 1987 وآذار مارس 1989،وقد واجه سبرينغمن خلال فترة عمله بعض الأمور المثيرة للجدل والتي صرح بها الأخير في كتاباته بعد أن ترك السلك الدبلوماسي. حيث يقول أنه طلب منه إعطاء تأشيرات لأشخاص سعوديين لدخول أمريكا، أشخاص من خلفيات متشددة، يشكّ سبرينغمن أنهم تابعين لتنظيم القاعدة، وقد تم إعطاؤهم التأشيرات على رغم مخالفة الأخير بتدخل من مسؤولين رفيعي المستوى، ويعتقد سبريغمن أن هؤلاء قد أُرسلوا إلى أمريكا ضمن خطة تدريب متفق عليها مع الـCIA وأسامة بن لادن برعاية سعودية.
الوقت
#جرائم_داعش_في_تعز