الرجوع نحو ” الخلف ” يحقق الغاية المنشودة ..!!
تشهد الساحة اليمنية منذ أكثر من عامين .. عدواناً بربرياً غير شرعي قام به تحالف دولي متباين في القوى و القدرة , لم يستطع خلالها أن يحقق السيطرة التامة على كامل التراب الوطني أو أن يغير من المعاني و القيم التي يحملها الإنسان اليمني نتيجة ما حققه هذا الإنسان من صمود متناهي الحدود .
قد يكون نجاح ذاك الصمود نابع عن إيمان الشعب بقضيتهم العادلة القائمة على مصداقية مظلوميتهم المتراكبة , لكن ذلك الصمود لن يستطيع أن يبقى و يستمرعلى الوجود و يحقق الإنتصار ما لم تراجع و تصحح أسس و قواعد بناء أركانه و مبادئه , و بما يعزز لها الصلابة و التمكين على الثبات و الصمود عند مختلف الظروف .
يمكن القول بأن النقاط الإثنى عشر قد رسمت الخطوط العريضة للإصلاحات السياسية و الإقتصادية للدولة اللازم تنفيذها تفادياً للإختلالات , لكن هناك خطوط إجتماعية و ثقافية و دينية و تربوية لا بد و أن يتم الخوض في غمارها كي يتسنى لنا ربطها مع النقاط الإثنى عشر , بإعتبارها خطوط أساسية لها إرتباط وثيق مع الإصلاحات السياسية و الإقتصادية , وهي في ذات الوقت أيضا تؤكد بأنه لا يمكن للإصلاحات السياسية و الإقتصادية أن تتم ما لم يتم معالجة و تصحيح مسارات الخطوط الدينية و التربوية و الإجتماعية أولاً و قبل كل شيء .
لقد شهدت الساحة الشعبية الكثير من الإختلالات الثقافية و الدينية و التربوية و الإجتماعية , أسهمت إلى حد كبير في تكوينها قوى العدوان و مرتزقتهم في غابر عقود الزمن , شكلت في صورتها العامة نسيجاً إجتماعياً و سياسياً و إقتصادياً و دينياً مفكك الأطراف ومتغاير الأهداف و التوجهات .
سجلت ثمار تلك النتائج مؤخراً لصالح قوى العدوان , فقد حاول أن يتخذ منها مجموعة من الأسس و المعايير التي يأمل من وراءها في أن تساعده وتمكنه من كسر هذا الصمود , فعمد الى الإستفادة منها في توسيع هوة الإختلالات و التجاوزات التي تشوب القاعدة الشعبية , بحيث تفضي سياسته تلك الى فقدان الشعب روحيته الجهادية و تملئ نفسيته بالوهن و الضعف قد تصل به الحال الى مرحلة الإستكانة و التذلل و الخنوع .
هناك الكثير من صور الإختلالات التي تصيب تلك القاعدة و يستفيد العدو منها , جل طبيعتها ارتبط بالنفس البشرية , فمنها ما تمثل في فقدان الكثيرين من أبناء هذا الشعب لمشاعر الإحساس بالوطنية أفقدتهم معاني حب الوطن و التضحية من أجله عند أقصى الظروف و المحن , فنراهم يصولون و يجولون وراء غاياتهم الشخصية و الذاتية الموسومة بالأنانية المفرطة , دوم أن يعيروا أي إنتباه أو اهتمام وإحساس لما ستئول إليه الأمور في عاقب الأيام , رغم مشاهدتهم العميقة و الجلية لمجريات الأحداث و ما أسفرت من قتل و تدمير شامل و كامل لكل الفئات البشرية و البنيوية بلا إستثناء .
بل أن منهم من ألتحف رداء الوطنية و أنطوى تحت مظلة بعض المكونات السياسية مجاهراً بحبه للوطن وبالعداء للعدوان وهو ألد الخصام للشعب و الوطن , فنجدهم يستعذبون امتهان سياسة تفكيك النسيج السياسي بين أعضاء المكونات السياسية المختلفة , و التشكيك في مصداقية آرائهم و توجهاتهم , كما أنهم يعمدون إلى عدم الإلتزام بالتوجيهات القيادية المنبثقة من قيادات مكوناتهم الوطنية بغية إثبات ركاكة الهياكل التنظيمية المنظمة لتلك المكونات , و إثبات عدم قدرة القيادات العليا تمرير توجيهاتها نحو القاعدة الهرمية , كما لا ننسى بأن توجههم نحو المناكفات البينية الغير مبررة , و ترويج الشائعات وغير ذلك من الأهداف و الخطوات تساهم الى حد كبير و فعال في زعزعة الكيان الداخلي وتجره نحو الإنهيار و السقوط في الهاوية .
عموماً أؤكد القول بأن الغاية المنشودة التي يطمح إليها كل أفراد الشعب من الأمن و الأمان و الرقي و التقدم الحضاري و الإنساني المتجهة قدماً نحو الأمام لا يمكن لها أن تتحقق ما لم يتراجع الجميع نحو الخلف بهدف تصحيح أساسات و قواعد جميع المسارات من جديد بصورة كاملة و شاملة مهما كلف الأمر من عناء و مشقة وتأخر في الزمن , كل ذلك من أجل أن يتقدم هذا الشعب نحو الأم بخطى ثابتة وواثقة تمكنه من القدرة على مواجهة التحديات و الصعاب التي تهدد كيانه الداخلي و الخارجي عند مختلف الظروف الزمانية و المكانية
✍️ محمد أحمد الحاكم
#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز
#جرائم_داعش_في_تعز