بالصور و الخرائط …الحروب والأزمات الناشطة في العالم من منظار أمريكي
إن المنظار الأمريكي في قياس أهمية الحروب والأزمات ليس بالتأكيد فجاعة الأزمة وأعداد الضحايا من الأبرياء، بل هو بالتأكيد التأثير على المصالح الأمريكية الاقتصادية والسياسية والعسكرية، حتى أن بعض الصراعات والحروب ولأسباب متعددة قد تكون صنيعة أمريكية بحتة من أجل المصالح والمنافع الأمريكية، التقرير الحاضر سيشير بشكل ملموس إلى طريقة التفكير الأمريكية لنخبة المجتمع السياسية والاقتصادية.
نشر موقع مجلس العلاقات الخارجية (الأمريكي) تقريرا حول الحروب الناشطة حول العالم، من منظار المصالح والتأثير على أمريكا مقسما نقاط الحروب على ثلاثة مستويات، حرجة (شديدة الحساسية)، مهمة إضافة إلى نقاط محدودة التأثير.
كما قام بتحديث هذه النقاط على الخريطة التفاعلية لموقع تعقب الصراع العالمي (Global Conflict Tracker) التابع للمجلس.
الملفت أن هذا التقسيم للحروب والأزمات الناشطة حول العالم، يقسم درجة حساسية هذه الحروب حسب التأثير على أمريكا، إضافة إلى مستوى الاهتمام الأمريكي بها وتأثيرها على الاقتصاد والأمن القومي الأمريكي، دون إيلاء أي أهمية لموضوع شدة هذه الحروب أو مدى فظاعتها كما أشرنا في المقدمة.
وطبقا لما نشره هذا الموقع فالمناطق التي تناولها في عملية التقسيم هي كالتالي:
الحروب والأزمات التي لها تأثير شديد ومتزايد على المصالح الأمريكية
هذه الحروب لأهميتها الاستراتيجية وتأثيرها المباشر على المصالح الأمريكية (اقتصادية وسياسية و..) أدت إلى تدخل واشنطن المباشر وذلك للتأثير في مجرى هذه الحروب. ومنها الأزمة السورية، الحرب في أفغانستان، الأزمة الكورية الشمالية، الحرب على الإرهاب في العراق والحرب في ليبيا.
الحروب والأزمات التي لها تأثير مهم (أقل شدة) على المصالح الأمريكية
هي الحروب والأزمات، التي تدخلت فيها أمريكا من أجل حماية مصالح أتباعها وحلفائها الاستراتيجيين عبر الدعم العسكري والسياسي، مع تحاشي التورط الأمريكي المباشر في هذه المناطق ومنها الأزمة الأوكرانية، حرب اليمن، مشاكل باكستان، المشاكل الداخلية المصرية إضافة إلى مشاكل لبنان.
الحروب والأزمات التي لها تأثير محدود على المصالح الأمريكية
وهي الحروب والأزمات المرتبطة بمجازر وأخطار طبيعية تهدد بعض الشعوب، ومنها الحروب الأهلية والخلافات الداخلية التي تمر بها بعض الدول ومنها الصومال، مالي، السودان وغيرها من الدول الفقيرة التي تعاني في العالم. وهذه الأزمات حسب رأي مجلس العلاقات الخارجية لا تشكل تهديدا وتأثيرا مهما على المصالح الأمريكية في العالم.
يشار إلى أن مجلس العلاقات الخارجية (Council On Foreign Relations) هو منظمة غير حكومية أمريكية، أسست عام 1921 وتضم أكثر من 5000 آلاف عضو من رجال الأعمال والسياسة، هدفهم تحليل سياسة أمريكا وتترصد الوضع السياسي العالمي، ويقدم توصيات وتوجيهات للساسة الأمريكيين، وهو من أهم دوائر التأثير في سياسة أمريكا الخارجية.
ومن أجل الإطلاع أكثر على تفاصيل التقرير الذي ورد أعلاه يمكن مراجعة موقع “مجلس العلاقات الخارجية“ على الإنترنت.