كيف ومتى ستنتهي الحرب في اليمن وماهي تداعياتها المحتملة.
بسب الخلل الخطير في النظام الدولي ، الازمة اليمنية من ضمن الازمات الدولية المشتعلة المرشحة للإطاحة بنظام القطب الواحد وتغير النظام الدولي ……..
تعتبر امريكا اليمن ذات اهمية كبيرة لمصالحها القومية من كل النواحي. الجيوإستراتيجية او الاقتصادية او السياسية والامنية وفي علاقتها بالدول الكبرى ودول المنطقة ، وكذلك الاسرة السعودية في الرياض يشكل اليمن لها اهمية قصوى وتعتبر اليمن حديقة خلفية لها ولها مطامع اقتصادية وسياسية وجغرافية فيه، كما انها تعتبر من الدول الرئيسية التي تفرض وصايا في الحكم على اليمن منذ عشرات السنين، والتي تضع اليمن تحت الشروط والرقابة على اي تنامي لها في قوتها من الناحية العسكرية والاقتصادية والسياسية وفي علاقاته الخارجية ودوره في المنطقة وبحيث لاتتعدى الخطوط الحمراء المرسومة لها من قبل السعودية وامريكا ، وتحرص او تستميت السعودية بإن يظل الشعب اليمني فقيرا ضعيفا مفككا تسودة المشاكل والصراعات ، ويعتبر اليمن من ضمن الدول الواقعة في اطار نفوذ المحور الامريكي في المنطقة في التوازن الدولي الاقليمي الراهن.
ولاداعي في الاسترسال الكثير في شرح الاهمية الجغرافية والاقتصادية والسياسية لليمن الذي يشرف على باب المندب والخط الملاحي الدولي والذي يمتلك اهم الجزر في البحر الاحمر والبحر العربي ، وما يمثل اليمن من دولة واعدة لثروات ضخمة ومهولة من النفط والغاز وغيرها، والجميع يعرف اهمية اليمن من خلال ما تناوله الكثير من الكتاب والمحللين السياسين في مختلف والسائل الاعلامية المقروئه والمرئية منذ بداية الحرب.
**كما ان الجميع تابع مجريات هذه الحرب في اليمن وعنده االالمام الكامل بما حدث خلال اكثر من سنين من الحرب القاسية العدوانية على اليمن ، وقد كتب وقيل في هذا كثيرا ، فلا داعي لان نفصل كثيرا ،
ولكننا سنحاول الاجابة على عدد من الاسئلة التي نرى انها مهمة لمعرفة او استشراف مستقبل هذه الحرب العدوانية الاقليمية والدولية التي تشن على اليمن ، متى سوف تنتهي او تتوقف. هذه الحرب ؟؟، وماهي شروط توقفها او عوامل استمرارها ؟؟؟ والى ماذا ستسفر من نتائج ووماهي تأثيراتها المحتملة على مستوى المنطقة والعالم.؟؟
من المؤكد ان التدخل العسكري الخارجي في اليمن شنت بقرار وامر امريكي لسعودية وتحالفها من الدول التي تنضوي تحت الفلك والمحاور الامريكية في المنطقة وتحت اشرافها وقيادتها وبمساعدة حلفائها من الاوربين والصهاينة ، وذلك بهدف قمع وهزيمة القوة الجديدة التي برزت في اليمن واسقطت ادوات السعودية وامريكا في حكم اليمن في صنعاء ، واعلنت بوضوح رفضها بقاء اليمن تحت الوصايا الاقليمية (السعودية ) والدولية (امريكا ) متخذتا قرارات سياسية تجعل من اليمن خارج نفوذ المحور الامريكي في المنطقة وإنتقاله الى محور اخر او الاستقلال عن اي محاور اخرى ، هذه القوة هي حركة انصار بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي. ، والتي كان من اهداف الحرب الرئيسية هي اجتثاث هذه الحركة وقيادتها في اليمن وتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد في اعادة تشكيل دول المنطقة الى دول فيدرالية تمهيدا لتقسيمها الى دويلات صغيرة.
لكن وبعد عامين من الحرب الوحشية من قبل السعودية وعشرات الدول المشاركة معها وتحت الاشراف القيادة الامريكية والبريطانية لم يتحقق هذا الهدف بالرغم انهم شنوا على اليمن كل انواع الحروب المعروفه في العالم والغير معروفة العسكرية منها والاقتصادية والحصار والسياسية والاعلامية واستخدموا اعتى انواع الاسلحة المتطورة في العالم الجوية والبرية والبحرية والسلاح المحرم والغير محرم وحشدوا مئات الالاف من العناصر المسلحة من الداخل اليمني الموالين لهم وعشرات الالاف من جنود الدول العربية والاجنبية ، والشركات الحربية والامنية الامريكية مثل البلاك وتر وداني جروب. ، حتى انهم اوصولوا الشعب اليمني المجاعة وخطر الابادة الجماعية بسبب التجويع والقصف الجوي الذي يستهدف المدنين ولايستثني شيء الشجر والحجر.
لكن وبعد اكثر من عامين لم يتحقق لهم الهدف الرئيسي وصحيح انهم استطاعوا ان يحتلوا الكثير من المحافظات اليمنية الا ان قوة الجيش واللجان الشعبية ظلت باقية قوية وتزداد قوة وخبرة وتعيد تطوير من قدراتها الاستخباراتية والعسكرية والتصنيع الحربي وحشد المجاهدين الى الجبهات، مع إستمرار الحاضن الشعبي لها.
اذا ما هو الحل بالنسبة للقيادة والادارة الامريكية وادواتها من الدول والجماعات المنخرطة في محورها بعد مرور اكثر من سنتين من هذه الحرب.
* هل خيار الاعتراف بالنسبة لامريكا. وارد بالقوة اليمنية البارزة (حركة انصار الله ) التي تقود الحرب ضدها وحلفها بالانتصار ووترك حكم اليمن لها وما يتبعه من خروج اليمن من دائرة النفوذ السعودي والامريكي، والذي سيكون تداعياته كبيرة عليها وعلى منظومة التوازن الدولي الذي تقوده كنظام دولي احادي القطبية تتفرد. به هي في بقيادةالعالم السياسية والعسكرية والاقتصادية ، وبحيث سيكون خروجها من اليمن بداية الاطاحة بهذه الاحادية القطبية والزعامة الامريكية للعالم والانتقال الى نطام متعدد الاقطاب ، لاسيما ان روسيا والصين يعملين ما في وسعهما الى ذلك من خلال التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا وبالتحالف مع الصين وتكوين تجمع اقتصادي من دول البريكس ومنظمة شنغاهي واي تراجع امريكي في اليمن سترتد صداه على الازمة السورية والكورية الشمالية التي تتخذها الصين ورقة في الضغط بها و ايضا لحماية مصالحها ولخططها السياسية التي ترمي الى الاطاحة بالنظام الدولي. القائم على احادية القطبية وتحويله الى نظام دولي متعدد الاقطاب لن تكون فيه امريكا الدولة المتفردة في حكم العالم.، هل هذا الاحتمال وارد ؟
* او ان امريكا ستقبل بمنح هامش معين للقوة اليمنية المعادية لها (حركة انصار الله) في المشاركة في الحكم وبعض الصلاحيات مع بقاء اليمن تحت النفوذ الامريكي ؟؟ وهل ستقبل حركة انصار الله في ظل هذه الامتيازات الممنوحة لها ومع تحويل اليمن الى دولة اتحادية واقاليم مؤقتا قد تتفكك الى عدة دويلات مستقبلا ولكن مع بقائها تحت النفوذ الامريكي ولادوات امريكا في المنطقة ومنها السعودية والامارات وقطر وغيرها. ؟؟؟؟
* مع العلم انه كان هناك مفاوضات تجري بالتوازي مع هذه الحرب شكليا بين الاطراف اليمنية بين حركة انصار الله وحلفائها وبين ما يسمي حكومة هادي ، ولكن في الحقيقية كانت المفاوضات الرئيسية تجري بين حركة انصار الله والامريكين والسعودين
لان قرار وقف الحرب وانتهائها او استمرارها هو بيد الامريكيون وحركة انصار الله. فحسم الحرب يتوقف على هزيمة او انتصار هذان الطرفين.
والاجابة على كل هذه الاسئلة تتلخص في ان المفاوضات قد فشلت بين الجانبين الامريكي وخصمة اليمني ولم تحقق اي اختراق جوهري او اي تقدم ، فلا قبلت امريكا بوقف الحرب واعلان خروجها النهائي من اليمن ولا حركة انصار الله قبلت بكل العروض التي عرضوها عليها في المفاوضات ،
وإنتظر العالم للموقف الامريكي الرسمي المقرر الامريكية الجديدة بقيادة الرئيس الامريكي ترامب لوضع النقاط على الحروف لماهي مسارات هذه الحرب ومستقبلها والذي يجاوب على كل هذه الاسئلة ،
الى ان قام وزير الدفاع الامريكي بزيارته الاخيرة الى الرياض . والقى ببيانه حول مصير وقف او استمرار الحرب على اليمن لخصها على النحو التالي ،
( إن الامريكيون لن يسمحوا بقيام ايران جديد في اليمن او حزب الله في اليمن ) وطبعا هذا يعني ان الامريكيون لن يسمحوا باي حال من الاحوال خروج الدولة اليمنية من تحت النفوذ الامريكي السعودي وبقية دول محورها واستقلاله عنهم وانتقالها محور معادي لهم ، وان الدولة اليمنية لايمكن. ان يحكمها الا سلطة عميلة لهم سواء كانت. على شكل دولة واحدة او اتحادية او عدة دويلات وامارات، هذا هو مضمون القرار الامريكي الاخير بالنسبة للازمة والحرب في اليمن.
ومما سبق يتضح لنا انه لم يتبقى مع المدافع اليمني وحلفائه والمهاجم الامريكي وخلفائه الا عددا من الخيارات لرسم مستقبل ومصير هذه الحرب.
واول الخيارات ياما تقبل حركة انصار الله بتسليم سلاحها والمشاركة كاي اداه من ادوات امريكا في حكم اليمن و بقائها تحت الوصايا والنفوذ الامريكي او قيام الجيش الامريكي بالتدخل العسكري البري والجوي والبحري المباشر في اليمن وحسم الحرب بمشاركة حلفائها من دول حلف الناتو وعلى راسها بريطانيا وبمشاركة السعودية والامارات وتحالفهما من الدول التي انخرطت في الحرب منذ عامين
والسؤال هنا. الذي يطرح في هذا الخيار ياتي وبصورة ضرورية. بإنه لو إفترضنا وبعد ما تقوم امريكا بهذه الخطوة وحلفائها وكانت النتيجة سلبية بالنسبة لهم وخرج المدافعين اليمنين من بعد هذه المعارك بقيادة حركة انصار الله موجودين على الارض ولم يحقق الامريكيون عليهم إنتصار واضح ولم يستطيعوا إجتثاثهم نهائيا ، وفشلوا في تحقيق ما ذهب اليه وزير الدفاع الامريكي ؟؟ ،
اعتقد الاجابة من وجهة نظري الشخصية ان امريكا ياما تقبل بالتراجع عن قيادة العالم وسقوط نظام قطبها الواحد والتحول الى نظام دولي متعدد الاقطاب وتعتراف ايضا لروسيا والصين.وتحالفهما بالمشاركة في بقية الازمات الدولية كسوريا وكوريا وجنوب شرق اسيا وشرق اوربا ، او الاكتفاء بفرض حصار شديد على القوة اليمنية في الهضبة الشمالية شبيها بحصار موريا الشمالية وكوبا سابقا.
لكن.اذا رفضت امريكا هذه النتيجة ورفضت هذا الخيارات ، فإنها بالضرورة ذاهبة وبلا جدال الى استخدام القنابل النووية والذرية واسلحة الدمار الشامل في اليمن إن هي اصرت على تحقيق الانتصار الكامل والحاسم ضد خصومها في اليمن وهذا الخيار ايضا لازال فيه احتمال كبير ان تخرج امريكا ليست منتصرة في الحرب لان النصر الحاسم لاي طرف يحققه في هذه الحرب يقرره الله سبحانه وتعالى بلا ادنئ جدال ونقاش، (وما النصر الا من عند الله العزيز الجبار )
مع امكانية تطور تداعيات هذه الحرب و إصطدام الامريكين المباشر بالقوة الصينية والروسية لان هذه الدول الكبرى هي من اعلنت عودتهاللمسرح العالمي السياسي والعسكري ورفض التفرد الامريكي بقيادة العالم، والتي تسعى للاطاحة بالتصدر الامريكي كقوة اقتصادية اولى في العالم من خلال النموا المتسارع للعملاق الاقتصادي الصيني الذي ياتي ترتيبة عالميا ومن خلال تحالف دول البريكس ، وما التدخل الروسي والصيني في الازمات العالمية. في سوريا وغيرها الا يعتبر احدى تجليات سياسة هذه الدول في. رغبتها في مشاركة امريكا في قيادة العالم والنفوذ السياسي والاقتصادي والعسكري واعادة النظام الدولي الى نظام متعدد الاقطاب ، وبالتالي ستقوم امريكا بعملية رد انتقامي ضد روسيا والصين في محاولة لسحقهم وإضعافهم والسيطرة على النظام الدولي من جديد بعد توقف الحرب العالمية الثالثه ،
وما قيام امريكا بضرب قاعدة الشعيرات الجوية السورية. في حمص بالرغم من وجود الجيش الروسي وما يمتلكه من اسلحة دفاع جوي متتطور الا للإرسال رسالتي لروس والصين ،
-الرساله الامريكية الاولى لهم ان امريكا لازالت قائدة للعالم ولن تسمح بتهديد النظام الدولي ذات القطب الواحد التي تديرة ، وتغيرة الى نظام دولي متعدد الاقطاب يكون لهم مشاركة في النفوذ وقيادة النظام الدولي.
-الرسالة الامريكية الثانية انها لن تسمح بتهديد امن اسرائيل او المساس بتفوقها العسكري في المنطقة ومن وضع قيود عسكرية على الطيران الحربي الاسرائيلي في الطيران في الاجواء السورية او سماء اي دولة في المنطقة ، وهي ترد على خطط الروس بنصب منظومات الدفاع الجوي وعلى استهداف الصاوريخ السوريا لطيران الحربي قبل عدة اسابيع عندما قام الطيران الحربي الاسرائيلي بمهاجمة مواقع ومخازن سوريا للجيش العربي السوري في تدمر.
وكانت النتيجة لهذه الرسائل الامريكية قيام اسرائيل بمهاجمة وبضرب مواقع سوريا قبل ايام في محيط دمشق ولم نسمع. اي اعتراض لمنظومات شبكات الدفاع الجوي الروسية او السورية عليها ، واكتفى الروس بالدعوة الى ضبط النفس.
الخلاصة من كلما سبق انه اذا ارادت امريكا. وحلفائها الانتصار في اليمن ماعليها سوى بالدفع بمئات الالاف من جنود المارينز او ضرب اليمن نوويا والذهاب الى حرب عالمية ثالثه وأيضا هذه الخيار يتوقف نجاحه على ارادة الله في الاول والاخير . ،
مع اعتقادي الراسخ ان المجاهدين اليمنين بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي سيخرجون من هذه الحرب منتصرين لانهم راهنوا ومنذ البداية على تأيد الله وقوته، وامريكا والسعودية وكل تحالفهم من الدول والمليشيات والجيوش راهنوا على قوتهم واسلحتهم واستكبارهم ، ولان هذه الحرب على الميدان اليمني هي حرب إستثنائية و تعتبر فاصلة بين الحق في مواجهة قوى الباطل والظلم والاستكبار المستشري في العالم ، وان اليمنيون هم من سيكون على ايديهم تغير النظام الدولي المختل المتمثل بالامم المتحدة ومجلس الامن الدولي الواقع تحت هيمنة وسلطة استكبار القطب الواحد الامريكي وهذه الازمة مرشحة من ضمن الازمات الدولية المحتملة لسقوط القطب الامريكي المتفرد وتغير النظام الدولي الى جانب الازمات وبؤر التوتر الدولية في سوريا وكوريا الشماليه وغيرها
✍? صلاح القرشي
#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز