مُناجاةُ روحٍ مع الشهيد القائد!!
تألّمتَ لوضعِ أمةٍ طغى عليها ضلالٌ أسود، وجهلٌ مُعلَن، ومكر مُبيّت، وتآمر ظاهر، وخطر مُحدق، وذلٌّ مُستساغ، وكيان مسروق، ووطن مُباع، وظلم مُستشرٍ، وقتلٌ مجّاني، وإيمان مُعدم، وقرآن مُوقف، وتأريخ مُزيّف .
فمضيت حينها متوكّلاً على مولى العباد، عازماً إصلاحاً في أُمةِ جدّكَ رسول الله – صلوات الله عليه وعلى آله – مقتدياً بالأئمةِ الكِرامِ ومقتفياً آثارهم، سالكاً طريقاً مُنجّياً من أليم، مُوصلاً لوعدِ العزيزِ الجبار، حاملاً كتابَ اللهِ سلاحاً وحُجَّةً، داعياً إليهِ لا لسواه، عاملاً بهِ لا بغيره، مُستلهماً القوة والصبر والصمود والعزة منهُ لا مِن دونه.
تقدّمتَ رافعاً رايةً مُقتبسةً من أعظمِ كتاب، لأسمى الغايات، لا لِما يُتمتمُ بهِ صُنّاعُ الخراب، مُعلناً الانطلاق في الجهاد والاستعدادِ للاستشهاد.
وبدأتها مسيرةً قُرآنيةً، طاهرة، نقية، صافية، واضحة، لا يشوبها باطلٌ ولا شُبَه، ولا يعتريها نقصٌ أو اعوجاج.
ونِتاجاً لكلمةِ حقٍ قِيلت، وراية رُفِعت، وعِتْرة اُتُبِعت، ومناهجَ للباطلِ دُحضت، وقوانينَ بغيٍ أُلغيت، ونفوسٍ أرتقت، وألبابٍ وَعَت، وجُموعٍ توحّدت، وأناس هُديت، وأرواح طَهُرت.. هيَ الحربُ الظالمةُ شُنّت، بقلوبٍ حاقدةٍ اُفتُعِلت، وبعزيمةٍ مُحمديةٍ منك قُوبِلت، وضرباتٍ حيدريةٍ ووجِهت، بكربلاءِ مرّانِ التحمت، وبسيوفٍ حُسينيةٍ نُصِرْتْ فَغَلَبْت، منِ ربِّها – أرواح حامليّ السيوف – باعتِ النّفسِ فاسْتُشْهِدَت، وبتلك الخناجرَ اليزيدية التي ضَرَبتك لتقتُلك فخُذِلت وَغُلِبت، برجسها سقطت ودُنِّست،،..
حينها يا سيدي.. كُنتَ شبحاً وكابوساً راودَ أربابَ الشِّيطانِ وَقِوى الشَّرِ المستكبرة، كابوساً خطف النومَ من جفونِهِم، والسكينةَ من نفوسهم، والطمأنينة من قلوبهم، فأبوا إلّا أن يمحوا علَماً صارَ يُرفرفُ حُرّاً أبيّاً شامِخاً في سماءِ العزةِ والكرامة، فنالت الأيادي القذرةِ منكَ بعد أن تلطّخت بدمائك الطاهرة، وبعد أن أذقتها السّمَّ الزُّعاف، ودوّخت بهم ببأسكَ وَجَلَدِك وإقدامك ورسوخك وبثبات أنصاركَ الأرض ومن عليها، أباحوا دمك وقتلوك لا مغلوباً إنما طَمَعاً وشوقاً منك إلى نيل شرف ووسام الشهادةَ في سبيلِ الله إعلاءً لكلمته ونُصرةً لدينه وإزاحة للظالمين من أرضه، ورغبةً فيك لإحياءِ أرواحاً ذاقتِ المرّ لتذيقها حلاوة العيش الكريم مع الله..
فـسلامُ اللهِ ورحمتُـه ورضوانُه عليكَ أيُّها الشهيد القائد المؤسّس لمسيرة الحقِ، والباعثَ لجيل الجهادِ والتضحيةِ والفداء، المُقوّم لطريقةِ السلام والمرشدُ لسُبُلِ السلام..
سلامٌ سلامٌ عليك يومَ وُلدت، ويوم استشهدت ويومَ تُبعَثُ حيّاً، واللعنةُ على قاتليك حتى نلتقيَ في الجنانِ سويّاً..
والعاقبةُ للمتقين.
✍️ هنادي الصعيتري
#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز