رسالةٌ إلى دولة الوالي !
في بداية العدوان على اليمن حاولت قوى العدوان إستحداث معسكر لجوءٍ لليمنيين في جيبوتي لإستثماره سياسياً وإعلامياً ولما لم يستجب لهم أحدٌ من اليمنيين ويلجأ إلى هناك نادوا في أصحاب الضمائر الفارغة أن من أراد مبلغ مائة دولار يومياً فعليه الإلتحاق بمركز اللجوء ذلك، فألتحق به من التحق منهم إلا أنه سرعان ما غضوا الطرف عنه حينما وجدوا أن العدد الذي تم جمعه لا يكفي لإثارة حتى زوبعة في فنجان ناهيك عن قضية رأي عالمية !
بصراحة شديدة أستغرب هذا الدور السلبي لحكومة الوفاق الوطني من قضية النازحين وعدم إيلاء أي إهتمام بارز يذكر لمشكلتهم الإنسانية هذه عدا عن إصدار بعض عبارات التضامن والتعاطف والتنديد !
يا حكومتنا الموقرة يقولون ان كل شئٍ في الحروب (جائز)، فمالي أراكم اليوم تقفون عاجزين وخاملين عن القيام بما هو مباحٌ أصلاً لكم لتقوموا به في إطار مواجهة العدوان والحفاظ على حقوق شعبنا المشروعة أو على الأقل بعض شعبنا من الذين فرض العدوان على مناطقهم أن تكون ساحةً للحرب والدمار ؟!
النازحون لا يريدون منكم مرتباتٍ ولا يطالبونكم بحوافزٍ أو مكافاءتٍ حتى تديرون لهم ظهوركم وأعقابكم ؛ النازحون يريدون منكم أن تتعاطوا مع قضيتهم كما تتعاطى حكومات العالم مع نازحيها ومهجريها ولاجئيها !
أخبروني لو جاءت منظمةٌ دوليةٌ مثلاً وسألتكم أين نازحوكم الذين تقولون أنهم بالملايين، ماذا ستقولون لهم يا أصحاب المعالي ؟! هل ستقولون لهم أنهم يعيشون بين أوساط الناس إما مع أقاربٍ لهم أو في مساكنٍ استأجرها البعض منهم لعوائلهم بصورة فردية أو جماعية او في الفنادق ام أين يا ترى ؟!
يا حكومتنا منظمات الإغاثة الدولية تريد أن تساعد النازحين، فأين (مخيمات النازحين) يا (أذكياء) حتى تصلها قوافل المساعدات وعن طريق مطار صنعاء ؟!
ألا يخدم هذا قضية الوطن بالدرجة الاساسية والنازحين أنفسهم ويعري في الوقت نفسه فضاعات وبشاعات العدوان ؟!
بدلاً من ان تتركوا النازحين يتدبرون أمرهم بمجهوداتهم الذاتية ويتحملون بمفردهم عناء وويلات النزوح، كان عليكم أن تفتحوا لهم الساحات والميادين المفتوحة والواسعة وما اكثرها في العاصمة والمدن الرئيسية الاخرى وتسيّجونها بسياجاتٍ أسمنتية أو حديدية وتعلنونها فقط (مخيماتٍ للنازحين) وعندها سترون كيف ستتقاطر إليها مؤسسات الإغاثة الدولية ووسائل الإعلام العالمية وكيف سيجبرون على فتح مطار صنعاء ورفع الحصار عنه تحت ضغوط تسيير أعمال الإغاثة للنازحين وكيف أنها ستخدم اليمن كثيراً في المحافل الدولية من خلال ما ستترك في نفوس العالم من انطباعٍ سلبي عن العدوان وفضائعه !
الكرة في ملعبكم يا حكومة بن حبتور، فارونا ما أنتم فاعلون ؟! فوالله لو توفرت هذه الفرصة للفريق الآخر لأعلموا بها العالم وأسمعوهم صراخاً ونواحاً على النازحين مالم يسمعه أحدٌ من العالمين من قبل ولنا في لاجئي سوريا ونازحيهم خير مثالٍ وشاهدٍ على ذلك، والحليم كما يقولون تكفيه الإشارة !
#معركة_القواصم
عبدالمنان السنبلي .