العرب .. من التخاذل الى التواطئ!
تستهدف الاوطان العربية واحدة تلو الاخرى في مخطط متسلسل الاولويات ثابت الخطى واحد الاجندة .. لا يردعه رادع او يعيقه عائق ..
ليس هنا مبعث الالم او مقصد التوضيح .. انما نحن مدعوين الى قراءة المشهد من جوانبه العربية .. من ناحية ردود الفعل والمواقف المعلنة .. ومساراتها في وجه هذه المخططات من 48 حتى 2017.. وبعيدا عن الخوض في التفاصيل والمسوغات لكل موقف .. فقد اسهب العربي باعلامه المتناقض الى تبرير كل نكبة لاي قطر عربي .. وعادة ما ينبري المحللون والخبراء الى استدعاء كل الاخطاء التي ادت الى هذا الاستهداف .. متجاهلون عن عمد او دون عمد .. النظر الى المشهد من زواياه البعيدة .. لتتضح الصورة..
خلال السبعون عاما الاخيرة من التاريخ العربي المعاصر .. كانت نكباتنا حاضرة في مختلف المراحل والعقود .. لا شي يتغير او يتطور الا رصد كيف تكون ردود الفعل العربية تجاه ذلك..
شهد النصف الاول من السبعون العجاف تضامنا عربيا تباين ما بين الموقف الرافض للاعتداءات على اي قطر عربي .. كان اقله عمليا .. و اكثره اخذ طابعا اعلاميا فضفاضا.. حتى اشتهرنا باننا ملوك خطابات الرفض والشجب والتنديد والتهديد .. الذي يعرفه العدو ولا يقلق بشأنه .. قبل ان نفقد هذا اللقب هو الاخر ..
كنا ونحن نعيش حلم الوحدة العربية نعتب على حكامنا العرب بالتخاذل وعدم الجدية في المضي نحو تاسيس كيان جامع قولا وفعلا .. يضعنا امام العالم اعداء واصدقاء على السواء بموقف موحد وكبير بكبر الرقعة الجغرافية التي نشغل حيزها في هذه الارض..
كان الشعور العربي حاضرا بقوة في اوساطنا كشعوب .. وحاضرا كشعارات في اذهان حكامنا بمختلف الاقطار .. غير اننا فقدنا هذه الحالة الحلمية الجميلة ايضا ..
فقد خفت وقيد الوحدة العربية في دواخلنا كعامة..بفعل مؤثرات كثيرة كانت الطائفية والمذهبية ابرز القاصمات ..
انقسمنا بشكل اوضح من اي وقت مضى .. لدرجة ان اسلمنا الاعداء اتعاب التفكير في دراسة ردود الفعل المتوقعة مننا كشارع قبل حكامنا تجاه اي عدوان .. بل انتقلنا الى مرحلة اشد خطرا من التخاذل والضعف .. انها مرحلة الترحيب والمباركة لهذه الاعتداءات .. ولكم ان تقرأوا السنوات العشرون الاخيرة التي شهدت العدوان على العراق والاعتداءات المتكررة على فلسطين وغزة تحديدا .لبنان.. والسودان ..واخيرا وليس باخر سوريه..
لا نبرئ دكتاتورا دمويا عربيا هنا او هناك من تبعات هذه الافعال .. ولسنا بصدد تفضيله على خيارات اخرى .. بل هم جزء من نكبات استهدافنا.. وبيعنا كشعوب على رصيف المزايدات الرخيصة لدول التربص والانقضاض على انقاضنا..
فقط ندعو للتامل.. كيف تمكنوا من النيل منا باقل التكاليف والاضرار.. بجهلنا وفجورنا الجاهلي بخصوماتنا وبحميتنا التي لا تستنهض الا داخليا .. وفيها عنترياتنا كلها .. الذي للاسف لم يشهدها العدو الحقيقي فعلا في اي موقف وظرف..
سنتساقط وطن تلو الاخر .. وفي كل سقوط ستجد عربيا يصفق .. اما من تحت الانقاض.. او من فوق الطاولات .. متحينا موعد سقوطه الذي لا يرى منه مناص..
والخلاصة .. تطبخ السيناريوهات التآمرية ضد الدول العربية بذات الوصفات مع تغير طفيف في النكهات ..
وما اشبه الليلة بالبارحة..
لكن العرب قد افقدتهم العصبية بمختلف اشكالها حاسة التذوق والشم .. وكل الحواس..!
✍️ سند محمد راجح
#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز