سقطرى .. في مهب الامارات !
هناك تدني لافت ومخيف في منسوب الوعي بالقضايا الاستراتيجية في اوساط مجتمعنا مجتمع الصمود ومواجهة العدوان بالذات لدرجة ان قضية الاحتلال الاماراتي وتحركاته الخطيرة في الجنوب وفي جزيرة سقطرى وباب المندب ليست موضع تداول ولا نقاش ولا تركيز الكتاب والصحفيين ولا حتى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي .
نفهم ونعي ان الامارات تحتل الجنوب وهي صاحبة الثقل العسكري الاكبر هناك وان وجودها لا مشروعية له باي حال غير ان تحركاتها هناك هذه الايام وفي جزيرة سقطرى بالذات تتجاوز في خطورتها كونها تحركات احتلال، فهي تنفذ خطوات الضم والالحاق للجزيرة بها من منطلق التملك للارض والانسان من جهة ومن جهة اخرى تعبث بالارض والطبيعة المحمية والمعالم السياحية وهويتها وهوية الانسان ايضا .
يزعجني جدا ان مستوى الوعي بل ان مستوى المتابعة في الوسط الشعبي والنخبوي عندنا في مناطق الصمود والمواجهة متدنيا الى حدود مخجلة فممارسات الامارات وتحركاتها اصبحت لشدة خطورتها موضع انتقاد وهجوم الوسط الاعلامي والناشطين المؤيدين للعدوان بل وصل الامر الى ان مكتب الفار هادي يبدي ريبته وقلقه من هذه التحركات بينما عندنا لايبدو ولا يظهر ان الامر وصل الى متناول الناس .
حري بنا ان لا ننفصل عن السياق التاريخي للاحداث ابدا حين نتناول الحدث الحالي وهذا يجعلنا نعود الى بداية ظهور الدور الاماراتي على ارض الجنوب فالامارات هي الدولة التي غامرت واقتحمت سواحل عدن ببوارجها بعد شهور من بدء العدوان وافتتحت المعركة البرية من جهة الجنوب ثم نقلت الى ارض الجنوب جنودها ومدرعاتها ودباباتها ودفعت ثمنا كبيرا في تلك المرحلة ، قبل ان تصبح الكلفة البشرية ثقيلة وعالية عليها وتسحب جنودها .
اعتقد الناس لوهلة ان الامارات انسحبت من الجنوب حين سحبت قواتها غير ان ذلك لم يكن سوى اعترافا منها ان قواتها اضعف من ان تحتمل اكثر مما منيت به من خسائر في اليمن فاستأجرت مرتزقة يمنيين وبلاك ووتر وسودانيين وداين قروب وغيرها لتعزز بقاءها وبقاء سيطرتها واحتلالها للجنوب مقابل وجود سعودي عبر عملائها وادواتها من الاصلاح وهادي والفاعدة وداعش .
الان بات واضحا ان الامارات تشتغل بمعزل عن تحالف العدوان تشتغل لمصلحتها هي في الجنوب وانشاء قاعدة عسكرية في جمهورية ارض الصومال ليس اخر تلك الخطوات الخطيرة التي تسعى من خلالها للسيطرة على خليج عدن وباب المندب اما استئجارها لجزيرة سقطرى قبل اكثر من عام فهذا يبدو سيناريو اخطر مما كنا نتوقع .
صحيح الامارات بتدمير عدن ومينائها استطاعت ان تؤمن دبي ونشاطها من اكبر خطر كان يهددها هو عدن وحلم المنطقة الحرة فيها وهذا واضح في حرصها على تدمير عدن اكثر والحيلولة دون ادنى استقرار فيها ، الا ان بسط يدها على سقطرى له دلالات وابعاد اخطر من مجرد استئجار واستثمار للجزيرة وصلت بحسب ماهو واضح من تحركات واجراءات هناك الى درجة ضم الجزيرة وتملكها وتجنيس ابنائها .
ثمة شيء حدث ولم يلاحظه الكثيرون قبل ان يظهر خبر تأجير الفار هادي جزيرة سقطرى للعلن بايام كانت قناة سما الاماراتية قد بثت خبرا يقول ان جنود البحرية الاماراتية اكتشفت جزيرة جديدة في البحر العربي ودعمته بمقاطع فيديو لجنود اماراتيين على ارض الجزيرة ولم يذكروا اسمها طبعا .
—
من زاوية اخرى يبدو واضحا ان الامارات تسعى للسيطرة على مربع خليج عدن بالكامل من خلال سيطرتها على جزيرة ميون شمالا وهو مدخل باب المندب ثم انشاء قاعدة عسكرية في ارض الصومال غربا تضاف الى سيطرتها على ساحل الجنوب شمالا وشرقا ومن جهة البحر العربي جزيرة سقطرى جنوبا ليصبح الخليج برمته تحت رحمتها .
السؤال الذي يجب ان يلقى اجابة شافية ، مالذي تريده الامارات ولصالح من تتحرك اوبالاصح بدعم من ولمصلحة من وماهو المشروع الذي تريد ان تنفذه وفي سبيل ماذا ، وهل للجنوبيين مثلا مصلحة وماهي خطورة ما تقوم به على اليمن خاصة وعلى الامن القومي العربي عامة وعلى حليفتها السعودية مثلا واين موقع امريكا واسرائيل من هذا التحرك الاماراتي ؟؟؟؟
خلاصة القول .. لا ينبغي ان نكون خارج دائرة الاحداث ونعيش في غفلة عما يجري .. فالمعرفة بالحدث لوحدها امر غاية في الاهمية باعتبار المعرفة ذخيرة الوعي .
✍️ علي جاحز
#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز