السعودية في طريقها إلى الهاوية… بعيون وتنبؤات أسيادها!!
الهاوية مصير من لا يتعظ ولا يعتبر. فآل سعود ما زالوا مصرّين أن يكابروا ولا يتعظوا أبداً من الأحداث التي تجري حولهم، بل العبارة الصحيحة أنهم ليسوا أهلاً لأن يكونوا في سدّة المسؤولية والحكم بل إنّ مكانهم الطبيعي في مزبلة التاريخ. فهم يحاولون أن يُظهروا أنفسهم بمصاف الكبار وهم معروفو التاريخ ولا يصلحوا لإدارة حتى أنفسهم ومستقبلهم لن يكون إلا كالماضين أمثالهم.
إنّ أكثر من يعرف السعودية وآل سعود هم أسيادهم، وهم الذين أصبحوا يحلّلون ويتوقعون انهيار حكم العائلة الحاكمة وسقوط السعودية في الهاوية. وهنا لسنا بمعرض الإساءة بل عرض الوقائع التي تتصل بمحطات نقشت فيها العائلة الحاكمة في السعودية بالدم والخذلان والتبعية والخيانة ماضٍ وحاضر لا يشرف أي مسلم في هذا العالم، بالرغم من أنّ المسلمون في كل أسقاع الأرض كانوا يتمنون أن تكون البقعة التي فيها بيت الله الحرام وقبر النبي (ص) هي حاملة لواء الإسلام الأصيل والمحامية عن مقدساتهم وقضاياهم والمدافعة عن أعراضهم وبلادهم. لكن السعودية لا تتصل بذلك لا من قريب ولا من بعيد. فهي كالكيان الإسرئيلي أداة وظيفية، لم تكن يوماً تصطف مع الحق بل كانت تشتري وتبيع بملياراتها النفظية قضايا الأمة لمصلحة أمريكا والكيان الإسرائيلي.
نعم إنّ عيون الغرب وخاصةً الأمريكية ترى أنّ حكم آل سعود لن يبقى طويلاً، لأنّ صلاحية هذا الحكم لم تعد صالحة للمرحلة المقبلة. فالغرب يعرف أنّ هذه المجموعة الحاكمة قابضة على ثروات السعودية وبقاؤها في الحكم ليس إلا بسبب الأموال التي تدفعها للغرب وخاصة أمريكا وبريطانيا للإبقاء على سلطتها في السعودية والسكوت عن إرتكابتها. ما دفع جريدة “التايمز” البريطانية لتكتب في إحدى عناوينها “لنقل للسعودين بعض الحقائق. لا ينبغي أن تشتري أموال السعودية صمتنا”. فالغرب يعلم أنّ السعودية لا تملك مقومات البقاء وسقوطها لن يكون بعيداً.
فالقلق الأمريكي الشكلي من انهيار حكم آل سعود، أزاح عنه الستار الخبير السياسي في “مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات”، جون هانا، الذي حذر “من تفاقم الاوضاع الأمنية في المنطقة العربية وما ينطوي عليها من تحديات خطيرة تواجه السعودية وتهدد استقرارها، وهي سائرة ربما في طريقها إلى الهاوية”. وأوضح هانا أن جملة من التحديات تتصاعد أمام الرياض من دون أن تجد حلولاً لها ولا تقتصر على الاوضاع الاقتصادية فحسب، بل تتصدر النزاعات الداخلية ضمن العائلة المالكة قائمة القضايا التي قد تضع البلاد على حافة الهاوية. إضافة إلى ذلك أشار هانا إلى الإنقسام السياسي الداخلي الذي تعيشه العائلة الحاكمة والذي يقود البلاد في مسار نحو خراب سياسي واقتصادي وعسكري خطير.
وبالإشارة إلى أحداث منى التي راح ضحيتها آلاف الشهداء، تقول مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات أنه تحدٍّ غير المسبوق لشرعية أي ملك سعودي نتيجة أحداث منى ممّا يقوض دعائم الشرعية السياسية والدينية للنظام الملكي برمته.
ويقول محلّلون أمريكيون أنّ السعودية مقدمة على اوضاع مالية صعبة جدا قد تصل لمرحلة اقرب الى الافلاس بسبب سوء ادارة الثروات المالية الهائلة التي دخلت خزينتها، وعدم ترشيد الانفاق، والمبالغة في شراء صفقات اسلحة لاهداف سياسية وليس عسكرية، والأموال الطائلة التي تدفعها للغرب من أجل منع إقتصادها من السقوط مقابل دعم وحماية نظام آل سعود من السقوط. فهي تخطط لارضاء روسيا بانفاق 15 مليار دولار على صفقات اسلحة ومفاعل نووي، وإرضاء فرنسا برشوة مالية مماثلة لشراء طائرات مدنية واخرى حربية، وتبذل جهوداً كبرى لعدم اغضاب امريكا بالاستمرار في اعتمادها كمصدر اساسي للتسليح.
وبسبب الإجراءات المتسرعة المتمثلة بالتوقف عن سياسة دعم اسعار النفط، وضخّ اكثر من مليون برميل في الاسواق، ممّا ادى الى انهيار الاسعار بنسبة 55 بالمئة، تؤكد دراسات غربية ان السعودية ستواجه متاعب اقتصادية صعبة في غضون عامين بسبب هذا التوجه الذي سعى من خلاله آل سعود لضرب مصالح الآخرين وشل الاقتصاد الايراني، واضعاف الإقتصاد الروسي بسبب دعمهما للنظام السوري. فالنتيجة كانت عكسية وأدت إلى فشلها في الحفاظ على حصتها في الاسواق العالمية التي تقدر بحوالي 30 مليون برميل يومياً. وانهارت اسعار النفط ومعها منظمة “اوبك” التي من المتوقع ان تغلق مقرها الرئيسي في فيينا قريبا جدا بسبب الافلاس.
وقد بلغ العجز في ميزانية العام الحالي حوالي 145 مليار دولار لانه جرى وضعها على اساس ثبات سعر برميل النفط في حدود 106 دولار، وهو ضعف الاسعار الحالية، حيث لم تقم السعودية على مدى خمسين عاماً من الطفرة النفطية في توزيع وتوسيع مصادر الدخل، وايجاد مصادر اخرى للانتاج. في حين أنّ %90 من الدخل القومي السعودي يعتمد على النفط.
وبسبب عدم إستثمار الإحتياط المالي السعودي بشكل صحيح تؤكد دراسات أمريكية أنّ هذا الإحتياط إنخفض إلى 673مليار دولار في آب الحالي بعد أن وصل إلى737 مليار دولار في آب الماضي. وتفيد الدراسات الغربية أنّ الاحتياط سينخفض الى 200 مليار دولار عام 2018 بعد أن يتدرج في الإنخفاض بنسبة 12 بالمئة شهريا دون سحب دولار واحد منه. وتوقع صندوق النقد الدولي في وقت سابق أن تسجل الميزانية السعودية عجزاً ضخماً في عام 2015 قد يصل إلى 20% من حجم الناتج المحلي الإجمالي للسعودية.
أمّا المعضلة الكبرى التي تهدد بقاء السعودية هي الحماقة الكبيرة التي غرقت بها في حربها على اليمن من خلال عملياتها المباشرة، والحرب على سوريا من خلال دعمها البشري والعسكري واللوجستي للإرهابيين. وهناك تقديرات تقول أنّ تكاليف الحرب الاخيرة في حدود 45 مليار دولار.
وكانت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية قد ذكرت أن السعودية قامت بسحب ما يتراوح ما بين 50 و70 مليار دولار خلال الأشهر الـ 6 الأخيرة من استثماراتها في جميع أنحاء العالم، وذلك لسد العجر في الميزانية. والمبلغ الهائل هو علامة على أن أكبر منتج في منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” تكافح لإيجاد موارد مالية لمواجهة العجز المتزايد في الميزانية. ويرى مراقبون ان هذه الخطوة في سحب مبالغ ضخمة من استثماراتها في الخارج ، دليل دامغ على ما تعانيه السلطات السعودية من عجز كبير في تكاليف عدوانها على اليمن، ودليل آخر على ان خسائرها في المعدات والاليات العسكرية وخسائر حلفائها للمعدات العسكرية، التي استوردتها لهم بشكل خاص لتقوية آلتهم الحربية، هي كبيرة جداً.
وفي هذا السياق كان الكاتب البريطانى روبرت فيسك قد بدأ مقالاً له في صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، في شهر مارس من العام الحالي حول تأثيرات النزاع اليمنى المتصاعد خارج الحدود، بالقول : “السعودية ألقت بنفسها فى الهاوية، وغاراتها الجوية على اليمن تشكل ضربة قاضية للمملكة وللشرق الأوسط على حد سواء”.
فورقة التوت لن تبقى طويلاً، وستنتهي كذبةً عمرها من عمر آل سعود، فالسعودية هي الخطر الأكبر على الأمة والإسلام، بل وأصبحت خطراً داهماً على أسيادها الذين لم يعودوا يستطيعون بعد الآن أن ينقذوها من السقوط المحتوم في الهاوية.
الوقت
#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز