موقع كندي: الإمارات تسعى لاحتلال الموانئ والسعودية تحارب إيرانيين لاوجود لهم في اليمن
نشر موقع “موندليزاسيون” الكندي عشرات الآلاف في اليمن لقوا نحبهم وقريبا مئات الآلاف سوف يلقون ذات المصير جراء الجشع والتعصب والاقتتال البيروقراطي الذي تدعمه القوى الأجنبية في اليمن.
إذ اقحمت المملكة السعودية الوهابية نفسها في خضم الصراع ضد الإيرانيين الشيعة الذين لا وجود لهم في اليمن. وبالرغم من المعرفة الكاملة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” بذلك تعمل السعودية – الى جانب ذلك – على تزويد القوات المحلية من تنظيم القاعدة المنصاعة وراء رغباتها.
ومن جانبها تسعى دولة الإمارات إلى إحكام قبضتها على موانئ جديدة في اليمن في الوقت الذي تتعارض فيه هذه الرغبات مع الأحلام السعودية التي تسعى إلى إنشاء قناة لنقل خطوط أنابيب النفط بدءا من أراضيها مرورا بمحافظة حضرموت اليمنية الجنوبية والبحر العربي وذلك لنأي بنفسها عن استخدام مضيقي هرمز وباب المندب.
كما تنخرط وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” إلى جانب المخابرات المركزية الأمريكية ” سي اي اية” في حيثيات هذا الصراع في حين تم تعميق الصراعات المحلية الثانوية بين مختلف القبائل في هذه الحرب بسبب التدخلات وعمليات التمويل الأجنبي حتى حلت حملات القصف محل الوساطة القبلية.
تخضع السلطة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للعديد من الضغوطات التي تمارس عليها من قبل التحالف الأميركي- السعودي وبالتالي لم تتمكن الأمم المتحدة من إصدار أي تقارير توضح أو توثق الآثار الحقيقية الناجمة عن هذه الحرب التي يصطلي بنيرانها هذا البلد باستثناء تصريحات هزيلة صدرت عنها.
شهد 31 أغسطس من العام المنصرم زيارة قام بها “جيمي ماكغولدريك” منسق الأمم المتحدة إلى العاصمة اليمنية صنعاء وخلال المؤتمر الصحفي الذي أجراه أشار إلى أن: ” 10000 شخص لقوا مصرعهم بسبب الحرب على اليمن كما اضاف أيضا أن هذه الأرقام الجديدة تستند على معلومات رسمية من قبل المرافق الطبية في اليمن وأن هذه الأرقام قابلة للزيادة وذلك لأن بعض المناطق لا تتوفر فيها مرافق طبية وغالبا ما يتم دفن الضحايا في هذه المناطق دون ادراجهم بصورة رسمية في سجلات الوفيات. ورغم أننا نعلم أن الإحصائيات الخاصة بعدد الضحايا أعلى من ذلك بكثير إلا انه لا يمكننا الجزم برقم محدد”.
في منتصف شهر يناير من هذا العام كانت العاصمة صنعاء مع موعد جديد لزيارة أخرى قام بها “جيمي ماكغولدريك” منسق الأمم المتحدة لدى اليمن تحدث خلالها وفقاً للتقديرات الصادرة عن هيئة الامم المتحدة إلى أن : ” 10000 شخص لقوا مصرعهم في الصراع الدائر في اليمن بينما جرح ما يقرب من 40000 اخرين وقد جمعت هذه الاحصائيات بين عدد الضحايا الذين سقطوا في صفوف المدنيين والمقاتلين على حد سواء.
والمُلفت للنظر أن هذا الارقام لم تتغير بالنسبة للأمم المتحدة في الفترة ما بين أغسطس 2016 ويناير من العام 2017 وهذا ما يعني بشكل او بأخر انه وبالرغم من القصف الشديد والمكثف الذي تتعرض له اليمن – ناهيك عن المجاعة المدمرة التي فتكت به – انه لم يمت أحد خلال تلك الفترة وذلك استناداً على التصريحات التي ادلى بها المنسق العام للأمم المتحدة خلال الزيارتين.
وهذه الأرقام بالتأكيد لا تمت للواقع بصلة فالعدد الفعلي للوفيات الناجمة عن الحرب في اليمن هو اعلى بعشرات المرات على أقل تقدير من العدد المعلن وما هذه الأرقام المعلنة من قبل المنسق الأممي الا بمثابة إعلان سياسي ولا يُسمح بكشف الأرقام الحقيقية.
شهد منتصف العام 2016 الحدث الجلل عندما عملت السعودية على ممارسة ضغوطات على الأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون” من أجل سحب اسمها من قائمة العار للدول التي تسيء معاملة الأطفال:
ووفقاً لمصادر دبلوماسية فقد مورست ايضاً العديد من الضغوطات من قبل الحلفاء المسلمين للمملكة السعودية على الامين العام الهيئة الامم المتحدة “بان كي مون” حول ادراج اسم قوات تحالف العدوان بقيادة الرياض ضمن القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الطفل جراء الحرب التي تشنها على اليمن.
وبالرغم من ذلك فلا بد على أي شخص يتولى زمام الأمور في الأمم المتحدة ان يتحلى بقليل من الشجاعة والعمل جاهداً على فضح السعوديون وحلفاؤهم بصورة معلنة كلما كان ذلك ممكناً إلا أن بان كي مون لم يكن كذلك بناءاً على تصريحه بان إعلان سحب اسم قوات التحالف السعودي ضد اليمن من قائمة العار لم يكن نهائيا وانه من الممكن ان يكون بصورة مؤقتة كما أشار ايضاً إلى أن حلفاء الرياض عملوا على تهديد هيئة الأمم المتحدة بوقف عمليات التمويل للعديد من البرامج الإنسانية والإغاثية في الوكالات التابعة للأمم المتحدة التي تساعد اللاجئين.
وأضاف ايضاً أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار ما اسماه ‘احتمال حقيقي’ في أن الملايين من الأطفال الآخرين في: الأراضي الفلسطينية, جنوب السودان، سوريا، اليمن وفي العديد من الأماكن الأخرى سيعانون معاناة شديدة إذا تم تعليق العمليات التمويلية لبرامج الأمم المتحدة.
ومن جانبهما تدعم كلا من الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا العظمى بشكل كبير المملكة السعودية وذلك لكونها عنصر فعال في هيئة الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي.
لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن هذا القرار الذي أصدرته الأمم المتحدة لم يحفظ أي حقوق لطفولة إذ لم تعلق منظمة اليونيسيف المعنية بحقوق الطفولة أي آمال على أمينها العام حيث عملت على أعطى أرقاماً أعلى بكثير “وإن كانت غير كاملة” إلا انها كانت الأقرب إلى حقيقة: ان اليمن يعاني منذ العقد الماضي من تدهور حاد في القطاع الصحي وذلك بسبب الحرب و الازمة الاقتصادية التي عصفت به, وبحسب الاحصائيات الواردة عن صندوق الأمم المتحدة “اليونيسيف” فان عدد الاطفال الذين لقوا مصرعهم العام الماضي قٌدر بـ 63000 طفل وغالبا ما ترتبط حالات الوفاة هذه بسبب سوء التغذية ناهيك عن فقدان كافة المكاسب التي حققها القطاع الصحي على مدى العشر السنوات السابقة حيث أشارت الاحصائيات ايضاً إلى انه في كل 1000 ولادة حية يفارق الحياة 63 طفل قبل بلوغهم عامهم الخامس مقابل 53 طفل حسب إحصائيات العام 2014.
وبحسب اليونيسيف فان معدل سوء التغذية الحاد تضاعف ثلاث مرات عما كان عليه في الفترة ما بين عامي 2014 – 2016 ليصل إلى 460000 طفل, بالإضافة إلى أن معدل الوفيات بين الأطفال ما دون الخامسة من العمر في تزايد مستمر إلى درجة أننا نعتقد أن العام 2017 سيسجل وفق ادنى التقديرات موت 10000 طفل, بالرغم من أن هذه الأمراض التي تفتك بهم ليست مستعصية ويمكن الوقاية منها.
وفيما يتعلق بالإحصائيات الطبية فثم ما يعرف باسم “الوفيات المفرطة” التي لا يمكن أن تحدث دون أن يكون للحرب التي تشن ضد بلد ما نصيب الاسد فيها. ومن غير المستبعد أن تكون هذه الأرقام التي أعلنت عنها منظمة الأمم المتحدة “اليونيسيف” شاملة.
تعتبر المرتفعات الجبلية الواقعة على الشريط الشمالي الغربي لليمن المعقل الرئيسي لأبناء الطائفة الشيعة الزيدية التي ينحدر منهم جماعة الحوثيين التي أخذت على عاتقها محاربة التدخل السعودي و القوات الموالية لهم بالوكالة.
وقد أحرزت هذه الجماعة في الوقت الراهن نجاحا كبيرا على ارض الواقع في قطع العديد من قنوات الاتصال و الإمداد.
فقد تعرضت تلك المناطق إلى عمليات قصف عنيف دمرت خلالها البنية التحتية من مدارس ومستشفيات و مرافق صحية وبالأخص مدينة صعده الشمالية كما عملت هذه الغارات على مساواة هذه المدينة بالتراب بشكل كامل.
حكمت الطائفة الزيدية اليمن منذ اكثر من 1000 عام حيث تمثل هذه الطائفة حوالي 45% من اصل 24 مليون شخص في هذا البلد حتى اندلعت ثورة مضادة عليهم في العام 1962. وبالنسبة للسعوديين المتعصبين المعتنقين للفكر الوهابي فان أبناء الطائفة الزيدية ليسوا بالمسلمين الحقيقيين وبالتالي فإنهم يستحقون الموت.
لجأ العديد من سكان المناطق الشمالية الغربية إلى العاصمة اليمنية صنعاء بيد أن شبح الانعدام الغذائي كان لهم بالمرصاد فقد فتك الجوع بالأطفال واخذوا يجوبون الشوارع متسولين بحثً عن لقمة من أجل سـدّ رمقهم.
الشعب اليمني وبالأخص “الزيدية” لطالما شغل التفكير بالاستقلال بالهم فهم لن يرضخوا للضغوطات التي تمارسها عليهم السعودية ولن تتمكن الرياض بالرغم من حلفائها الأمريكيين والبريطانيين من إركاعهم او إلحاق الهزيمة بهم حينها قرروا اللجوء إلى الإبادة الجماعية معتمدين على قطع عمليات استيراد المواد الغذائية الاساسية إلى هذا البلد الذي يعتمد على ما يقرب من 90% من احتياجاته الغذائية الرئيسية.
تعمل السفن الحربية التابعة لسلاح البحر السعودي على طول الساحل والحدود اليمنية على تمشيط المنطقة التي تخضع للسيطرة الكاملة للمملكة السعودية الا أن بعض المهربين بالإضافة إلى بعض القوافل الرسمية التابعة للأمم المتحدة تمكنت من جلب بعض مواد الاغاثة لهذا البلد.
ولكن يبدو جلي للعيان أن هذه الامدادات غير كافية البتة كما أن الارتفاع المطرد في عدد الوفيات يعتبر نتيجة طبيعية للحصار المباشر الذي تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية و السعودية.
لم تكن الحرب الدينية المشتعلة في اليمن ضد الطائفة الزيدية هي الوحيدة فإلى جانب هذه الحرب يوجد حرب اخرى تتمحور حول الجغرافيا السياسية إذ تشير الرياض إلى الطائفة الزيدية بأصابع الاتهام معتبرة إياها بأنها الذراع الأيمن للقوات الإيرانية وفي الوقت نفسه لا تملك السعودية اي دليل يثبت صحة ادعائهم هذه فنحن لم نلمس وجود أي أسلحة إيرانية ولا اي تواجد لمستشارين إيرانيين في اليمن في حين حذرت طهران الحوثيين من مغبة محاولة توسيع منطقة نفوذها بالإضافة إلى انه في الوقت الحالي نجد أن اتصالات بين الحوثيين وطهران قليلة وسطحية.
وفي نفس الصدد ألقت البحرية الأمريكية القبض على بعض المهربين القادمين من الصومال و الذين يعتقد بارتباطهم بجمهورية إيران الإسلامية ومن جانبها زعمت البحرية الأمريكية أن هذه الأسلحة العتيقة كانت في طريقها لليمن الذي اصبح ملئ بالأسلحة ولكنها لم تتمكن من تقديم أي دليل يثبت صحة هذا الادعاء.
فهذه الحرب عبارة عن معركة جيوسياسية حقيقية يروي فصولها التحالف الذي جمع بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية.
ساهمت القوات العسكرية التابعة لدولة الإمارات والتي تعتبر الذراع الايمن لقوات تحالف العدوان بالإضافة إلى المرتزقة الذين عملت على استئجارهم على خوض العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن.
كما اختارت الامارات لنفسهم هدفاً اخر في هذه الحرب فقد عملت بشكل أساسي على الاهتمام بموانئ المدن الجنوبية: ميناء الحاويات والبضائع العامة في مدينة عدن وميناء مدينة المكلا للنفط والغاز كما عملت ايضا على دعم الحركة الانفصالية في جنوب اليمن حيث تعرضت شركة إدارة الموانئ في دولة الإمارات “شركة موانئ دبي العالمية” لإلغاء بعض الامتيازات الحصرية التي كانت تتمتع بها الشركة وذلك عندما اقدم الحوثيين على طرد الحكومة السابقة حينها تسلم الحوثيين في بادي الأمر زمام الأمور في تلك الموانئ ومن ثم تمكن تنظيم القاعدة من إحكام سيطرتهم عليها.
لم تكن الموانئ الجنوبية لليمن محط اهتمام دولة الإمارات المتحدة فحسب إذ تعتبر هذه الموانئ بالنسبة للسلطات السعودية إحدى محطات مشروع خطوط انابيب النفط الذي من المفترض ان يبدء من الأراضي السعودية مرورا بمحافظة حضرموت الجنوبية اليمنية والبحر العربي.
تسعى السعودية من خلال تنفيذ هذا المشروع إلى إيجاد طريق بديل لتصدير النفط الخاص بها وذلك من أجل النأي بنفسها عن استخدام مضيق هرمز لكن هذا المشروع لن يرى النور إلا في حال تمكنت من استخدام الساحل الجنوبي اليمني.
سارت السعودية ايضا في نفس الاتجاه الذي مضت عليه دولة الامارات حيث عملت الرياض على اقامة تحالفات مع الجماعات السلفية المتطرفة في اليمن فضلا عن تقديم الدعم لهذه الجماعات كإحدى هذه الجماعات ممن يطلقون على أنفسهم تنظيم القاعدة مع انها بعيدة كل البعد عن تنظيم القاعدة العالمي كما هو ظاهر أمامنا. وقد تعهدت الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة والمدعومة من قبل السعوديين في البداية على محاربة الحوثيين من أجل تحرير الموانئ الجنوبية من قبضتهم.
ومن ثم تلقت هذه الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة أمرا بالمغادرة حال وصول القوات التي تدعمها دولة الإمارات لكنهم عملوا بين الفنية والأخرى على مهاجمة مدينة عدن المحتلة من قبل دولة الإمارات ووفقا لمصادر يمنية عملت هذه الجماعا ايضا على مهاجمة مدينة المكلا تحت مسمى تنظيم الدولة الاسلامية او ما يعرف بداعش.
عمل هذا الصراع المعتم على إعادة القوات الخاصة لدولة الإمارات المتحدة إلى الواجهة حيث شاركت في الغارة الجوية التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية في الآونة الأخيرة على مجمع لتنظيم القاعدة في اليمن حيث سقط خلال هذه الغارة 25 مدنيا بينهم تسعة أطفال على الأقل.
كان الهدف الرئيسي للولايات المتحدة الأمريكية من هذه الغارة يكمن في توجيه ضربة قاضية لتنظيم القاعدة الذي تمكن من الإفلات.
ومن جانبها احتجت الحكومة اليمنية بالوكالة عن السعوديين ضد هذه الغارة والدعوة وقف اي عمليات برية أمريكية تم استئنافها في اليمن.
وفي نفس السياق أشار السفير الأمريكي إلى أن تنظيم القاعدة يساهم في محاربة الحوثيين في اشارة منه إلى انهم لا يروا في التنظيم بأنه العدو الاول لهم, وشدد مؤكداً مرات عدة أنه تم الاهتمام وفق “أعلى المستويات” من قبل الحكومة الأميركية بهذه العملية وقد تم تنفيذ هذه الغارة في اليمن من قبل وزارة الدفاع الأمريكية وليس من قبل وكالة المخابرات المركزية حيث صاحب هذه القوات فصيل من القوات الاماراتية الخاصة.
تمكن تنظيم القاعدة في اليمن من استعادة ثلاث مدن جنوبية كما عمل على تهديد المدن الساحلية الجديدة التي تسيطر عليها دولة الإمارات المتحدة.
وبناءا على المعلومات التي تم تبادلها مؤخرا مع مصادر يمنية فيما يخص الحرب على اليمن, يمكنني استنتاج ما يلي:
تعتبر وزارة الدفاع الأميركية – البنتاجون – في المقام الأول حليف لدولة الإمارات وتدعم كافة خططها المتعلقة بجنوب اليمن.
في حين ان وكالة المخابرات المركزية الأمريكية – سي أي أية – حليف أساسي للمملكةالسعودية تدعم كافة مخططاتها ولا ترى في تحالفها مع تنظيم القاعدة أي ضير.
كانت الرياض تتوقع تحقيق الهدف المرجو من هذه الغارة الأمريكية. لكن هذا لم يحصل بالرغم من ان وكالة المخابرات المركزية حرصت على تقديم كافة المعلومات اللازمة.
كما ان المعارضة المماثلة بين وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية التي تدعم الجماعات الجهادية مثل تنظيم القاعدة و وزارة الدفاع الأمريكية أخذت على عاتقها محاربة ذات الفصيل في سوريا إذ عملت وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية على تزويد هذه الجماعات الإسلامية بجميع أطيافها بالأسلحة التي تم شراءها عن طريق السعوديين في الوقت الذي تعي فيه جيداً بان هذه الجماعات ستكون في مرمى عمليات وزارة الدفاع الأمريكية . فمن جهتها عملت وزارة الدفاع الأمريكية على افشال والحد من هذه العمليات التي تشرف عليها المخابرات المركزية الأمريكية .
ويعتبر هذا الصراع الذي طال أمده بين وزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات الأمريكية محل مناقشات لا نهاية لها.
هل كانت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عمود الارتكاز للعمليات الخاصة او بمعنى اخر للعمليات التي تشرف عليها وزارة الدفاع البنتاجون؟
ومن الذي سيتباهى بالانتصارات ومن سيتحمل المسؤولية الكاملة في حالة الفشل؟
الأطفال اليمنيين الذين يموتون من الجوع هم الضحايا في هذه الصراعات البشعة التي يندى لها الجبين.
ان النزاعات على السلطة البيروقراطية الأمريكية والمماحكات غير المحتملة لمشيخات العرب فيما يخص طرق النقل في منطقة الخليج قد حددت من الذي سيتولى الامر.
ففي الفترة الماضية كشف المحررين في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية لاكثر من مرة أيديولوجية الاستحواذ القوية كما كشفت للعالم بأسره مدى العمى الذي اصابهم: وهذه هي الرغبة في تعزيز الحرية والديمقراطية التي يقودها الرؤساء الأمريكيين لاتخاذ أي إجراء عسكري …
ولقد كانت هذه الكذبة التي اُسدل الستار عنها مصدر ارتياح بالنسبة لآباء الأطفال الذين قتلوا في الهجوم الذي نفذته القوات الأميركية الخاصة في اليمن والتي كانت بتخطيط وتنفيذ اثنين من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية.
وبالتأكيد فان هناك الملايين من الأطفال الذين يموتون جوعا جراء شحة المواد الغذائية ويسقط عشرات الآلاف في هذا البلد بسبب الغارات الجوية .
إن الحرية والديمقراطية التي تتشدق بها الولايات المتحدة الأمريكية قد كشفت حقيقتها من قبل أولئك الذين يموتون بفعل القنابل الأمريكية التي تسقطها الطائرات الأمريكية بقيادة طيارين سعوديين تدربوا في الولايات المتحدة الأمريكية ومساعدة من أجهزة الاستخبارات. ولم تكتفي الادارة الأمريكية الجديدة عند هذا الحد فحسب بل تعتزم مضاعفة هذا الدعم. وكما هو الحال في كثير من الأحيان في مثل هذه الصراعات يكون المدنيون مجرد أدوات بيد أطراف خارجية.
واذا ما افترضنا عدم تدخل القوى الخارجية فان هذه الصراعات المحلية سوف تحل في غضون بضعة أسابيع وسيتمكن البلد من لفظ أنفاسه وسيكون ذلك بالطبع هو الحل الأمثل للجميع. فقد شهدت فترة نهاية حرب ما سمي بـ 30 عام في أوروبا تكريس مبدأ عدم التدخل في القانون الدولي. وبالرغم من انه هذا المبدأ كان بمثابة شجرة رويت بالكثير من الدماء و شيدت على الدمار والخراب الا انه بات في عداد المفقودين وما من سبيل للعثور عليه.
✍️ /مون اوف الأباما – موقع “موندليزاسيون” الكندي -ترجمة: أسماء بجاش