بيان لملتقى التصوف الإسلامي بشأن بيان الأزهر الذي أصدره في نصرة الظالم على المظلوم
الحمد لله القائل(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )
والصلاة والسلام على الداعي للتثبت والتحري بقوله ( إياكم وهيشات الأسواق أتباع كل ناعق ) وعلى اله الطيبين الطاهرين وارض اللهم عن صحابته السائرين على دربه المكين .
وبعد :
فإننا في ملتقى التصوف الإسلامي ليحزننا ذلك البيان المنسوب للأزهر الشريف والذي إنساق فيه لتظليلات وسائل إعلام مملكة قرن الشيطان , من إتهام الجيش اليمني باستهداف مسجدٍ في معسكر كوفل بمحافظة مأرب , مع أن الخبر من أساسه عاري عن الصحة , وهو كسابقاته من تضليلات العدوان وأخباره الكاذبة التي يصطنعها كل يوم .
مما يدفعنا للتسائل , أين هي حمية القائمين على البيان أثناء إستهداف عشرات المساجد في اليمن من قبل مملكة قرن الشيطان ,وعلى رأس تلكم المساجد مسجد المحدث المشهور عبدالرزاق الصنعاني , وغيره من المساجد كمسجد الإمام علي بن عمر الشاذلي في المخا إلى ما يقارب الثلاث مائة مسجد , لماذا لم نسمع للأزهر صوتاً ولا نفسا , هل كان مصاباً بالخرس لا قدر الله .
إن هذا البيان لو فقه القائمون عليه هو مؤامرة على الأزهر الشريف ومكانته العلمية , والهدف منه أن نفقد ثقتنا في الأزهر ,و أن يسقط ذلك التعظيم الذي تكنه قلوبنا له , بجعلنا نشعر بان الأزهر هو مؤسسة تتبع نظام معين , لا مؤسسة من مؤسسات الأمة ككل .
فالبيان فيه جرح لأهل اليمن الذين يُذبحون ويقتلون من قبل دول العدوان أمام الأزهر والعالم دون أن ينطق أحدٌ منهم ببنت شفه .
ألسنا بشرا ؟ ألسنا مسلمين ؟ فلماذا إذا هذا الصمت ؟
إن هذا البيان فيه تدمير للأزهر ذاته وهدم لقداسته , بتحويله إلى بوق من أبواق الوهابية , التي كُنا نُأمل أن يكون الأزهر هو حصننا الحصين منها , وسيفنا البتار في إستأصالها ,ومرجعيتنا العلمية والثقافية والفكرية في التصدي لأفكارها التكفيرية .
إن صدمتنا اليوم كبيرة بهذا البيان الذي نال من الأزهر ومكانته ودوره , حيث قزّمه وصغّره وجعله وكأنه جندي مطيع في خدمة مملكة الوهابية , ينصر الظالم على المظلوم ويؤيد الباطل والعدوان على المستضعفين المعتدى عليهم .
نحن هنا لا نستهين بالأزهر الشريف , حاشا وكلا , ولكنا هنا نعتب عليه ذلك , فالأزهر ليس ملكاً لنظام , بل هو مؤسسة تعليمة تنويرية تملكها الأمة بأجمعها , وليس من حق أحد أن ينحرف به عن مهمته ورسالته ويسخره لخدمة أجندة مشبوهه تسعى لإشعال الفوضى في منطقتنا تحت ما يُسمى بالفوضى الخلاقة فالمؤمن كيس فطن , لا ريشه في مهب الريح تتلاعب بها الرياح يمنةً ويُسرى …
صادر عن ملتقى التصوف الإسلامي
بتاريخ 23 جماد الآخرة 1438هجرية / الموافق 22 مارس 2017م