ما الرسائل الموجهة من زيارة موزة للسـودان و لمن؟؟؟
لم تكتف مشيخة قطر بتدمير ليبيا واليمن ودعم الإرهاب في سورية لتدمير بنيتها التحتية بل تنتقل اليوم إلى مصر لضرب وحدتها بالضغط عليها من السودان وإثيوبيا، عبر دعمها مشاريع تضر بالاقتصاد المصري وثروته المائية.
وأثارت زيارة موزة المسند والدة أمير مشيخة قطر الحالي تميم بن حمد، إلى السودان جدلاً كبيراً في الساحة المصرية، الزيارة ما زالت تداعياتها مستمرة حتى اللحظة، الظاهر في زيارة موزة إلى السودان هي المظلة الإنسانية، لكن مشيخة قطر تسعى منذ فترة لاستقطاب السودان، فخلال الزيارة وقعت موزة 5 اتفاقيات تعاون في العاصمة السودانية الخرطوم، كما أكدت التزامها بدعم الشباب السوداني بتأمين حوالي «مليون فرصة عمل مع عام 2021».
تحركات موزة في السودان حملت مجموعة من الرسائل الضمنية الموجهة لمصر، حتى في تحركاتها السياحية، فزيارتها لأهرامات البجراوية في السودان في حد ذاتها قد يكون لها مغزى محدد، وخاصة أن الأهرامات السودانية هي محط جدل تاريخي بين مصر والسودان، فالرؤية المصرية تقول إن أهرامات الجيزة في مصر تظل هي الأصل في تاريخ الحضارة الإنسانية، بينما الرؤية السودانية تقول «إن الحضارة المصرية مستمدة من الحضارة السودانية في أرض النوبة، وإن الفراعنة في السودان هم الذين سادوا المنطقة قبل ظهور مصر».
وأكثر ما كان لافتاً في الزيارة أنها تزامنت مع تصعيد سوداني ضد مصر، فبينما كانت موزة تزور الخرطوم، قررت الحكومة السودانية حظر استيراد منتجات المربى والكاتشب من مصر، واعتبارها سلعاً فاسدة مصنعة من مدخلات إنتاج ملوثة، في إشارة منها إلى الخضروات والفاكهة المصرية، وغالباً ما تكون هذه الرسائل الجانبية مقصودة وموجهة.
مشاريع قطر التي تنفذ تحت بند المساعدات الإنسانية لا يمكن إغفال بعدها السياسي، ونظراً لقرب التحركات القطرية من الدائرة المصرية أصبح التنبه لها أمراً ضرورياً، فلقطر تحركات مشبوهة من أبعد نقطة للأمن القومي المصري، وهي إثيوبيا، إلى أقرب نقطة لأمنها القومي، سواء في السودان أو ليبيا، أو حتى في قطاع غزة، حيث قال المتحدث باسم جبهة الأورومو- الإثيوبية، جمادا سوتي: إن قطر تدعم بناء السد الإثيوبي، من خلال مشروع استثماري وزراعي ضخم تموله الدوحة، لزراعة مليون ومئتي ألف فدان في منطقة السد، ودفعت الجزء الأول من قيمة التعاقد، الذي استفادت منه الحكومة الإثيوبية في بناء السد.
العلاقات السودانية- الخليجية تطورت بشكل ملحوظ، بعد ابتعاد السودان عن إيران وتقاربها الأخير مع السعودية وقطر، والذي توج بانضمام الخرطوم للعملية العسكرية العدوانية التي تقودها مملكة بني سعود ضد اليمن، كما أن واشنطن رفعت العقوبات جزئيّاً عن السودان، والخطر في الأمر أن هذا الرفع جاء بعد تلميحات سودانية بتطوير العلاقة مع واشنطن.
تقرير ــ ضياء الصفدي