“اسرائيل” واستخدام ورقة الملاحة وخطر باب المندب لإدارة الحرب في اليمن
معركة السواحل الغربية اليمنية كشفت مدى قدرات الجيش اليمني واللجان الشعبية مما اثارت قلق داعمي التحالف الغاشم بقيادة الرياض (أمريكا واسرائيل) للسيطرة على اهم الممرات المائية في العالم.
سعت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في عملية غير مسبوقة لاحتلال صنعاء بعد عامين من العدوان حشدت القوات الاماراتية والمرتزقة وعناصر من القاعدة وداعش لمعركة السواحل الغربية بحجة وذريعة تأمين منفذ باب المندب.
بعد أن وصل التحالف إلى حالة من الإفلاس والهزيمة خلال محاولته البائسة لتحقيق انتصارات في مختلف الجبهات توجهت نحو معركة السواحل الغربية اليمنية للهيمنة على باب المندب ضمن الاستراتيجية الاسرئيلية، حيث سارعت دولُ العدوان إلى احْتلَال جزر أرخبيل حنيش لأهميّة موقعها الاستراتيجي المطلّ على ممرات الملاحة.
حيث تتواجد في هذه الجزر قواتٌ من جنسيات مختلفة في وقت تحدثت فيه أنباء عن تورُّط أتباع الرياض في السماح للقوات الأجنبية في التواجد بجزر يمنية مختلفة منها ما تم تداولُه إعلامياً كالتواجد الإماراتي في سقطرى والذي يأتي بالتنسيق مع الجانب الأميركي، والأمر ذاته في جزيرة ميون الذي تحاولُ السعودية وضعها تحت سيطرتها فيما التواجد بجزر البحر الأَحْمَر وخَاصَّة أرخبيل حنيش لقوات إماراتية ويمنية موالية للعدوان والمهم هنا أن إدارة تلك الجزر قد أوكلت لدول العدوان.
وبحسب التقارير والمعطيات، اسرائيل ترى سيطرة الجيش واللجان الشعبية على باب المندب تهدف الى تهديد قوي ومباشر لأمن تل أبيب، وعملية عاصفة الحزم كانت خطة اسرائيلية أمريكية لاستيلاء على هذا المنفذ، لكن الصمود اليمني الغير متوقع من الجيش واللجان الشعبية قلبت موازين القدرة في المنطقة.
بعد ان بائت كل مخططات امريكا واسرائيل بالفشل في العدوان على اليمن، تمسكت بورقة “خطر الملاحة في باب المندب”، حيث حذرت الاستخبارات الأمريكية من خطر محدق بمضيق باب المندب الاستراتيجي، وكشف تقرير للمكتب الأمريكي للمخابرات البحرية عن وجود الغام زرعها الجيش واللجان الشعبية في المضيق قرب مدخل ميناء المخا.
وفيما يرى البعض أن هذا التقرير قد يشكل تمهيدا لدور أمريكي أكبر في اليمن، خاصة وأن هذا البلد كان محور اهتمام للإدارة الأمريكية الجديدة والساحة الاولى لتحركاتها وعملياتها العسكرية، لا يستبعد اخرون ان ذريعة خطر باب المندب بأهميته في حركة الملاحة والتجارة والنفط بوابة للتدخل الامريكي الاسرائيلي المباشر في اليمن.
وتتصاعد اللهجة العدائية تجاه اليمن من قبل مسؤولين أمريكيين ضمن ترويج ممنهج حول خطر استهداف الملاحة الدولية في باب المندب من قبل الجيش واللجان الشعبية، وتتزامن هذه التحركات الأمريكية مع فشل كبير للحملة العسكرية التي ينفذها تحالف العدوان في معركة السواحل الغربية والمستمرة منذ ثلاثة أشهر.
إن وكالة رويترز نشرت مؤخرا تقريرا مطولا تحت عنوان تصعيد الهجمات على السفن يدفع اليمن إلى المجاعة، وهي تنقل ذلك عن مسؤولين في مجالي الشحن البحري ومساعدات الإغاثة، في إشارة إلى محاولة تعميم ذات المعزوفة الأمريكية التي تزعم تفاقم الخطر على السفن التجارية، وقد أغفل التقرير الحصار المفروض على اليمن.
كما ان التحالف يسعى ان يسيطر على آخر متنفس لإدخال المواد الغذائية والمشتقات النفطية للشعب اليمني المتمثل في الحديدة، حيث طلب من الامم المتحدة الاشراف الدولي على ميناء الحديدة بعد مقتل 42 لاجئا صوماليا، بينهم نساء وأطفال، في إطلاق نار على مركبهم من قبل التحالف الذي كان ينقل 150 لاجئاً قبالة الحديدة.
وفي الختام، استخدم الكيان الصهيوني والولايات المتحدة استخدموا كل أوراقهم لاحتلال صنعاء والسيطرة على باب المندب وكلها بائت بالفشل، وضربات الجيش واللجان الشعبية المميتة غيرت معادلة الحرب وموازين القدرة في المنطقة بصورة عامة وفي باب المندب والسواحل اليمنية وكذلك في حدودها مع السعودية بصورة خاصة، كما ان القوة الصاروخية اليمنية في تحديد اهدافها لعبت دور كبير في معادلة الردع و”الرد بالمثل”.