الأميركيون والأتراك يفتحون جبهة المياه في سوريا (ترجمة)
الكاتب : Gordon Duff
عن موقع Réistance71 الالكتروني
25 شباط / فبراير 2017
بعد يومين من قيام ترامب بإرسال الجنرال فوتيل إلى تركيا، عمدت هذه الأخيرة إلى قطع تدفق مياه الفرات إلى سوريا، ما يلحق ضرراً كبيراً بحلب.
في البداية، كان السيناتور جون ماك كين وزيارته غير الشرعية الأولى إلى سوريا بعد لقائه، عام 2014، زعيم داعش، البغدادي. وبعده، حضر الجنرال جوزيف فوتيل ليعقد اجتماعاً. وكلاهما قابل الأتراك وناقش الاستراتيجية وعقد اتفاقاً لبقاء الأكراد حيث هم، ولبقاء تركيا في حلف الناتو.
روسيا تطلب إلى جميع من تعرفهم أخباراً حول هذه الاجتماعات. فالرئيس بوتين هو أكثر من اهتم بذلك، وهو على حق في ذلك. وقد تم التأكد من أن هذه اللقاءات قد جرت فعلاً، وهذا ليس بالأمر البسيط تماماً.
قبل يوم واحد، تقارير موثوقة أكدت أن الولايات المتحدة قامت بإخلاء عناصر من داعش، بينهم إسرائيلون، فيما يبدو، وذلك عبر منطقة تلعفر. وبعد ذلك، نفذ الطيران العراقي عمليات قصف في سوريا وذلك، في ما يقال، بموافقة وتعاون كاملين من قبل سوريا. أما هدف القصف العراقي فهو، على ما يقال، تعطيل عملية الانقاذ المنفذة أميركياً لصالح داعش.
وحدث أيضاً قبل يومين على ذلك أن تلقينا تقريراً من مدينة الباب يؤكد أن الأتراك قد نقلوا، بواسطة الشاحنات، 950 عنصراً من داعش إلى تركيا لكي يحصلوا على قسط من الراحة ويعاد تجهيزهم وإرسالهم إلى الرقة ليقاتلوا الأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة. وكانت الولايات المتحدة على علم بذلك، كما كان ماك كين على علم بذلك، مثلما كان الجنرال فوتيل على علم بذلك.
وبعد ذلك بيومين، أعلنت تركيا عن عملية توغل سحرية، وعن انكفاء لقوات داعش مباشرة عبر الخطوط التركية، فيما يبدو… كنا نعرف الحقيقة، وكنت قد تخابرت هاتفياً مع المصدر في الوقت الذي كان يتم فيه صعود مقاتلي داعش إلى الشاحنات التركية.
واليوم بالذات، قام انتحاريون بتفجير أنفسهم في حمص حيث دمروا موقع قيادة الأمن السوري في المدينة. وبالتزامن مع ذلك، تم تفجير خطوط نقل الغاز إلى دمشق. وبذلك تكون المدينتان الرئيسيتان في سوريا قد حرمتا من الكهرباء وأصبحتا خارج المعركة. كما قامت تركيا بتجفيف نهر الفرات بهدف بث الفوضى في الخطوط الخلفية السورية وإجبار السوريين على إعادة النظر في مجهودهم الإنساني لصالح حلب.
الزيارة غير الشرعية للسيناتور الاميركي ماك كين الى سوريا
ماذا عن عملية “العزم التام” ؟
خلال اليومين الأخيرين، أي خلال الزيارة التي قام بها الجنرال جوزيف فوتيل إلى الشرق الأوسط، قابل قائد القيادة الأميركية الوسطى (سونتكوم) مع عدد من المسؤولين في التحالف، وشركاء آخرين، وعدد آخر من كبار الضباط العسكريين في العراق وسوريا، وذلك من أجل مناقشة العمليات العسكرية والتعاون المتواصل في الميدان.
واتخذ فوتيل قراره الأول يوم الأربعاء في الكويت وذلك بمقابلة أجراها مع وزير الدفاع الكويتي خالد الجراح الصباح وقادة عسكريين آخرين، قبل أن ينتقل يوم الخميس إلى بغداد.
وفي بغداد، التقى فوتيل يوم الجمعة بفريق السفارة الأميركية والقادة العسكريين الأميركيين. وبعد ذلك، قام بزيارة لوزارة الدفاع العراقية حيث التقى بالمسؤولين وبالموظفين في الوزارة، وتحدث معهم “عن العمليات التي سيصار إلى تنفيذها”.
وقال فوتيل للصحافيين الذين سافروا معه بأنه ناقش، هو والعراقيين “بعض الأمور التي يحتاجون فيها للمساعدة”. وأضاف: “نحن نعمل معهم مع أنهم يستمرون في اعتماد بعض الاستعجال” في المعركة ضد داعش.
بناء قدرة على الشراكة
وصرح الجنرال فوتيل، خلال توقفه في تاجي الواقعة على بعد 40 كلم إلى الشمال من بغداد، بأن المحافظة الريفية هي واحد من ستة أمكنة يعمل فيها مدربو التحالف في العراق من أجل بناء قدرة على الشراكة، منبهاً إلى أن ذلك يشكل حاجة ماسة للتحالف.
وقال فوتيل أن “تاجي هي القطاع الرئيسي الذي ننقل إليه الوحدات لتهيئتها للقيام بالأشياء التي يحتاجها العراقيون من أجل استعادة البلاد من أيدي داعش”. وأضاف: “استراتيجيتنا تتركز على بناء قدرة على الشراكة وعلى تنفيذ عملياتنا بدقة ونجاح، وهذا الأمر جزء هام مما نقوم به”.
وتقول مصادر إعلامية بأن تركيا قد قطعت تدفق مياه نهر الفرات في شمال سوريا، حيث اضطر سد تشرين ومركز توليد الكهرباء الواقع إلى الشرق من حلب إلى التوقف عن العمل.
وذكر موقع “جهينة نيوز” أن تركيا قطعت المياه عن مجرى الفرات الذي ينبع من جنوب أراضيها ويتجه نحو الشمال السوري.
هذا ويشكل نهر الفرات المصدر الرئيس لمياه سد تشرين. وأضاف موقع “جهينة نيوز” أن انقطاع المياه عن السد قد أدى إلى توقف معمل إنتاج الكهرباء الذي يزود مدينة حلب بالطاقة.
وأضاف أيضاً أن مياه بحيرة الأسد الواقعة خلف سد تشرين هي في مستواها الأدنى، وبأنه لم يبق ما يكفي من المياه لضخها في مولدات الكهرباء في سد تشرين.
وعلى هذا، يضيف الموقع المذكور، يكون إمداد منبج وعين عرب بالكهرباء قد توقف.
ويوم الخميس، وجه وزير المصالحة الوطنية السوري، علي حيدر، وجه انتقاداً شديداً للاجتياح الذي قام به الجيش التركي للأراضي السورية. وأكد أن الدوائر السياسية والعسكرية العليا في دمشق لا بد لها من أن تتخذ قراراً لمواجهة العدوان التركي.
وفي معرض انتقاده لتركيا بخصوص تدخلها في أجزاء من الشمال السوري، أكد الوزير أن تركيا تحاول فرض وجودها في الأزمة السورية. ولا ننسى هنا أن تركيا تعادي التوجه الكونفيدرالي الديموقراطي لحزب العمال الكردستاني ولحلفائه من الأكراد السوريين، وأنها ستبذل كل جهدها من أجل قمع الثورة الاجتماعية الكردية التي تتحرك في تركيا. وفوق ذلك، فإن الأميركيين يريدون تقسيم سوريا وإقامة منطقة كردية في الشمال، الأمر الذي يمنحهم فرصة لفرض التقسيم. وعلى المناطق الحرة في روجوفا أن تتمتع بالحكمة وأن ترتاب إلى أبعد الحدود من كل تحالف مع الخبثاء الأميركيين الذين أصبحوا متخصصين في التخلي عن حلفائهم وهم في قلب المعركة منذ اللحظة التي يصبحون بلا فائدة بالنسبة لواشنطن.
وأضاف الوزير السوري أن موقف الحكومة السورية الرافض لوجود الجيش التركي في شمالي البلاد لم يتغير، وأن دمشق تعتبر هذا الوضع بمثابة عدوان على سوريا وخرق لحقوقها في السيادة على أراضيها.
وبخصوص احتمالات المواجهة العسكرية المباشرة بين دمشق وأنقرة، أكد الوزير أن “تحديد مكان وزمان وآلية التصدي المباشر للمحتلين الأتراك هو من مسؤوليات القيادات السياسية والعسكرية العليا في البلاد. لكن من الأفضل أن يصار إلى إدارة هذا الوضع عن طريق القنوات الديبلوماسية بالدرجة الأولى، إذا أمكن، بهدف تجنب المواجهة المباشرة”.