تعز العز

هكذا سقطت استراتيجية الخداع الامريكي في اليمن

كشفت لنا وقائع أحداث الصراع مع اعداء الامة التاريخيين اليهود ومن يتولاهم ويتحالف معهم من النصارى ومن أعراب النفاق أن أعداء الامة أن الخداع كان ومازال استراتيجية ثابته يعتمدها اعداء امة الاسلام اليهود والنصارى أمريكا واسرائيل ففي كل مراحل الصراع كشفت لنا وقائع احداث المواجهة بأن تحالف الكيانات اليهودية النصرانية بقيادة امريكا ومن خلفها الصهيونية حينما يواجهون بمواقف قوية من قبل الامة الاسلامية ولو على نطاق بسيط فانهم يلجأون الى اسلوب الخداع (هدن ،ومصالحة) والى دعوات السلام والمفاوضات وذلك حتى يتمكنوا من جديد من تحقيق اختراقات في جبهة الامة الداخلية وليتمكنوا أكثر ويستقون أكثر ليعودوا بعد ذلك من جديد ويضربوا ضربتهم الموجعة على حين غفلة وعلى حين خديعة يعيشها من يخدعون بشعاراتهم.
اليوم كشفت الاحداث أن الحال مع اليمن والشعب اليمني يختلف فالشعب اليمني الذي يعيش واقع من المواجه لعدوان وحصار عالمي غير مسبوق بإدارة وقيادة ورعاية واشراف العدو الامريكي الصهيوني ورأس حربته أنظمة النفاق وقوى النفاق والارتزاق والولاء لأمريكا والصهيونية المحلية منها و الخارجية استطاع بوعيه وصموده وبقيادته ومشروعه الشعوبي القرآني ان يعري ويكشف طبيعة مسارات الخداع الامريكي الصهيوني بكل اساليبه وأدواته بل وليسقط كل قواعده ومراكزه وأوكاره التكفيرية والمخابراتية التي بناها الامريكي وادواته الخارجية والداخلية على مدى عقود الأمر الذي أوصل العدو الامريكي الصهيوني الى مرحلة كشف فيها بفعله وتحركاته العملية بأن الهدف والغاية من كل مسارات الخداع والتآمر الأمريكي على مدى عقود مضت هو الاحتلال المباشر لليمن وتركيع الشعب اليمني واستعباده.
منذ الاعلان الامريكي عن مشروع الحرب على الاسلام والمسلمين تحت مبرر الحرب على مسمى الارهاب كان تركيزه على اليمن مبكرا وقد عمد الى استغلال اوضاعه الداخلية والدفع به الى مسارات الفوضى والدمار والاقتتال بهدف تهيئة الساحة اليمنية للمشروع التكفيري التدميري لليمن ومن ثم اتخاذه جسرا ومبررا لاحتلال اليمن الا أنه وبالتزامن مع التحرك الامريكي انطلقت صرخة مشروع منهجية قرآنية شعوبية لمواجهة الخطر الامريكي الصهيوني القادم الى اليمن بصورة خاصة والمنطقة بصورة عامة ومن يتابع الاحداث يجد أن المشروعين التكفيري الامريكي والمشروع التثقيفي القرآني الذي أطلقه وانتهجه السيد حسين بدرالدين الحوثي كان كفرسي رهان …حيث المشروع الامريكي يسعى الى خلق وسط يمني حاضن للفكر التكفيري الذي يمكن الامريكان من احتلال اليمن بينما المشروع القرآني يهدف الى اعادة الشعب اليمني الى القرآن الكريم الى الثقافة القرآنية التي ركزت على الربط الايماني والثقة به بالله وتوعية الشعب اليمني خاصة والشعوب الاسلامية بالمنهجية القرآنية في مواجهة اعداء الامة وعلى راسهم اليهود والنصاري امريكا واسرائيل كا ركزت على اعادة الشعب اليمني الى اصالته وهويته وايمانه وحكمته باعتبارها ذلك كله يمثل المسارالوحيد الذي سيحصن اليمن وشعبه من ثقافة ومشاريع الخداع والفتنه والتكفير والتمزيق الوهابي الامريكي الصهيوني
في محاضرته (ملزمة خطر دخول أمريكا الي اليمن وغيرها كشف السيد الكثير من مسارات الخداع التي استخدمت في تاريخ الامة والتي اعتمدها أعداء الامة اليهود الصهاينة وكياناتهم في صراعهم مع الامة الاسلامية قائل إن (إسرائيل مع العرب استخدمت ، أسلوب الخداع، (هدنة، مصالحة) فقط (حتى تتمكن أكثر وتستقوي أكثر، ثم تضرب، فإذا ما تحركوا قليلاً جاء وسيط من هناك وقال: صلح. وتصالحوا، أو هدنة وقبلوا.. وهكذا حتى رأوا أنفسهم أن وصل بهم الأمر إلى أن إسرائيل لم تعد تقبل لا صلحاً, ولا هدنة, ولا مسالمة, ولا شيء.
في نفس الملزمة ايضا كشف السيد حسين بدرالدين أن اليهود في هذه المرحلة من عمر الامة يركزون فيما يتعلق بالشيعة، ويركزون أيضاً على ما يتعلق بالحرمين الشريفين، وأن تحركهم كما يتحرك على اساس من لديه اخبار مسبقة وعلى اساس ذلك هم يتصرفون كتصرف فرعون، قبل ولادة نبي الله موسى عليه السلام فيحاولون أن يحولوا دون ما يريد الله أن ينفذ {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ}(
السيد حسين بدر الدين ذكر بأن الإمام الخميني (رحمة الله عليه) كان يحذر الشيعة من هذه الطريقة من الخدعة قال: ((يكفي الشيعة ما حدث في [صفين] أن ينشق نحو ثلاثين ألفاً من جيش الإمام علي الذين أصبح بعضهم فيما بعد يسمون بالخوارج، خُدعوا عندما رفع معاوية وعمرو بن العاص المصاحف وقالوا: [بيننا وبينكم كتاب الله] عندما أحسوا بالهزيمة)). فكان الإمام الخميني (رحمة الله عليه) يحذر الشيعة دائماً من الخدعة أن لا ينخدعوا مرة ثانية.
وتابع السيد كشفه لمسارات الخداع اليهودي النصراني متحدثا عن التحرك الأمريكي تجاه اليمن قائل (هل تعتقد أنه يمكن أن يصل الأمريكيون إلى اليمن, أو يقوم أحد بعمل يخدم الأمريكيين ثم لا يضع تبريرات مسبقة مشيرا الى أن من السيئات أن نسمع من يروج لتلك التبريرات الخادعة للأمريكان حيث سواء عبر اعلامنا التلفزيوني، او الصحفي، والاذاعي ، او يتداولها الناس فيما بينهم بالمجان،.مشددا على أنه لا يجوز لكل من لديه ذرة من اباء وعزة وكرامة أن ينقل أي تبرير أبداً يسمعه ولو من رئيس الجمهورية يبرر وجود أمريكيين, أو يبرر القيام بعمل هو خدمة للأمريكيين من أي جهة كان، لا يتداول الناس التبريرات، هذه أول قضية يجب أن نحذر منها.
وبشكل عجيب يعرج السيد في كشفه لما قد يترتب على تحركات الامريكان من ردود فعل متحدثا عن وقائع نحن اليوم نعيشها بكل تفاصيلها في اطار العدوان والحصار مشددا على انه لا داعي ابدا أن يخاف الناس من حصار أو ما حصار وفي هذا يقول ( لاحظوا بعد أن يقال أن الأمريكيين وصلوا، كيف ستنطلق التحليلات, التحليلات المتنوعة والغريبة، وكيف سيقول الناس، ناس سيقولون: [نجمِّع بُر]. وناس يقولون: [كذا].. وهنا يؤكد السيد حسين بدر الدين قائل (نقول الآن: قضية الحصار قد جُرِب الحصار للعراق, وجربوا الحصار ضد إيران ولم يعمل شيئاً، الدنيا مفتوحة من كل الجهات، ويحصل حتى تهريب دولي.
ويتابع قائلا (لا تعتقد أن أمريكا تستطيع إلى درجة أن تقفل عليك داخل غرفة ثم لا يدخل إليك لقمة من الطعام ولا حبة دواء، ولا أي شيء. فلا داعي أن يخاف الناس من حصار أو ما حصار أو يخافوا أو يتحدثوا هم يقولوا [البُر با يغلى با يجي علينا كذا] يسكتوا.،
إن الموقف السليم والحكيم أن يبتعد الناس عن الكلام الذي يرهبون به على انفسهم كما يتركون تناقل التبريرات والخداع الذي يختلقه العدو وتروج له وسائل الاعلام وأن من المفروض أن الناس يكون لهم موقف واحد، هو أن يغضبوا لماذا دخل الأمريكيون اليمن، وإلى هنا انتهى الموضوع. تحليلات تبريرات كلها لا داعي لها, تخوفات, فالناس بذلك انما يرجفوا على بعضهم بعض …
ويخلص السيد حسين الى أن الموقف الصحيح, والذي يحل حتى كل التساؤلات الأخرى التي تقلقك هو أنه: لماذا دخل الأمريكيون اليمن؟ ويجب على اليمنيين أن لا يرضوا بهذا وأن يغضبوا، وأن يخرجوهم، تحت أي مبرر كان دخولهم. أليس في هذا ما يكفي؟.،ثم ليكون كلام الناس مع بعضهم البعض أنه لماذا دخل الامريكان بلادنا؟ ومن الذي سمح لهم أن يدخلوا بلادنا؟ وأن بعد ان ارسلوا جنودهم ليحتلوا مواقع،..
ولفت السيد حسين الى طريقة دخول الامريكان الى افغانستان وكيف كانوا يخدعون الناس ويمنوهم بدولة مدنية وأمن واستقرار فكانت النتيجة أن تلك الحكومة لا تستطيع أن تحكم أكثر من داخل (كابول)، لا يتجاوز نفوذها إلى خارج مدينة [كابول]، وهذا تمام هوما يحدث في الجنوب في عدن أن لم يكن اسوء فحكومة هادي ليس حكم حتى على قصر المعاشيق وكما كان لا يزال الأعداد الجنود الامريكان وغيرهم من جنود قوى الغزوا يتوافدون إلى أفغانستان تحت ذريعة مكافحة الارهاب ومن أجل أن يحافظوا كما قالوا على السلام، وأن يحافظوا على استقرارالمنطقة, هو اليوم يتكررفي عدن والجنوب وتحت نفس العنوانين الخادعة مكافحة ارهاب وحفاظ على السلام والاستقرارللمنطقة الحر وباب المندب وهكذا يقولون! بينما هم من يعملون قلاقل دائماً لتبرر لهم تواجدهم, تواجدهم بصورة مستمرة.
وهكذ كشفت وقائع الاحداث أن الامريكان اذ ما تمكنوا من دخول اليمن والسيطرة عليه وبناء قواعد لهم في أهم مواقعه البرية والبحرية فسيكون دخولهم كما قال الله: {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً}(النمل: من الآية34). فلا تدخل الشركات الأمريكية بلداً إلا وتنهب ثرواته، إلا وتستذل أهله، لا يدخل الأمريكيون بلداً إلا ويستذلون أهله. لكن بأي طريقة؟ بطريق الخداع للحكومات وللشعوب
ان الامريكا حينما يصنعون التبريرات، فان من الانخداع ان البعض قد يصدقها بسرعة، ثم يوصلونها إلى بعضهم البعض، بل وبشكل من يريد أن يقبل منه الآخر ما يقول، أي يحاول أن يقنع الآخرين بهذا المبرر، الا أنه ( ومع تحرك هذا اوذاك ليقنع الآخرين بالتبرير! فان الحقيقة تبقى بأنه ليس هناك أي مبرر لوجوالأمريكان وهذا هو الأصل؟ وعليه فكل المبررات هي فرع على أصل فاسد، وإذا كان في الواقع ليس هناك أي مبرر لوجودهم, فأي مبررلأي عمل يعملونه, أو يصطنعونه لوجودهم فهو فرع على أصل فاسد، نحن على يقين منه.
وعليه فإنه أصبح اليوم من المقطوع به عند الشعب اليمني بأن الأمريكان انما جاءوا ليستذلوا اليمنيين، جاءوا ليضربوا اليمنيين، جاءوا ليقولوا: [هذا إرهابي، وهذه المدرسة إرهابية، وهذا المسجد إرهابي، وهذا الشخص إرهابي، وتلك المنارة إرهابية، وتلك العجوز إرهابية]. وهكذا.. لا تتوقف كلمة [إرهاب].
اليوم وكان المفروض من قبل اليوم حينما نسمع بوجود من يسمونهم القاعدة و داعش في كل مكان وفي أكثر من بلد عربي واسلامي فعلى الجميع أن يتسألوا من أين يمكن أن يصل اولئك الى كل مكان الى كل بلد ؟ أليس الأمريكيون مهيمنين على البحار والممرات وهناك حصار ورصد دقيق لكل ما يدخل الى اليمن ويخرج ؟ فعن أي طريق يمكن لكل تلك المجاميع المطاردين المحاربين عالميا كما يقولون من اين يمكن أن يصلوا إلى اليمن, أو يصلوا إلى السعودية, أو إلى أي مناطق أخرى؟ دون علم الأمريكيين؟..الأمر الذي يؤكد انما ذلك كما يقال: [قميص عثمان وانما ذلك خداع؟ وتتناوله أيضاً وسائل الإعلام، الصحفيون، الإخباريون، محطات التلفزيون التي تتسابق وتتسارع إلى أي خبر دون أن تفكر في أنه قد يكون خدعة هي تعمل على نشره.
ومماسبق نخلص مع السيد حسين بدر الدين في محاضرته في ملزمة خطر دخول أمريكا اليمن الى توصيات هامة واساسية هي ………..
أولا :أن (الأخبار قضية مهمة، الله أمر المسلمين أن يكونوا حكيمين في أخبارهم, وفي نقل أخبارهم, ووبّخهم واعتبرها خصلة سيئة فيهم: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ}( أذاعوا, أخبار، [قالوا يشتوا, قالوا.. قالوا قد هم كذا.. وقالوا. إلى آخره]. {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}
ثانيا :على الصعيد العام والموقف العملي يجب دائما في كل بلد أن يكون للمواطنين موقف باعتبارهم مسلمين, وأولئك يهود ونصارى دخلوا بلادهم، وأن يكون للعلماء موقف، وأن يكون للدولة موقف، وأن يكون للجميع موقف، هو ما يمليه عليهم دينهم ووطنيتهم.
ثالثا :يجب أن تبقى صرخات السخط والعداء الشعبي الواسع لامريكا واسرائيل في كل مسيرة وقفة وتجمع وفي كل جمعة حتى نرسخ لدا الامريكان بان هناك شعب وشعوب تعاديهم وبالتالي فان خداعهم مكشوف ومحاولاتهم وذرائعهم غير مجدية وأن لا امن لهم ولا مكان لهم في بلدنا
رابعا : حينما يسمع الناس من وأولئك الذين يقولون: ماذا يعني أن ترفعوا هذا الشعار.. فلنقول لهم: إذاً وصل الأمريكيون، إذاً أرنا ماذا تعمل أنت؟ ولنخاطبهم اليوم بالقول ألم يأن لكم أن ترفع هذا الشعار؟ وإذا كنتم ستلزمون السكوت, وانها الحكمة السكوت من ذهب! فمتى سيتكلم الناس؟ ومتى سيصرخ الناس؟ ومتى سيقف الناس؟. هل بعد أن يستذلوهم، وأن يضرب الله عليهم أيضاً من عنده الذلة والمسكنة؟ حينها يرى كل يمني ما يؤلمه ولا يستطيع أن يقول شيئاً.
✍️محمد فايع