السيد نصرالله: أهداف تفجير برج البراجنة الفتنة والضغط على المقاومة.. وسنقاتل ’داعش’ في أي جبهة
شدد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله على أنه من الواضح ان من اهداف التفجير الذي استهدف برج البراجنة وتمرير اسماء مفترضة للانتحاريين هو احداث فتنة بين اللبنانيين والفلسطينيين وبين اهالي الضاحية ومخيم برج البراجنة ولاحقاً المخيمات الفلسطينية، داعياً لتعطيل الأهداف التي يسعى إليها المعتدي سواء أكان إسرائيلياً أو تكفيرياً.
وفي كلمة متلفزة تطرّق فيها إلى التطورات الأخيرة، توّجه السيد نصر الله بالتعزية لأهالي الشهداء في برج البراجنة داعياً لهم بالصبر والسلوان وسائلاً الله ان يمن على جميع الذين اصابهم هذا الألم بالثبات والتماسك لتجاوز هذه المحنة. كما توجّه السيد نصر الله بالشكر لكل من ساعد منذ اللحظات الاولى في عمليات الانقاذ خصوصا جمعيات الاسعاف والاطفاء والمستشفيات والجيش اللبناني والقوى الامنية والدفاع المدني ووسائل الاعلام وكل من تعاطف مع لبنان وشعبه وشاكرا كل المسؤولين في لبنان والجهات الدينية.
وأكد السيد نصر الله أنه من المحسوم مسؤولية “داعش” المجرمة والمتوحشة عن اعتداء الضاحية الجنوبية، مؤكداً أن الصورة أصبحت واضحة لدى الاجهزة الأمنية الرسمية وأجهزة المقاومة حول الاعتداء المزدوج في الضاحية.
وكشف السيد نصر الله عن أنه تم تحديد هوية أحد الانتحاريين اللذين نفذا اعتداء الضاحية وهو سوري الجنسية، وتم إلقاء القبض من قبل فرع المعلومات على أحد المتورطين في اعتداء الضاحية، مؤكداً وجود شبكة متكاملة تقف وراء اعتداء الضاحية واعتقالها قطع الطريق على اعتداءات مقبلة، مؤكداً عدم وجود أي فلسطيني من بين الموقوفين المتورطين بالاعتداءات لدى الاجهزة الأمنية.
السيد نصرالله: لعدم السماح بتحقيق اهداف المعتدين
وأشار السيد نصر الله إلى أننا أمام هذا النمط المستخدم من قبل “داعش” والجماعات التكفيرية وهو ليس جديدا وهم يعملون بهذا الاسلوب عندما يفشلون في ايصال الشاحنات والسيارات لانهم يفضلون ذلك لقتل اكبر عدد من الناس، لافتاً إلى أن الارهابيين يلجأون الى الانتحاريين في ظل عجزهم عن ايصال السيارات والشاحنات المفخخة، ويجب العمل على مواجهة ذلك كما حصل في السابق مع السيارات المفخخة.
ونبّه السيد نصر الله إلى أنه في مقابل الاهداف التي يسعى اليها المعتدون يجب تحمل المسؤولية وعدم السماح بتحقيق اهداف هؤلاء لكي لا تكون اساءة لهؤلاء الشهداء والناس الصابرين والصامدين.
ورأى سماحته أن تحديد اسم الانتحاري السوري هدف الى احداث مواقف بشعة ضد النازحين السوريين، مذكراً بأن الفتنة تخدم مشروع الارهابيين والتكفيريين لان مشروعهم تدمير الاوطان والمجتمعات ويصرون على دفع لبنان الى الهاوية.
وتوجّه السيد نصر الله إلى اللبنانيين وخصوصا شعب المقاومة بالقول إنه يجب ان يكون في بالنا دائما ان “اسرائيل” والارهابيين يهدفون دائماً الى احداث حرب اهلية في لبنان والانجاز انه تم تجنب الانحدار نحو الهاوية التي اعدها هؤلاء.
السيد نصر الله: هناك من يريد تحويل الشعب الفلسطيني الى عدو
وحذّر السيد نصر الله من أن هناك من يريد تحويل الشعب الفلسطيني الى عدو للمصريين والسوريين واللبنانيين وهكذا للقول ان عدونا الذي يقتلنا هو الشعب الفلسطيني، مشدداً على أنه لا يمكن تحميل الفلسطينيين المسؤولية عن جرائم ارتكبها أفراد في مكان ما.
وشدد السيد نصر الله على أن أحداً لا يملك الحق في التعرض للاجئين السوريين في حال تبين أن أحد الإرهابيين هو سوري، متوجهاً إلى النازحين السوريين بالقول: “اياً يكن موقفكم السياسي فإن وجودكم في لبنان ومصلحتكم ومصلحة لبنان والشعب اللبناني ان لا تسمحوا لأي من هذه الجماعات ان تستغل وجودكم او موقفكم”.
وتابع سماحته أنه حتى لو تم اعتقال لبناني من طائفة معينة مثل الطائفة السنية الكريمة في شبكة ارهابية فلا يمكن لاحد ان يتهم هذه الطائفة بذلك لانها منزهة عن ذلك وعلماؤها وقياداتها وناسها بريئون من ذلك ويستنكرون ذلك.
وشدد السيد نصر الله على وجوب عدم السماح بتسلل أي أحد يريد أن يقدم خدمات لإسرائيل أو التكفيريين، مؤكداً أن اعتداء الضاحية الجنوبية لن يحقق أهدافه الفتنوية بل ستكون له نتائج عكسية.
السيد نصر الله: من أهداف التفجير الضغط على المقاومة
واعتبر السيد نصر الله أن من أهداف التفجير الضغط على المقاومة، مردفاً: “اذا هم يفترضون ان قتل رجالنا ونسائنا واطفالنا وهدم بيتوتنا وحرق اسواقنا يمكن ان يضعف الارادة والعزم لدى المقاومة او يغير في رؤيتنا وبصيرتنا فإنهم مخطئون بل هذا يزيدنا عزيمة وبعد ذلك نحن سنبحث عن جبهات مع “داعش” ليكون حضورنا اقوى للوفاء للشهداء الذين سقطوا في هذه التفجيرات”.
ورأى السيد نصر الله أن “داعش” بالتحديد هي من بين الجماعات التكفيرية عمرها قصير وهي تخسر بشكل مستمر وتخسر اراضي في العراق وسوريا وداعش لا مستقبل لها لا في الحرب ولا في السلم، مشيراً إلى أن من يدعم “داعش” بات يدرك اي وحش ربوه، معتبراً أنه في التسوية السياسية في فيينا لا مستقبل لـ”داعش” وهذه المعركة ستلحق الهزيمة بـ”داعش” واهدافها.
وفي الشأن اللبناني، جدد السيد نصر الله الدعوة إلى تسوية سياسية شاملة تخرج البلاد من أجواء الشلل والتعطيل والعجز، داعياً للاستفادة من الجو الايجابي والتعاطف الوطني الكبير بعد الانفجار والاستفادة من هذا المناخ لتسوية وطنية شاملة تطال رئاسة الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي وقانون الانتخاب.