مجزرة #الحرم_الإبراهيمي في الذكرى لـ23 : الجرح الذي لا يلتئم
محمد علوش
فجر يوم الجمعة الواقع في 25 شباط /فبراير 1994 الموافق للخامس عشر من رمضان، قام الطبيب الصهيوني باروخ غولدشتاين وبدم بارد عن سابق إصرار وتصميم متواطئاً مع عدد من المستوطنين والجيش بإطلاق النار على المصلين المسلمين في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل الفلسطينية أثناء أدائهم الصلاة ، وقد استشهد 29 مصلياً وجرح 150 آخرين،وبعدها هاجمه المصلون وقتلوه.
تلميذ مدارس الإرهاب
و غولدشتاين تتلمذ في مدارس الإرهاب الصهيوني على يدي متخصصين،وكان يبلغ من العمر (42 عاما) عندما ارتكابه المجزرة يعد من مؤسسي حركة كاخ الدينية، وقد قدم من الولايات المتحدة الأميركية (عام 1980) وسكن في مستوطنة ‘كريات أربع’ المقامة على أراضي مدينة الخليل .
تواطؤ من الجيش
وعند تنفيذ المذبحة قام جنود الاحتلال الصهيوني الموجودون في الحرم بإغلاق أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى، وفي وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وفي أثناء تشييع جثث الشهداء مما رفع مجموع الشهداء إلى 50 شهيدا ،29 منهم داخل المسجد.
خطّة مبيتة
ويعتقد كل مصلٍ حضر إلى الصلاة في ذلك اليوم أن الخطة كانت مبيتة وأن الجيش الصهيوني كان متورطا في المجزرة وقد أكد شهود عيان نجو من المجزرة أن أعداد الجنود الذين كانوا للحراسة قلّت بشكل ملحوظ فيما كان المتطرف غولدشتاين يلبس بزة عسكرية علما أنه كان جندي احتياط ولم يكن جنديا عاملا على الحراسة.
ويقول المواطن الفلسطيني المقعد محمد أبو الحلاوة وهو أحد معاقي المجزرة : لا يمكن إعفاء الجيش من المسؤولية، عندما قام غولدشتاين بإطلاق النار على المصلين هرب المصلون باتجاه باب المسجد حيث وجدوه مغلقا علما بأنه لم يغلق من قبل أثناء أداء الصلاة بتاتا وعندما توالت أصوات المصلين بالنجدة كان الجنود يمنعون المواطنين الفلسطينيين من التوجه إلى داخل الحرم للقيام بإنقاذ المصلين.
ثمة أمر آخر وهو أن المستوطنين كانوا دوما يهددون المصلين وعلى مسمع من الجنود الصهاينة قائلين (سوف نقتلكم وسوف ترون ما سنفعل) ويتساءل الكثير ممن نجو من المجزرة كيف يمكن لشخص واحد أن يقتل هذا العدد من غضون دقائق معدودة وكيف يستطيع شخص مثله أن يحمل كل هذه الذخيرة داخل الحرم دون مشاهدة الجنود أو علمهم.
وأراد جولدشتاين من خلال عمله أن يثير الفتنة بين الفلسطينيين مما سيؤدي إلى اشتباكات بينهم .
وتصاعدت في اليوم نفسه التوترات في مدينة الخليل وقراها وكافة المدن الفلسطينية وقد بلغ عدد الشهداء الذين سقطوا نتيجة المصادمات مع جنود الاحتلال إلى 60 شهيداً.
لجنة شمغار تقّسم الحرم
وأغلقت قوات الاحتلال الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة لمدة ستة أشهر كاملة بدعوى التحقيق في الجريمة، وشكّلت ومن طرف واحد لجنة “شمغار”، للتحقيق في المجزرة وأسبابها’، وخرجت اللجنة في حينه بعدة توصيات، منها تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين، وفرضت واقعا احتلاليا صعبا على حياة المواطنين في البلدة القديمة، ووضعت الحراسات المشددة على الحرم، وأعطت اليهود الحق في السيادة على الجزء الأكبر منه- حوالي 60 % بهدف تهويده والاستيلاء عليه، وتكرر منع الاحتلال رفع الآذان في الحرم الإبراهيمي مرات عديدة.
المصدر: خاص
نقلا عن : موقع المنار