السعودية تزوِّد الإرهابيين بأسلحة كرواتية
بعد ثلاث سنوات على ظهور أسلحة يوغسلافية في أيدي الجماعات المسلحة في سوريا، كشف تقرير استقصائي جديد أن صادرات الأسلحة الكرواتية إلى السعودية لم تتوقف، بل زادت، لتصل قيمتها إلى 88 مليون دولار في الأشهر التسعة الأولى من عام 2016.
وأوردت صحيفة “الاخبار” تحقيقًا استقصائيًّا أجرته “الشبكة البلقانية للتحقيقات الاستقصائية” (BIRN) و”مشروع التحقيق في الجريمة المنظّمة والفساد” (OCCRP)، أن كرواتيا زودت السعودية بذخائر وقاذفات صواريخ وقنابل، وصلت كلها بحسب التقرير الجديد إلى أيدي تنظيمَي “داعش” و”النصرة” الإرهابيين في سوريا والعراق.
وبحسب التحقيق فإنه على الرغم من الجهود التي بذلتها كرواتيا لإخفاء تفاصيل صفقات السلاح مع الرياض عن الاعلام والرأي العام، إلا ان عددًا من الصحفيين قاموا بمراجعة قاعدة الأمم المتحدة للبيانات الإحصائية لتجارة السلع الأساسية، واكتشفوا أن كرواتيا صدّرت ما تقدّر قيمته بـ134 مليون دولار من الأسلحة والذخائر إلى السعودية، و47 مليوناً إلى الأردن، منذ كانون الأول عام 2012. وستكون الوجهة النهائية لشحنات الأسلحة هي الجماعات المسلحة الموالية للمملكة في سوريا وليبيا واليمن.
88 مليون دولار قيمة صادرات الأسلحة الكرواتية الى الرياض
كما تستذكر الصحيفة، مضمون تقارير صحفية سابقة عن وصول أسلحة كرواتية بطريقة غير شرعية الى سوريا، من ضمنها تحقيق نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عام 2013، يقول إن “السعودية قامت بتمويل صفقة كبيرة لشراء أسلحة من كرواتيا، ونقلتها عبر الأراضي الأردنية إلى المقاتلين في سوريا”.
وتلفت الصحيفة في المقابل، إلى نفي كرواتيا ضلوعها في شحن أي سلاحٍ إلى سوريا، إلا أن السفير الأميركي في سوريا بين عامي 2011 و2014، روبرت فورد، أكّد أن “زغرب وقّعت على اتفاق لنقل الأسلحة بتمويل سعودي، وهذا ما كشفته صحيفة كرواتية في تقرير نشرته في الشهر نفسه”.
وزغرب ليست الوحيدة التي رأت في الشرق الأوسط السوق المناسب للتخلص من بقايا حروب البلقان. فقد كشف تقرير لـBIRN وOCCRP أن ثماني دول من البلقان وشرق أوروبا صدرت أسلحة وذخائر بحوالى 1.2 مليار يورو إلى السعودية والأردن والإمارات وتركيا، التي قامت بدورها بإعادة تصدير الأسلحة إلى مناطق النزاع.
في سياق متصل، كشفت المنظمتان، العام الماضي، أن واشنطن اشترت وأرسلت كميات كبيرة من العتاد العسكري من وسط وشرق أوروبا إلى المعارضة السورية، وفق وثائق المشتريات الأميركية وبيانات تتبّع مسارات السفن، وأنه منذ كانون الأول عام 2015 غادرت ثلاث سفن شحن مستأجرة من قبل مركز قيادة العمليات الأميركية الخاصة موانئ البحر الأسود في منطقة البلقان متجهة إلى الشرق الأوسط.
ووفق تقارير “منظمة العفو الدولية”، فإن الأسلحة الكرواتية واليوغوسلافية لم تصل إلى ما يُعرف بـ”الجماعات المعتدلة” فحسب، بل وصلت أيضاً إلى تنظيمي “داعش” و”النصرة” الإرهابيين.
وتختم الصحيفة بالقول أنه “على ما يبدو، فإن شحنات الأسلحة لا تزال تصل إلى سوريا، إذ أظهر مقطع مصوّر في كانون الأول من عام 2016 استيلاء الجيش السوري على شحنات من الأسلحة الكرواتية غير المستخدمة التي كانت في حوزة الجماعات المسلحة”.
#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز