ماذا يعني إعلان السعودية إعتراض الصواريخ اليمنية .. وكم خسائر السعودية الحقيقية في كل عملية إعتراض إفتراضية ؟ وماذا بعد إعلان القوة الصاروخية تحييد الباتريوت بأحدث نسخها ؟!
في عام 1975 تم بنجاح اختبار صاروخ SAM-D بعد اشتباكه بهدف وهمي، وفي عام 1976 اعيد تسمية النظام نظام الدفاع الجوي الباتريوت، في البداية استعمل الباتريوت كنظام مضاد للطائرات فقط، لكن عام 1988م تم تحديثه ليكون قادرا على صد الصواريخ الباليستية التكتيكية واطلق عليه باك-1 واخر تحديث للنظام هو باك-3 والذي أعلنت القوة الصاروخية اليمنية في فبراير 2017م عن تمكنها من تحييده، برغم خضوعه لتطوير كلي في نسخته الأخيرة باك-3 ليكون مخصص لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية التكتيكية.
باك–3 اليوم مستخدم بالفعل في مجموعة من الدول منها الولايات المتحدة ,هولندا , ألمانيا , اليابان , تايوان , الإمارات، وأخيراً إنضمت السعودية بصفقة بلغت 5.4 مليار دولار لشراء 600 صاروخ من هذه النسخة المحدثة “باك-3”.
دائماً ما يتم إعلان إعتراض صواريخ يمنية في العمق السعودي من الدفاعات الجوية السعودية، أردنا اليوم الإضاءة على هذه النقطة، حيث تعتبرها السعودية إنتصار للحفاظ على معنويات الشعب الذي طالته مفاعيل إقتصادية حرمته من إمتيازات سابقة، ومعنويات أفرادها وأزلامها.
يجدر الإشارة هنا إلى أن القوة الصاروخية للجيش اليمني واللجان الشعبية اليمنية لا تعلن عن جميع عملياتها الصاروخية لإعتبارات عسكرية وغيرها، وإن تم الإعلان عن عملية صاروخية فلا يتم الإعلان عنها إلا بعد التأكد ميدانياً من إصابة الصاروخ لهدفه المرسوم 100% .
وعند إطلاق الصاروخ اليمني على أي موقع عسكري للعدو فإن هناك أربعة إحتمالات سنقوم بتوضيح ظروف كل إحتمال وتحديد الرابح فيها :
الإحتمال الأول أن يصيب الصاروخ اليمني هدفه بدون أي محاولة لإعتراضه، وهنا تكون الخسائر محققة وتحكمها ظروف الموقع المستهدف .
الإحتمال الثاني أن تكون هناك محاولة لإعتراضه تنجح بالفعل وهنا أيضاً الرابح هي القوة الصاروخية اليمنية والخاسر هي السعودية، وبحسبة بسيطة، نرى أن قيمة الصواريخ اليمنية المستخدمة لا تتعدى 22 مليون دولار أمريكي ومع التصنيع والتطوير المحلي أصبحت بربع ونصف القيمة وربما أقل، فيما تبلغ قيمة صاروخ الباتريوت الواحد 3.9 مليون دولار أمريكي، مع العلم أن منظومة الباتريوت لا تطلق صاروخاً إعتراضياً واحداً بل إثنان وقد تصل لأربعة صواريخ لإعتراض صاروخ واحد فقط .
الإحتمال الثالث أن تكون هناك محاولة لاعتراضه تفشل وتنفجر صواريخ الباتريوت بالجو، وهنا الخسائر السعودية تزيد عن الحالتين السابقة، وتخسر السعودية تكاليف الباتريوت، مضافة لتكاليف الخسائر في الموقع المستهدف، وتحتكم الخسارة لظروف الموقع المستهدف .
الإحتمال الرابع أن تكون هناك محاولة لإعتراضه، تفشل وتلاحق صواريخ الباتريوت الصاروخ اليمني إلى الموقع المستهدف وتنفجر مع الصاروخ اليمني في الموقع المستهدف وتتسبب بخسائر هائلة في الموقع المستهدف مضافة إليها خسائر صواريخ الباتريوت، وهنا تكون الخسائر السعودية في أكملها “فل أوبشن” العلامة الكاملة .
وفي كل الحالات، هناك هزيمة سعودية واضحة، لذلك عندما تدعي السعودية إعتراضها لصاروخ هي ضمناً تعترف بالهزيمة الأقل تكلفة عليها، وربما تكون تكلفة الهزيمة هنا تفوق على الهزيمة الأولى، في حالة عدم إعتراض الصاروخ اليمني بصاروخ باتريوت ونزوله في هدف يتسبب بخسائر أقل من 3.9 مليون دولار أمريكي “تكلفة صاروخ الباتريوت”، لذلك يعتبر عسكريون إعلان الإعتراض هزيمة مضمونة .
هذا بحساب الربح والخسارة بالمنطق العسكري، لكن المنطق العسكري يتحدث عن خسائر أكبر وهزيمة محرجة ليس للسعودية فقط بل لأمريكا، وتتمثل الهزيمة المضافة، بقدرة اليمن على إطلاق الصواريخ في ظروف عسكرية معقدة، وفشل أقمار التجسس على الفضاء اليمني ومرفقات خسائر وتكلفة ذلك، وتمكن اليمنيين من إنتاج صواريخ يمنية ربما تكون بأسعار زهيدة جداً، وليس آخراً فشل أهداف الحملة العسكرية على اليمن بالقضاء على الأسلحة الإستراتيجية، وأخيراً وهي الخسارة الأكبر الإساءة لمنظومة الباتريوت الأمريكية، والتي فشلت فشلاً ذريعاً في المعركة، وبعد إعلان القوة الصاروخية اليمنية عن تجاوزها بل والإستفاده منها، فإن معسكر الناتو والدول التي تمتلك هذه المنظومة أضحت معلقة من أرجلها تحت رحمة ضرب العقول اليمانية، والتي دخلت نادي العقول المصنعة والمبتكرة لأحدث أسلحة الردع الإستراتيجية، ومن أوسع أبواب العزة والكرامة.
وهكذا يأتي اليوم إعلان القوة الصاروخية كرصاصة رحمة على منظومة الباتريوت التي كلفت السعودية مليارات الدولارات، وفي قفزة نوعية في حرب الأدمغة، إنتصرت الإرادة اليمنية على عقول العالم، وإعلان القوة الصاروخية تمكنها من تعديل ميزان الردع لصالحها بعد أن كان لصالح العدو، يحمل في طياته مرحلة جديدة مرعبة للسعودية وحلفائها، وإذا كان الصاروخين الباليستيين الأخيرين الذين إستهدفا مطار أبها الإقليمي بعسير، ومحطة الكهرباء في الشقيق بجيزان لم يتم الإعلان عنهما، فإن جميع الصواريخ اليمنية ستخضع لهذا التطوير النوعي، وحدها السعودية تعرف ما معنى ذلك، كونها ذاقت طعم الألم.
وهنا لابد من التذكير هنا أن مندوب السعودية لدى مجلس الأمن”عبدالله المعلمي” والذي قد إعترف بفشل المنظومات الدفاعية السعودية ونجاح الصواريخ اليمنية، حيث جاء في نص رسالته إلى مجلس الأمن في سبتمبر 2016م، أن “المملكة ضحية للاستهداف العشوائي وغير المسئول بما في ذلك إطلاق الصواريخ والهجمات بالصواريخ البالستية من الجانب اليمني”، وللمداراة على الخيبة والهزيمة قال المعلمي في رسالته أن إيران تزود الحوثيين بالأسلحة والذخائر، معترفاً بمقتل 500 جندي بفعل هذه الضربات، عازياً إياها أنها ضد المدنيين بقصف عشوائي، فلو كان إعتراض الصواريخ اليمنية جدوائياً فهل سيعترف بكل ذلك في معرض شكواه من “العدوان اليمني” على السعودية .
كل ما سبق بحساب أسوأ الحالات وبدون القدرة على التحييد يثبت نجاح القوة الصاروخية اليمنية وهزية السعودية، وفي جميع الإحتمالات، أما معطيات الواقع والتي تكابر السعودية على الإعتراف بها، فهي أن القوة الصاروخية اليمنية تطورت تطوراً نوعياً وبمزايا متطورة وحديثة قادرة على إصابة الأهداف في مديات بعيدة، والأهم أنها قادرة على تجاوز أحدث منظومات الدفاع الجوي التي تفاخر بها السعودية وبكل سهولة، وما على القوة الصاروخية سوى إنتقاء ما شاءت من أهداف، وبضربات قاضية .
جميل أنعم العبسي
#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز