الإرهاب صناعة أوروبية ـ أمريكية بتمويل سعودي ـ قطري
أكد الكاتب ألسون غونار في مقال نشره موقع «نيو إيسترن آوت لوك» أنه منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن ما يسمى «الحرب العالمية على الإرهاب» في عام 2011 وجد الرؤساء والساسة في الولايات المتحدة وكذلك حلفاؤها مجالاً كبيراً للمناورة في خطاباتهم وتسويغ شن مزيد من الحروب في الخارج وتقليص مزيد من الحريات في الداخل
مستغلين الطبيعة الغامضة لتلك «الحرب المعلنة» ما أدى إلى تركز الثروة والسلطة في أيدي القلة الحاكمة، وقد كان الاحتلال الأمريكي لأفغانستان جزءاً من «الحرب على الإرهاب»، على حد زعم واشنطن أو كما يسميها البعض «الحرب الطويلة»، وهو أطول نزاع مسلح في تاريخ الولايات المتحدة إلى جانب الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003.
وقال الكاتب: إن صناعة الإرهاب تحتاج إلى مكونات أساسية كأي جيش بما يشمل الأسلحة والمركبات والأموال والمتطرفين وغيرها من اللوازم الأخرى التي تغذي عجلة الإرهاب العالمي، وفي الواقع يتم تلقين هؤلاء الإرهابيين في مدارس وشبكات ممولة سعودياً تحت غطاء الدين وتنتشر عبر العالم وفي الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء أوروبا، حيث تكون بعض «المدارس الدينية» في كثير من الأحيان بمنزلة مراكز تلقين ومحطات تجنيد للإرهابيين بالتواطؤ مع أجهزة الأمن والاستخبارات الأمريكية والأوروبية.
ولفت غونار على سبيل المثال إلى أحد تلك المراكز الموجودة في مدينة آرهوس في الدانمارك والذي يعدّ مركزاً لتجنيد الإرهابيين للقتال في الحروب التي تدعمها أمريكا وأوروبا ضد ليبيا وسورية واليمن والعراق، مضيفاً: هذا جزء من المراكز المدعومة بالأموال الأوروبية والأمريكية والسعودية والنفوذ السياسي والمنتشرة في كل أنحاء العالم والتي تقوم بتغذية الإرهابيين وتجنيدهم في «جيش عالمي» من المرتزقة بهدف تنفيذ حروب بالوكالة وتنفيذ هجمات إرهابية حيثما وأينما يوجد مناخ مناسب.
وأشار الكاتب إلى أن موقع «ويكيليكس» وحتى وكالة استخبارات «الدفاع» الأمريكية أصدرا وثائق تكشف دور كل من الدول الغربية ودول الخليج بما فيها السعودية وقطر في تسليح الإرهابيين وتمويلهم، فضلاً عن الإرهابيين الذين يتم تمويلهم وتدريبهم وتسليحهم تحت رعاية غربية- خليجية ويعودون إلى أوطانهم لتنفيذ هجمات إرهابية محلية هناك مثل هجمات بروكسل وباريس وبرلين والتي نفذت بالمجمل على يد إرهابيين معروفين لدى أجهزة الأمن والاستخبارات الأمريكية والأوروبية وحتى إنه ألقي القبض عليهم وأطلق سراحهم لسبب غير مفهوم ما سمح لهم بتنفيذ هجماتهم.
وأكد الكاتب أن الإرهاب هو في الواقع نتاج متعمد للسياسة الخارجية الأمريكية والأوروبية، وقال: لو كان الغرب جاداً في محاربة الإرهاب كما يدعي لتوجب عليه التعاون العميق مع الدول التي تحارب التنظيمات الإرهابية على خط الجبهة من أمثال تنظيمي «القاعدة» و«داعش» الإرهابيين، إضافة إلى استهداف الدول الراعية لجميع جوانب الإرهاب من التلقين والتوظيف والتدريب إلى التسليح والتمويل بدلاً من احتضانها وحمايتها، الأمر الذي من شأنه أن يشكل خطوة أساسية أخرى في معركة فعلية على الإرهاب.
وبحسب غونار فقد تم استخدام الإرهاب وسيلة لشن الحروب في الخارج بالوكالة عن الغرب، ولإثارة الانقسامات والكراهية والخوف والهستيريا في الداخل، وفي حين تستخدم الولايات المتحدة وأوروبا الإرهاب بوصفه «مهمة» للسياسة الخارجية، فإنها بحاجة إلى وسطاء في الخليج العربي، فلولا وجود السعوديين والقطريين العاملين كمدربين لجحافل الغرب الإرهابية لما تمكنت هذه الجحافل من النهوض.