مكر نتنياهو وتخاذل أوباما
منذر سليمان
سوريا
مستقبل سوريا وإدارة الأزمة فيها حضرت على جدول أعمال اللقاء وتناولاها بحذر شديد مقارنة بالتصريحات السابقة لضرورة تنحي الرئيس بشار الأسد، وأتت ثمرة التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا. إمتصّ نتنياهو صدمة المقاتلات الروسية المتطورة بإيحائه عقد تفاهم ميداني مع القيادة العسكرية الروسية، وإرساء قواعد تضمن عدم اشتباك بينهما. وعبّر عن ذلك وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون قبل زيارة البيت الأبيض موضحاً أن “لا نتدخل بطلعاتهم الجوية وهم لا يتدخلوا في طلعاتنا”.
الانتخابات الرئاسية المقبلة
الإنتخابات الرئاسية الأميركية كانت حاضرة أيضاً في ذهن أوباما وضيفه، من دون الإعلان عنها، لوعي الأول لأهمية الفوز بأصوات اليهود لصالح مرشحي الحزب الديموقراطي وإمكانية استعادته أغلبية التمثيل في هيكلية مجلس الشيوخ المقبل. بالمقابل، لا يخشى نتنياهو من دعم بيّن مفتوح من قبل كافة مرشحي الحزب الجمهوري باستثناء المرشح راند بول.ويشار إلى تدفق المرشحين للرئاسة الأميركية زيارة فلسطين المحتلة في وقت مبكر من جولة الانتخابات، وإطلاق تصريحات مؤيدة لإسرائيل لاستثمارها في الحملة، والتي لم يشذّ عنها المرشح باراك أوباما عام 2007.تسابق المرشحين الادلاء بتصريحات مؤيدة لإسرائيل كان جلياً في مناظرة مرشحي الحزب الجمهوري، وكل يجهد لتأييد نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، أبرزهم المرشح تيد كروز. وقال أمام جمهور من الطلبة الجامعيين إنه “بدلاً من رئيس يقاطع رئيس الوزراء نتنياهو، دعونا نرى رئيس يقف دون اعتذار مع دولة إسرائيل”.كروز يجد آذاناً صاغية لدى اليهود المتدينين، والذين يمثلون كتلة انتخابية قد تنقل ولاءها من الحزب الديموقراطي في حال ترك الانطباع بتردد دعمه ومرشحيه لإسرائيل.المرشحين الآخرين عن الحزب الجمهوري أطلقوا تصريحات مؤيدة مشابهة في عدد من المناسبات. المرشحة كارلي فيورينا أعربت عن ثبات التزامها “الاتصال بصديقي الوفي نتنياهو في اليوم الأول لتسلم مهام الرئاسة”. بن كارسون حطّ في فلسطين المحتلة مرات عدة زائراً، موضحاً رأيه في نتنياهو “أعتقد أنه يمثل زعيماً عظيماً في زمن صعب”. ماركو روبيو اصطف إلى جانب كافة القرارات لدعم إسرائيل في مجلس الشيوخ، وأوضح في أحد لقاءاته “انظروا كيف باستطاعة الشرق الأوسط أن يكون في حال أفضل لو اتعظت دول عدة بتجربة إسرائيل بعيداً من نظامي العراق وسوريا”.أما المرشح جيب بوش، فأطلق وعداً بالتزام دعمه لإسرائيل، تعبيراً عن مأزق ثقة بينه ونتنياهو خاصة في ظل تصريحات مستشاره لشؤون السياسة الخارجية، الوزير السابق جيم بيكر، الذي وجه انتقاداً حاداً لنتنياهو وتحميله مسؤولية تعثر مفاوضات السلام، في خطاب ألقاه امام المؤتمر السنوي للوبي اليهودي المعتدل، جيه ستريت.المرشح في المرتبة الاولى، دونالد ترمب، تتقاطع مصالحه الشخصية اقتصادياً ومالياً مع كبار الممولين والاثرياء اليهود، ولديه سجل حافل بتأييد الجالية اليهودية، لا سيما في ترؤسه الحفل السنوي “لتحية اسرائيل” في نيويورك. المنبر الصهيوني الاخباري، الغماينر، كرمه بجائزة في حفله السنوي، وخاطب جمهوره قائلاً إنه “لدي إبنة يهودية .. نحن نعشق إسرائيل وسنحارب من أجلها 100%، بل 1000%. سيكون دعم للآبد”. كما سجّل ترمب شريط فيديو قبيل الانتخابات الإسرائيلية عام 2013 يؤيد فيه ترشيح بنيامين نتنياهو وحاثاً جمهور الناخبين على “التصويت لبنيامين – إنه شخص رائع، زعيم رائع، وعظيم لإسرائيل”.وعليه، من باب المفاضلة، ربما يتطلع نتنياهو لزيارة البيت الأبيض مستقبلاً للقاء رئيس عن الحزب الجمهوري بشخص دونالد ترمب.