الصحف الأجنبية: على ادارة الرئيس الأمريكي عدم تأييد سياسة التصعيد تجاه إيران من اجل اسرائيل
شدد باحثون أميركيون معروفون على ضرورة ألّا تتبنى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السياسة التصعيدية تجاه إيران التي تطالب بها “اسرائيل”، معتبرين أن المغامرات المعادية لإيران لا تصب في المصلحة الأميركية، وأن سياسة واشنطن تجاه طهران يجب أن تستند الى مصالح واشنطن بشكل أساسي وليس الى أجندات حلفائها.
من جهة ثانية، كشفت قنوات أميركية معروفة أن واشنطن تدرس إمكانية إرسال قوات “تقليدية” بريّة الى سوريا من أجل الإسراع في محاربة “داعش”، تزامنًا مع لقاء مرتقب سيُعقدبين رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأميركي ونظيره الروسي.
لضرورة عدم التبني الاعمى للاجندة الاسرائيلية في السياسة الاميركية تجاه ايران
كتب الباحثان Aaron David Miller (و هو دبلوماسي اميركي سابق معروف) وRichard Sokolsky مقالة نشرت على موقع National Interest، قالا فيها إن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو سيغادر واشنطن حاملًا معه تأكيدًا من الرئيس الاميركي دونالد ترامب على مواجهة “سياسات إيران الإقليمية”.
وحذّر الكاتبان من أن البيت الابيض و”قبل ان يترجم كلامه الى فعل” (لجهة التصعيد ضد ايران)،عليه ان يدرس جديًا مدى حكمة هذا التصعيد “بناء على المصالح الاميركية اولاً،و ليس فقط المصالح الاسرائيلية”.
وشدد الكاتبان على ضرورة دراسة مكاسب سياسة المواجهة مع طهران في مقابل المخاطر و الاثمان المحتملة جراء هذه السياسة،و رجحا عدم نجاح السياسة التصعيدية، موضحيْن أن سبب تقييمهما هذا هو ان لدى واشنطن خيارات محدودة جدًا بسبب ما وصفاه “بافضلية تفوق إيران على الصعيد الجيغرافي و الديمغرافي و السياسي،وكذلك دعم الحلفاء المحليين الملتزمين و القادرين”.
وشرح الكاتبان أن الولايات المتحدة بحاجة الى تعاون ايران في العراق و بحاجة الى الفصائل المقربة من ايران (الحشد الشعبي) من اجل هزيمة داعش، وأضافا: “أولوية القوات الاميركية و العراقية هي تحرير الموصل من داعش و منع التنظيم الارهابي من الظهور في اماكن اخرى في العراق،بحسب قولهما.وعليه شددا على أن “آخر ما تحتاجه الولايات المتحدة بهذه المرحلة هي حرب في الوكالة مع ايران التي لا يمكن ان تنتصر فيها”.
وبشأن سوريا، قال الكاتبان “طالما استمرّت إدارة ترامب بإعطاء الاولوية لهزيمة داعش في سوريا واعتقدت انه يمكنها تأمين تعاون روسيا بهذه المعركة، وأرادت كذلك الحفاظ على الاتفاق النووي مع ايران، فإنها ستمتنع عن مواجهة ايران في سوريا”.
الكاتبان حذّرا من أن التصعيد ضد ايران دون دراسة “عواقب مثل هذه السياسية وما اذا كان ممكنًا تحقيق أهدافها دون المساس بمصالح و اولويات الولايات المتحدة الهامة سيكون عمل متهور و خطير جداً”.
ورأى الكاتبان أن “السياسة الحكيمة والواقعية” هي ليست التأييد الأعمى للمصالح الاسرائيلية، بل تجنب “المغامرات المعادية لإيران” والتركيز على احتواء إيران فقط عندما تهدد طموحاتها مصالح اميركا الحيوية مثل هزيمة داعش واستمرار تدفق النفط ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، كما قالا إن على واشنطن التعاون مع إيران عندما يصبّ ذلك في المصلحة الاميركية، مثل مواجهة الجماعات التكفيرية واستقرار الوضع في العراق واستمرار الاتفاق النووي.
ونبّها الكاتبان أيضًا الى أهمية ان تفكر ادارة ترامب بمدى جدوى التصعيد ضد إيران، ولفتا الى أن المضي بهذا التصعيد دون ان تكون ايران تهدد المصالح الحيوية الاميركية سيزيد من سوء الأوضاع.
إرسال قوات أميركية تقليدية الى سوريا
كشفت شبكة “CNN” الاميركية ان وزارة الحرب الاميركية (البنتاغون) قد تقترح ارسال قوات اميركية “تقليدية” برية الى شمال سوريا من اجل الاسراع في المعركة ضد “داعش”، ونقلت عن مسؤول في البنتاغون قوله إن قوات “تقليدية” اميركية قد تنتشر في الميدان السوري “لفترة من الزمن”، لكنها أوضحت أن القرار النهائي يعود الى الرئيس دونالد ترامب الذي طلب من وزير الحرب الاميركي تقديم خطة لمحاربة داعش قبل نهاية الشهر الجاري.
وأوضحت أن من بين أهداف وجودها هو تطمين تركيا بان القوات الكردية في سوريا لا تهدد مصالح انقرة.
لقاء عسكري مرتقب بين واشنطن وموسكو
مجلة Politico الاميركية تطرقت الى إعلان البنتاغون بأن رئيس هيئة الاركان المشتركة بالجيش الاميركي الجنرال Jospeh Dunford سيلتقي نظيره الروسي الجنرال Valeriy Gerasimov في آذربيجان اليوم.
و اوضحت المجلة في تقرير لها أن المحادثات بين الجانبين من المتوقع ان تركز على العمليات العسكرية في سوريا، إضافة الى الوضع في شرق اوكرانيا.
كذلك تطرقت صحيفة “نيويورك تايمز” الى اللقاء المرتقب، فأشارت الى أن هذا الاجتماع سيكون الاول من نوعه بين الجانبين الاميركي و الروسي منذ عام 2014.
السياسة الاميركية تجاه حلف الناتو
محرر الشؤون الدبلوماسية والدفاعية في صحيفة الاندبندنت البريطانية Kim Sengupata كتب مقالة سلط فيها الضوء على الكلام الذي قاله وزير الحرب الاميركي James Mattis “خلف الابواب المغلقة خلال قمة حلف الناتو في بروكسل، والذي حذر فيه من أن الولايات المتحدة ستقوم “بتخفيف التزامها” للناتو في حال عدم قيام الدول الاعضاء الاخرى بزيادة مساهمتها المالية للحلف.
ولفت الكاتب الى أن المقصود كان توجيه رسالة واضحة، إذ أن المسؤولين الاميركيين وفي “خطوة غير مألوفة” قاموا بتوزيع تصريحات Mattis هذه الى وسائل الاعلام العالمية.
واعتبر الكاتب أن هذا الكلام يدل على أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب ألقى بظلاله على قمة الناتو، إذ أن ترامب شكّك أكثر من مرة بجدوى بقاء هذا الحلف، وخلص الى أن الغموض والخوف يخيّمان على الأفق المستقبلي بعد انعقاد قمة الناتو.
الدبلوماسي الاميركي السابق المعروف زلماي خليلزاد كتب مقالة نشرت على موقع National Interest، شدد فيها على ان نائب الرئيس الاميركي Mike Pence وخلال مشاركته بمؤتمر ميونيخ الامني الذي يبدأ اعماله يوم غد الجمعة، يجب أن يشرح أهمية إجراء عملية إصلاح لحلف الناتو.
ورأى الكاتب انه يجب تقوية الناتو وإصلاحه، وأن الحلف ليس مستعدًا بالشكل المناسب لمعالجة التهديدات العالمية الراهنة. وعليه طرح أجندة “ثلاثية” قال إنها يجب أن تشكل الرسالة التي سيوجهها نائب الرئيس الاميركي في ميونيخ.
وأوضح أن على الولايات المتحدة و حلفائها الأطلسيين أولًا تعزيز الردع والانخراط مع روسيا في آن معًا، منبّهًا الى ان موسكو تمكّنت من “استنساخ” الانظمة العسكرية الدقيقة نفسها التي منحت للولايات المتحدة “تفوق عسكري حاسم”. كما شدد على ضرورة قيام دول الناتو بشرق أوروبا ومنطقة البلطيق بتطوير خطة طوارىء وبرامج دفاعية من أجل ردع أيّ عدوان محتمل.
كذلك أكد ضرورة أن يكون الحلفاء الاطلسيين على استعداد لاختبار قناعة الرئيس الاميركي دونالد ترامب بان تعزيز الانخراط مع روسيا قد يأتي بنتائج ايجابية، مضيفًا أن النجاح بهذه السياسة يجب أن يؤدي الى تفعيل “مجلس الناتو وروسيا” وتوسيع التعاون بين الجانبين.