(ذكرى النفير )..
إن لم تكُن ذكرى الشهيدِ نفيرا
فلقد أسأنا الذِّكرَ ، والتذكيرا
فليغدُ أسبوع الشهيد تحرُّكاً
نحو الجهادِ ، وجسِّدُوه حضورا
الحفل في الجبهات يا شعب الإبا
يكفي احتفالاتٍ ، كفى تصويرا
زُوروا متارسهُم لتحييوا ذكرهم
ليس الوفاء بأن نزورَ قُبورا
لا تفتحوا في كل حيٍّ معرضاً !
من كل حيٍّ حَرِّضوا جمهورا
وإذا فتحتم معرضاً من أجلهم
فضعوا بنادقهُم بهِ تقديرا
خُذْ بُندقاً يا كلّ حُرٍّ وانطلِق
واكمِل بهِ درب الشهيدِ مسيرا
زُوروا (المخا) ذِكراً لأبطال (المخا)
مُدُّوا معَ أحرار (نِهم) جُسورا
الإحتفاءُ هوَ اقتِفاءُ جهادهُم
حتى نُشاهد دينهم منصورا
لا أن نُعلِّقهُم على جدراننا
صِّوَراً ، ونقعدُ حسرةً ، وفُتورا
ما ذا يُفيد بأن نُقيمَ لذكرهم
حفلاً ، ونترُكُ دربهُم مهجورا
لِنكُن بشارتهُم إذا انتظروا لمن
لم يسبقوهم نظرةً وسُرورا
ما لم نُعبِّر بالنفيرِ عن الوفاءِ
فنحنُ شعبٌ أخطأَ التعبيرا !
ما لم تكُن (ذوباب) قاعة حفلنا
وتصير ( ميدي ) معرضاً مشهورا
وندُكُّ جيش المعتدين تيمُّناً
بالمؤمنين الصادقين شعورا
ونرى أهاليهم وقد وجدوا بنا
شهداءهم مُتجسِّدينَ حُضورا
من في (عسير) استشهدوا من أجلنا
فرضوا علينا أن نزور ( عسيرا )
ولقد غدى درب الشهادة عزَّنا
وغدى الشهيد لشعبنا دستورا
شهداؤنا العظماء ، أربابُ العطا
نُعطي زهوراً ، يبذلون نُحورا
ونقيمُ حفلاً ، هُم أقاموا ديننا
وهُمُ استعادوا مجدنا المطمُورا
ساروا بنهج نبيِّهم ، وعليّهم
وولِيِّهم ، نوراً يُعانِقُ نورا
بذلوا النفوسَ ، وقدّموا أرواحهُم
لم يخلقوا لقعودهم تبريرا
التائبون ، العابدون ، الحامدو
ن ، الصابرون ، الذاكرون كثيرا
حملوا هدى القرآن وانطلقوا وقد
رشفوا مع (بن البدر) منهُ سُطورا
(( وَلَئِن قُتلتُم في سبيل الله أو
مُتُّم لَمَغفِرةٌ )) تلوحُ أخيرا
ما قالَ قائلُهُم أأُقتلُ في الوغى
ويعيشُ غيري سالِماً وقريرا !
بل قال يا رب البرية خُذ دمي
واشفي بهِ للمؤمنين صدورا
يا رب واقبلني لوجهكَ خالصاً
ولتشربيني يا بلاد طهُورا
شربوا رضا الرحمن في الفردوس من
كأسٍ وكان مزاجها كافورا
وثقوا بنصر الله ، واعتصموا به
(( وكفى بربك هادياً ونصيرا ))
للشاعر / معاذ الجنيد