هادي والتحالف إستعباد وقح لأبناء الجنوب ورفض تسليم الحقوق ونهب أوقح للمليارات.. فهل يستفيق أبناء الجنوب على وقع صفعات جحيم الجنة الموعود
كعادة أي إحتلال في العالم، يتم إستعباد المناطق المحتلة في أبشع الصور، وتوظيف كل الوسائل للنيل من حقوقهم ونهبها بقوة السلاح، بعد خضوع واستسلام تلك المناطق .
وهذا بالضبط النموذج الواضح الذي طغى في الجنوب اليمني، نتيجة سوء تقديرات القوى الجنوبية هناك، وبعد إحتلال القوات الغازية الإماراتية والسعودية لها، بذريعة تحريرها والجنة الموعودة تحولت إلى جحيم حقيقي .
وفي الساعات الأخيرة برزت تطورات مثيرة على المسرح الجنوبي أثبتت أن قوات الإحتلال على إستعداد تام لتجييش الجيوش وتسيير القوات والآليات والبارجات والطائرات لقمع أي تمرد، حتى لو كان يطالب براتبه، وهو ماحدث في مطار عدن الدولي .
حيث أوضحت الأنباء الواردة من هناك، أن قائد قوات المطار المدعو صالح العميري طالب برواتب قواته التي يقول أنها نهبت من قبل بعض القيادات، إلا أن رئاسة هادي لم تتجاوب معه وأصدرت توجيهات تقضي بإقالة صالح العميري ” أبو قحطان ” واستبداله بقائد الحماية الرئاسية ” حيدان ” في حين مازال أبو قحطان في المطار وعلى ما يبدو أنه يرفض المغادرة .
وقال أبو قحطان لصحيفة محلية أنه لازال في المطار وأن قوته ضمن الحماية الرئاسية إلا أنهم لم يستلموا الرواتب والمخصصات .. وأضاف :” أنا لا أرفض توجيهات الرئيس هادي وقد التقيته في قصر ” المعاشيق ” قبل أسبوعين وأشاد بالعمل الذي نقوم به في المطار إلا أن هناك من يقومون بنقل معلومات مغلوطة وخاطئة عنا إلى فخامة الرئيس هادي “. وأوضح أبو قحطان :” أن عبدالله الصبيحي ، وحيدان قاما باستلام رواتب قوة مطار عدن ويحاولون السيطرة على المطار ” .
من جهته نفى قائد اللواء 39 مدرع “معسكر بدر” التابع للمنطقة العسكرية الرابعة العميد عبدالله الصبيحي ما أورده قائد حماية أمن مطار عدن الدولي صالح العميري “أبو قحطان” من اتهامات قال بأنها بعيدة كل البعد عن الحقيقة . وقال العميد الصبيحي بأن ما أورده “أبو قحطان” في تصريحه لا أساس له من الصحة.. مشيرا بأنه قام بالنزول إلى مطار عدن الدولي على رأس لجنة وتم الكشف بأن ابو قحطان قام بإخفاء اربعة أطقم تم صرفها له في وقت سابق وقام بنقلها إلى منطقته، كما انه استلم كافة مستحقات ومستلزمات قواته المتواجدة في المطار .
وبحسب أخر المعطيات الواردة من هناك فقد دارت إشتباكات عنيفة فجر اليوم الأحد بين قوات الحزام الأمني التي أرادت الفصل بين المشتبكين وبين قوات الحماية الرئاسية المحاصرة للمطار، وفي صباح اليوم عقد هادي إجتماعاً إستثنائياً للقيادات العسكرية والامنية للوقوف على جملة الاوضاع والمستجدات الأخيرة، وجه فيه بتشكيل وتفعيل غرفة عمليات مشتركة تابعة لوزارة الداخلية بعدن .
وقال وكيل محافظة عدن عبدالرحمن شيخ، ان الجهود المبذولة توصلت الى تسوية بناء على توجيهات هادي وتتضمن ان يتولى نائب القوة التي تتولى حماية مطار عدن وهو الخضر صالح كردة مهام قيادة القوة في الوقت الحالي خلفا للعميري.. ويتضمن الاتفاق سحبا لكافة المسلحين من كافة المواقع المحيطة للمطار واعادة نشر نقاط الحزام الامني التي كانت تنتشر في مواقع عدة سابقا . وهو ماترفضته الإمارات حتى اللحظة وقامت بالتدخل بالطيران الحربي الاماراتي وقصفت طقم تابع للرئاسة أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وبحسب المصادر الأخيرة مساء اليوم الأحد فإن القيادة السعودية تدخلت وعملت على تهدئة الوضع بين الطرفين على ان يلغي هادي قراره باقالة قائد حماية المطار وسحب قواته من محيطه .
وبصورة مخزية يستمر هادي أو الإمارات بإستغلال بعض قوى جنوبية وتجييرها لصالحها، برغم أن لها الحق الكامل في إتخاذ ما تراه بناءاً على مصلحة أبناء الجنوب.. حيث أصدر ائتلاف القيادة العامة للمقاومة الجنوبية بياناً قال فيه أنه يقف مع قرارات هادي.
وطالب الإئتلاف محمد بن زايد آل نهيان بمحاسبة الضباط الإماراتيين الذين يخدمون جهات تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتقويض سلطة الشرعية، حد تعبيره، كما حذر من هذه الأعمال التي تنتج صدام مع من يعمل خارج مؤسسات الدولة، مؤكداً بأن أي تمرد سيتم التصدي له من قبل من أسماهم بأبطال المقاومة وأفراد المؤسسة العسكرية والأمنية في البلاد .
وعموماً فإن المشهد بالإجمال يعكس حقيقة الصراع الدائر بين الفصائل وتفرد بعضها بالآخر، وبعضها الذي يستقوي بالإمارات، والآخر الذي يستقوي بالسعودية، ما يؤكد أنها إلتقت إلتقاء مصالح فقط، وسوف ينفجر الوضع بشكل أكبر، لأن المصالح تنتهي بإنتهاء أسباب التلاقي.
وما يجدر ذكره هنا أن المكونات الجنوبية وأبناء الجنوب اليمني ككل هم المتضرر الأكبر من كل ذلك، حيث أثبتت الأحداث الأخيرة بأن المحتل على إستعداد لخسارة المليارات وغير مستعد لتلبية متطلبات العيش الضرورية والخدمات العامة للمواطن، ناهيك عن الرواتب والحقوق والمستحقات .
من جهة أخرى تحاول ذئاب الإستمرار على إبقاء الوضع في الجنوب اليمني بشكل خاص على ما هو عليه، وبحسب مصادر جنوبية كانت قد كشفت أن المدعو “عبد العزيز جباري” يتسلم مليون ريال من الحكومة تحت بند مصاريف وبدل سفر الى محافظة مأرب، كما يتقاضى مبلغا مماثلا من السلطة المحلية تحت ذات البند . واضافت المصادر ان ثمانية مليارات ريال من ايرادات الغاز تذهب الى فرع البنك المركزي في مأرب، ويتصرف بها عبدالعزيز جباري مع محافظ مأرب “العرادة” .
وليس ذلك أخيراً فقد عقد علي محسن الأحمر وهادي صفقات في الخفاء لبيع نفط شبوة وحضرموت وعدم توريد ذلك للبنك المركزي اليمني، وهي صورة واحد من صور الفساد المدمر الذي ينهب المليارات في حين مجاري عدن لا تجد بضعة آلاف لإصلاحها .
فهل يستفيق أبناء الجنوب اليمني على وقع صدمات الجنة الموعودة التي تحولت إلى جحيم ينهش منهم وأبنائهم ومن مناطقهم التي طالما حلموا أن ينعموا بالأمن والحقوق فيها وطالما نادوا بها في حراكاتهم السلمية التي أجبرت العديد على إحترامها، أم أن بضعة مستفردين بالثورات والمصالح سيطغون على الإرادة الجنوبية ويستمر الحال بالتدهور حتى الضياع .. سؤال نتركه لقادم الأيام .
المشهد اليمني الاول / المحرر السياسي