في اليمن شعب يعشق الشهادة
يستقبل أبناء الشعب اليمني المناسبة السنوية للشهيد هذا العام كما استقبلوها العام الماضي وهم يعيشون واقع الشهادة في سبيل الله منهجا ومسارا إيمانيا يجسده العطاء والبذل والمسارعة والتسابق الى ساحات وميادين الاستشهاد في سبيل الله.
وبالتالي فإن استقبال الشعب اليمني اليوم لمناسبة الذكرى السنوية للشهيد واحياؤه لها لهذا العام هو استقبال شعب يحمل في وعيه الإيماني المجسد بواقع الفعل والممارسة ثقافة ومنهجية قول الله تعالى (يأيها الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ).
إن الشعب اليمني يدرك اليوم بإيمانه وبواقعه الحي أن الجهاد في سبيل الله منهج للحياة الأقوم، ومسار الى الحياة الكريمة والعزيزة التي أرادها الله لعباده أن يعيشوها وأن يحيوها في الدنيا قبل الآخرة، كما يدرك شعبنا اليوم بأن الجهاد في سبيل الله مسار إيماني تفضل الله به برحمته على عباده؛ ليحضوا بالحياة الأرقى والأسمى والأدوم في الآخرة. وشعبنا اليوم يؤكد بعطائه وبشهدائه وبمسارعته نحو ميادين الجهاد في سبيل الله بأن الشهادة في سبيل الله بحد ذاتها حياة فضلا عن كون عشاقها هم من يصنعون لشعوبهم وأمتهم الحياة الكريمة ويعبدون بدمائهم طريق الحياة الكريمة العزيزة والقويمة لعباد الله المتحققة بهدى الله وبوعد الله تحت رعايته وبمقتضى رحمته وعدله وفضله الواسع في الدنيا والآخرة.
أن الشعب اليمني هو شعب الإيمان والحكمة يجسد اليوم بمسار مشروعه القرآني الفهم الحقيقي للإسلام ومنهجه الجهادي، وأصبح على درجة كبيره من اليقين الواعي بأن جهاده، وشهادة ابنائه في سبيل الله وحده، ذلك كونه يسلك مسار مسيرته الجهادية في ظل مشروع ومنهج وقيادة قرآنية، غايتها أن تكون كلمة الله هي العليا، وأن يرتفع الظلم ويتحقق العدل في ضمائر الناس وأخلاقهم وسلوكهم، كما في أوضاعهم وتشريعهم ونظامهم على السواء.
وبالتالي فإن الوقع الإيماني الجهادي للشعب اليمني يقدم لكل شعوب الأمة نموذجا شعب يعشق الشهادة في سبيل الله كما يقيم بواقعه ومنهجه ومشروعه وقيادته القرآنية على شعوب الأمة حجة، مفادها بأنه لا جهاد في سبيل الله إلا تحت ولاية الله ومنهاجيته القرآنية في الولاء والعداء، ولتكون كلمة الله هي العليا، العليا في النفس والضمير، والعليا في الخلق والسلوك، والعليا في الأوضاع والنظم، والعليا في العلاقات والارتباطات في كل أنحاء الحياة، أما ما عدا ذلك فليس لله ولكن للشيطان، وفيما عدا ذلك فليست هناك شهادة ولا استشهاد، وفي النتيجة لا تثبيت للأقدام، ولا نصر إلا من عند الله.
إن موقع ومسار شعبنا اليمني من الجهاد في سبيل الله اليوم هو موقع عين اليقين بكل الاعتبارات سواء من جهة ارتباطه التاريخي الأصيل بمنهج الله أو من جهة ما يحمله ويتحرك على أساسه وفي ظله من منهجية مشروع قرآني، أومن جهة ما يحمل من قضية عادلة ومظلومية، ثم إنه الشعب الوحيد الذي شهد له الرسول صلوات عليه وآله بالإيمان والحكمة، وهو شعب عرف في تاريخه كله بالقيم المثلى وأخلاق الإسلام وقيم الإسلام بمكارم الإخلاق بالإنسانية؛ فلم يقدم إلى محيطه إلا الخير، وهنا نسأل من الذي يسعى لتدمير بلدنا اليمن وساير بلدان أمتنا وضرب شعوبها وتقويض كياناتها؟ من المستفيد الفعلي لكل ما يحدث في منطقتنا، من سفك للدماء وإزهاق للأرواح، وتدمير لكل مقومات الحياة؟ أن من المعلوم قطعا أن لا مصلحة أبدا في كل ما يحدث في منطقتنا إلا لطرف واحد طرف واحد، هو الذي يسعى فعليا لاستهداف الأمة جمعاء، ويتمثل بالصهاينة، يتمثل باللوبي اليهودي الصهيوني في العالم، المتمثل في أمريكا وإسرائيل. وهذا ما يواجه اليوم الشعب اليمني حيث يخوض معركة الأمة وشعوبها في مواجهة عدوها التقليدي الأخطر على الإطلاق التحالف الصهيوني الأمريكي الغربي.
لقد كانت وما زالت نعمة الله وفضله ورحمته كبيرة وواسعة على اليمن وشعبه حينما حماه الله وحصنه بانطلاقة المشروع القرآني الثقافي التوعوي للشهيد القائد السيد/ حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، والذي ركز فيه على الاستهداء بالقران الكريم. فأبصر به وسمع، ونطق به وتحرك، مستنيرا بهداه وقدمه للشعب اليمني ولشعوب الأمة منهجا ومسارا ومنطلقا عمليا لتحصينها ولتحريكها بما يجعلها قادرة على مواجهة الخطر الكبير، والتحدي غير المسبوق والشامل عليها وعلى دينها وعلى وجودها، مبينا للأمة عامة وللشعب اليمني خاصة بأنه ليس هناك مخرج للأمة إلا الله وهداه القرآني، فهو من يحصن الأمة ويحركها في مواجهة تضليل بهذا المستوى؛ لذلك كان التحرك والتآمر الحرب على المشروع وقيادته وأنصاره ومجتمعه حربا كبيرة وشرسة وشاملة وعالمية، فكانت تلك الحروب والمؤامرات التي انتهت باستشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي، وحينها ظنت قوى الشيطان أنهم قد أماتوا المشروع القرآني وقضوا عليه، إلا أن رحمة الله كانت حاضرة من جديد، وبتوفيق الله كانت قد أعدت من يقود مسيرة المشروع القرآني، فواصل السيد/ عبد الملك وأنصاره المسار في ظل عدوان وحروب بشعة وغير إنسانية، حضرت فيها وخلالها معية الله وإرادته، وحضر خلالها العطاء والشهادة، التي واصل عشاقها تعبيد المسار بدمائهم في ظل قيادة هادية مستنيرة أزهق الله بها باطل المبطلين وضلال المضلين، إلى أن تحولت إلى هذا النموذج الحي المشهود للشعوب في مواجهة قوى الشر والإجرام الشيطاني العالمي، بقيادة أمريكا وإسرائيل وأنظمة الأعراب على رأسها نظام قرن الشيطان بنجد.
وها هو الشعب اليمني بقيادته ومشروعه الثوري القرآني وبأصالته يقدم للبشرية جمعاء نموذجا حيا شاهدا على عظمة ما يصنعه منهج الثقافة القرآنية وأعلامها وأنصارها من عزة وكرامة وقوة وإيمان، حيث العالم كله يقف مبهورا أمام صمود وعطاء ووعي الشعب اليمني في مواجهة أشر وأجرم وأقبح وأحط عدوان عالمي عرفته الشعوب.
إن شعبا يعشق الشهادة في سبيل الله لهو شعب حي كريم عزيز، ويصدق عليه بل وسيتحقق في واقعه قول الله جل شانه: (يأيها الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).
محمد فايع
#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز