السعودية تشهد صراعا بدأ يطفو على السطح بين سلمان وابنه وهيئة كبار العلماء الدينية .. والسبب دور السينما ومراكز الترفيه !!
نشرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على أحوال السعودية في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي اعتلى عرش المملكة منذ سنتين تقريبا.
وقالت الصحيفة في تقرير لمراسلها جورج مالبرونو، ترجمته “عربي21″، إنّ الملك سلمان ما زال وفيا لصورة الحاكم البراغماتي، فهو يتأقلم مع تغيرات الوضع الداخلي والخارجي، ما يؤثر بشكل إيجابي أو سلبي على مستقبل العائلة الحاكمة في دولة تترنح بين نظام ليبرالي تارة، ومحافظ تارة أخرى.
وذكرت الصحيفة أنّ أول تغيير أحدثه الملك سلمان كان خلال الربيع الماضي، بعد أن حدّ من صلاحيات الشرطة الدينية، التي تسمى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فهذه الشرطة لن تتدخل في شؤون المواطنين السعوديين، ولا حتى في شؤون الأجانب، فقد أصبح محظورا عليها القيام باعتقالات أو حتى طلب بطاقة الهويّة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الملك سلمان أحدث تغييرا جذريا داخل هيئة كبار العلماء خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حيث عزّز تركيبة المجلس بأشخاص قيل عنهم إنهم إصلاحيون.
وهيئة كبار العلماء تعدّ من أقوى المؤسسات في السعودية، وجلّ أعضائها من المحافظين.
وذكرت الصحيفة أن الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد ووزير الدفاع، وجه تحذيرا مباشرا للعلماء الذين عارضوا برامجه الإصلاحية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، والتي تمتد إلى سنة 2030.
ونقلت الصحيفة تحذيرات الأمير محمد بن سلمان، خلال دعوته لفتح دور للسينما ومراكز للترفيه، قائلا: “سينال كل من يدعم ويدعو إلى العنف عقابا قاسيا”. ثم أضاف: “لم يبق من هيئة العلماء سوى قلة قليلة من الدغمائيين”.
وفي المقابل، يبدو أن طموحات الأمير الشاب تحولت إلى سراب بعد فتوى أصدرها كبير العلماء ومفتي الديار السعودية، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، الذي أفتى بأن “دور السينما والحفلات الغنائية تساهم في نشر الفساد والانحطاط الأخلاقي، وليست سوى طريق نحو الإلحاد”.
ونقلت الصحيفة على لسان الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للترفيه، المهندس عمرو المدني، الذي صرح لصحيفة محلية بأن المغني السعودي، محمد عبده، سينظم في القريب العاجل حفلة غنائية في مدينة جدة، المطلة على البحر الأحمر. وستكون هذه الحفلة استثناء داخل دولة دينية تجبر الدبلوماسيين الأجانب على التخفي إذا أرادوا تنظيم حفلات ليلية.
ولم يمر الإعلان عن السهرة الغنائية مرور الكرام على دار الإفتاء، بعد أن انتقد المفتي، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، تنظيم هذا الحفل، قائلا: “لا أرى أي منفعة من تنظيم هذه الحفلات”.
وتحدثت الصحيفة عن خلافات حادة بين كل من الأمير محمد بن سلمان وأمراء آخرين من العائلة المالكة، فقد احتج أميران سعوديان مؤخرا على توجهات محمد بن سلمان التي وجدت صداها لدى الملك. ومن بين هذه القرارات، التدخل العسكري للمملكة السعودية في اليمن منذ نحو سنتين.
وقالت الصحيفة إن السعودية مستبشرة باللهجة التي تبناها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب تجاه إيران، في الوقت الذي نجح فيه دبلوماسيون سعوديون في إقناع سلطنة عمان بالعودة إلى تحالف الخليج الفارسي. وفي المقابل، ما زال شبح تنظيم الدولة يخيم على الأمن القومي الداخلي للسعودية، ويؤرق راحة العاهل سلمان بن عبد العزيز.