الطلاق السياسي .. واحتياجات المرحلة
سمعنا قبل أيام عن تلميحات للمرتزق علي محسن الأحمر هدد عبرها بالتخلي عن هادي ومشروعه الانفصالي ،،
فانخدع البعض بهذه التلميحات وضنوا ان علي محسن الاحمر من النوع الذي تؤثر فيه وحدة او انفصال ،، كفرٌ او اسلام ،،، وطنية او عمالة وارتزاق ،،،
وهنا أذكرهم بما قاله احد الشعراء على لسان الديك :- ( مخطئٌ من ضن يوماً أن للثعلب دين) ،،،،
ما يحدث هو عبارة عن (طلاق سياسي) كضرورة تحتاجها المرحلة ويخطط لها اصحاب القرار من آل سعود والصهاينة الذين يديرون المعارك ويخططون لها،،
فلا تحسنوا الضن بضمائرهم الميتة ،،
فالطلاق السياسي يشبه الى حدٍ ما ما نسمعه من امثال شعبية وحكايات عن ( طلاق الاخدام عند الصراب )،،،
وكثيراً ما يحبذ استخدامه حزب الاصلاح ،، وقد سبق ان استخدمه عند ارساله وفد للتفاوض مع السيد عبدالملك الحوثي زعيم انصار الله ،،، بعد دخول انصاره صنعاء ،،،
حينها وضعت جماعة انصار الله قضية مأرب في مقدمة البنود التي سيتم التفاوض حولها ،،
كون حزب الاصلاح عبر اياديه في مأرب كان يستخدم تخريب الكهرباء وانابيب النفط كورقة يضغط عبرها على صنعاء ومسئوليها ،،
فاعلنت قيادات الاصلاح في مأرب انشقاقها ( طلاق سياسي ) عن قيادة الاصلاح في صنعاء ،،
هروباً من الضغط على الوفد المفاوض بايقاف عمليات التخريب لانابيب النفط واعمدة الكهرباء ،،
وهاهو الان يلمح علي محسن الاحمر ( نائب هادي) بطلاق جديد عن قيادة هادي ،،،
وهو طلاق وهمي وغير منطقي كون الزوج الشرعي للاثنين هو سلمان ملك السعودية او من ينوب عنه ،،،
ومهما اعلنا تذمرهما من بعض يضل الاثنان ضرتان لسلمان يوجههما كما يريد ،،، وليس لديهما قرار بما يختارونه ،،
اذاً ما المبرر لهذه التلميحات ؟
لا يمكن ان نتنبأ بما هو خفي من اهداف يريدها العدوان ونجزم بتأكيدها لكن ما يمكن ان نجزم به ان من يدير هذه التصرفات هو العدوان المتمثل بالتحالف السعودي وان ظهرت عبر كفين مختلفين للعدوان ،،،
مع ذلك يمكن ان نحلل ونستقرئ ونتوقع المبررات التي تدفع أيادي العدوان للتظاهر باستقلال قرار كل طرف عن الاخر ورفض بعض تلك الايادي لتصرفات الاخرى ،،
____________________________
فالمبررات الحاضرة بقوة أمامنا هو ما يمكن سرده بما يلي :
* التنوع وتعدد الوان القيادات وتصادمها مع بعضها تضمن السيطرة على اكثر من جهة حين يكون الاتباع يحملون اهداف مختلفة ومتناقضة ولا يؤمنون باهداف عامة تسعى لتحقيقها قيادات العدوان في السعودية وفق توجيهات امريكية بريطانية ،،،،
وقد سبق ان صنع هذا التضاد في معارك الجنوب من خلال إظهار السعودية كطرف اول قريب من الاصلاح والجماعات الارهابية من قاعدة وداعش ممن يرددون شعارات الخلافة الاسلامية وتطبيق الشرع ( وفق رؤيتهم الوهابية ) ،،
مع إظهار الامارات كطرف اخر يُظهِر تفهمه لمتطلبات الحراكيين بفصائلهم المختلفة ،، ويعلن معاداته للجماعات الاسلامية الارهابية ( كالاصلاح والقاعدة وداعش وفروعها من انصار الشريعة وغيرها ) ،،،
هذا التنوع يجعل تلك الجماعات المتناقضة تقاتل معاً ضد عدو مشترك رغم وضعها في الحسبان واستعداداتها لما تتوقع حدوثه بعد النصر على العدو المشترك حالياً ،،،،
من دخولها في معارك جديدة يتمكن عبرها كل طرف من ازاحة الاخر ،،، وقد ظهرت بعد تحرير عدن ( كما يحبون تسميته ) معارك كثيرة وتصفيات ومازالت حتى الان ،،،
وقد سمح هذا الاختلاف الظاهري بين الامارات والسعودية لتأديب كل مخالف ومتشرط من تلك الفصائل ،،، فان تشرط الحراك وجهت السعودية طائراتها لتصفيت جماعة من اتباع ذلك الفصيل ،،، ثم تترك للامارات دور مسح الرؤوس لاعادت من تبقى منهم الى المعركة بعد وعود بازاحة السعودية وتياراتها المتشددة ،،،
( يد تضرب ويد تمسح الرأس وتطبطب ) ،،،، ويحدث ذلك ايضاً في تعز وقد ظهرت للعيان الاشتباكات والتصفيات والاغتيالات بين الفصائل المختلفة ،،،
__________________________________________________
فهذا السيناريو يمكن ان يتكرر بين هادي وعلي محسن الاحمر اذا كان هناك دور مُعد لهادي لارتداء ثوب الانفصال لكسب الكثير من الانفصاليين والقيام باجراءات ظاهرية لتطمينهم ،،،
ولعل السبب الذي يدفع بالمخرج لوضع تلك الادوار هي الاشتباكات التي حدثت قبل ايام في عدن ومازالت في حالة تأجيج وتجدد ،،،،
ومن الممكن أن يكون من اسبابها عدم ثقة الجنوبيين ومنهم الحراكيين بهادي والنظر اليه أنه مجرد أرجوزه بيد علي محسن الاحمر وحزب الاصلاح ويعمل في عدن على تقوية نفوذهم مما تسبب باشعال المعارك في عدن كما جعل الكثير من ابناء الجنوب يرفضون الانقياد لاوامره بخوض معارك باتجاه الساحل الغربي نحو ذو باب والمخا ،،
فكانت تلميحات علي محسن الاحمر بالانشقاق عن هادي بسبب ممارساته الانفصالية ،، رسالة :
تهدف لتطمين الجنوبيين وازالة مخاوفهم من علي محسن الاحمر وحزب الاصلاح وتعيد لهم الثقة بهادي كونه عدو لعلي محسن الاحمر وسيتم تصوير العداء باعتبار أسبابه هي مواقف هادي ودعمه للانفصال ،،،
فالرسالة التي اراد على محسن الاحمر ايصالها للحراكيين في الجنوب مفادها ( نحن لا نحرك هادي بل هو عدونا لذا رجاءً اتركوه يعيش في عدن بأمان ليطمئن المجتمع الدولي ان عدن صارت محررة وآمنة ولم تسلم للجماعات الارهابية ،،وتحركوا تحت امرته في المعارك الجديدة ليكون عون لكم علينا )،،،
وفي الاتجاه الاخر يتم تطمين الشماليين ممن هم في صفوف العدوان السعودي من المتخوفين من تصرفات هادي الانفصالية وما قام به من تعيين سفراء جميعهم من المحافظات الجنوبية ،،،
وقد اتضح للعيان ان هناك ايضاً محاولة اشعال تنافس بين كل طرف علي محسن والشماليين في جبهة مأرب ونهم وهادي والجنوبيين في جبهة باب المندب وذوباب والمخا ،،
فهم بحاجة لتجنيد الجنوبيين وبالتالي عليهم تحريكهم كطرف منفصل عن الاصلاح وعلي محسن وكمنافسين لهم يتطلعون للانفصال وتم ايهامهم ان هذه المعارك التي يخوضونها
تهدف لتأمين حدود الجنوب ،، وظهر ذلك جلياً من خلال رفع الاعلام التشطيرية في مناطق
ذو باب ،،،
كذلك التقرير الذي اعلنته قناة سكاي نيوز والذي يتضمن اتهام من قبل السعودية للجرنال العجوز علي محسن الاحمر ولحزب الاصلاح بخيانة التحالف والاشادة بالانتصارات الوهمية والاعلامية لابناء الجنوب في ذو باب والمخا حسب ادعائاتهم ،،،
فكانت احدى اهداف الادعائات الكاذبة لقنوات العدوان بالسيطرة على المخا يوم الاثنين الماضي هو اثارة الغيرة والحماس لدا المحبطون في جبهات مأرب ونهم لعمل شيئ مماثل
بل وتخويفهم من تخلي السعودية عنهم ودعمها للجنوبيين ،،
هذه الوسائل الدنيئة التي يتخذها العدوان يمكنها ان تؤلب المتناقضين فكريا بهدف هزيمة جماعة ما ،،، لكنها غير مهتمة بما سيحدث بعد ذلك بعد زوال الهدف المشترك من تضارب وحروب بين تلك الفصائل كما سبق وان حدث ويحدث في الصومال وليبيا وكما يحدث حاليا في المناطق التي اصبحت بيد العدوان رغم وجود ما يشغلهم حاليا عن الاشتباكات فيما بينهم ،،،
أ. فهد سعيد السميعي
#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز